علي بوحاجب : صيدلي وسياسي تونسي.
من مواليد هذا اليوم 15 جوان سنة : 1888 – علي بوحاجب، صيدلي وسياسي تونسي.
- علي بوحاجب : ولد في 15 جوان 1888 – توفي سنة 1965، (77 سنة).
- أصيل بنبلة من ولاية المنستير، كان أوّل تونسي مسلم حصل على ديبلوم الصيدلة.
- درس علي بوحاجب أوّلا بالمدرسة الابتدائية في مسقط رأسه. ثمّ التحق بالمعهد الثانوي الفرنسي المعروف “ليسي كارنو” بتونس الكائن ب”الحي الأوروبي” لمدينة تونس. فكان من أنجب التلاميذ. وقد أتقن اللغة الفرنسيّة فساعدته على كتابة مقالاته السياسيّة، فيما بعد ضدّ الاستعمار الفرنسي.
- نجح علي بوحاجب في امتحان الباكالوريا الفرنسيّة بامتياز، منذ الدورة الأولى لسنة 1908، فقرّر متابعة تعليمه العالي بفرنسا. وتوجّه إلى مدينة تولوز حيث درس بكلّية الصيدلة وحصل بتفوّق على ديبلوم الصيدلة في سنة 1913.
- عاد بوحاجب إلى العاصمة التونسية لمزاولة العمل الصيدلي؛ فحاول أوّلا الدّخول إلى معهد باستور. ولكن رفض مطلبه دون تعليل؛ والسّبب الحقيقي لهذا الرفض هو أنّ السّياسة الاستعماريّة تخصّص مثل هذه المناصب الطبيّة والصيدلية لأصحاب الجنسيّة الفرنسيّة دون سواهم. وفي هذه الحالة، بادر علي بوحاجب بتأسيس صيدليّة جديدة خاصّة بنهج الجزيرة، قرب باب البحر، وسط حيّ جلّ متساكنيه من الأجانب غير التونسيين المسلمين. فوجد نفسه غريبا في هذه المنطقة. وأمام العدد القليل من الزّبائن، اضطرّ علي بوحاجب إلى نقل هذه الصيدلية إلى قلب المدينة بالعاصمة. فاختار حيّ الحلفاوين قرب باب السويقة، وهو حيّ شعبي حافل، جميع سكّانه من التّونسيين المسلمين. فكانت أوّل صيدلية تفتح بالمكان. وسمّاها “الصيدلية الاسلاميّة الكبرى”.
- وهكذا باشر علي بوحاجب مهنته طيلة حياته، بين مواطنيه، مقدّما لهم جليل الخدمات الصحيّة والإنسانية، محبوبا من النّاس، وجلّهم من أبناء الشعب. وهذه المنطقة من المدينة معروفة في التّاريخ الحديث والمعاصر بحماسها الوطني ومقاومتها للمستعمر الفرنسي.
- وفي نفس الفترة، كان علي بوحاجب من المناضلين داخل الحزب الحرّ الدستوري التونسي الذي أسّسه عبد العزيز الثعالبي منذ سنة 1920. وأسهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي. فكان يكتب المقالات في جريدة العمل التونسي لسان الحزب الدستوري، رفقة عدّة زعماء منهم الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري. وكان الزعيم الحبيب بورقيبة لا يكنّ الودّ لعلي بوحاجب بسبب ميله إلى جماعة الثعالبي. ولكنّه كان يعترف له بمهارته وإتقانه للغة الفرنسيّة وامتيازه في التحرير الصحفي.
- في سنة 1947، جرت محاولات من قبل بعض التونسيين “المستقلّين عن الحزب الدستوري” للدّخول في التفاوض مع السّلط الفرنسيّة لادخال بعض الاصلاحات السياسيّة. فكلّف الباي محمد الأمين باشا المحامي مصطفى الكعّاك بتشكيل حكومة جديدة. عيّن علي بوحاجب يوم 26 جويلية 1947 على رأس وزارة الصحة العمومية في هذه الحكومة. والجدير بالذكر أنّ الصحّة كانت تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. فأصبح علي بوحاجب أوّل وزير في الحكومة التونسية يشرف على الوزارة الجديدة القائمة بذاتها.
- وقد اقترن ميلاد هذه الوزارة بتأسيس مجلس هيئة الصّيادلة، وذلك بمقتضى أمر عليّ بتاريخ 10 جويلية 1947 صدر بالرّائد الرّسمي عدد 57 يوم 15 جويلية 1947. ونظّم هذا الأمر المهن الصيدليّة تنظيما عصريّا، وتمّ انتخاب المجلس من قبل الصّيادلة المزاولين بالإيالة التونسية، دون اعتبار جنسيّتهم.
- وتولّى علي بوحاجب الوزارة مدّة ثلاث سنوات. وكانت من أبرز إنجازاته حملات التلقيح والوقاية ضدّ بعض الأمراض المنتشرة آنذاك، مثل مرض السلّ وأمراض معدية أخرى. ولكنّ صلاحياته في الميدان الصحّي كانت محدودة من السلطة الاستعمارية وهو ما اضطرّه إلى مغادرة هذه الوزارة.
- رجع علي بوحاجب إلى صيدليّته بحيّ الحلفاوين بتونس العاصمة، تاركا نهائيّا النشاط السياسي بعد أن كان من أبرز وجوهه… إلى أن وافاه الأجل في شهر جوان 1965.
- وسيحفظ التاريخ أنّ علي بوحاجب كان أوّل تونسي حصل على ديبلوم صيدلة بجامعة فرنسيّة عصريّة وأنّه كان ناشطا في الحقل السياسي التحريري، كما أنّه أوّل تونسي شغل منصب وزير للصّحة بتونس.
أسامة الراعي
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.