سيّد شطا : مطرب وملحن مصري، عاش أغلب فترات حياته بتونس.
توفي في مثل هذا اليوم 7 أوت من سنة : 1985 – سيّد شطا، مطرب وملحن مصري قضى أغلب فترات حياته بتونس بها.
– سيّد شطا : ولد في 31 جانفي 1897 – توفي سنة 1985 (88 سنة).
– ولد سيد محمد عبد الجواد شطا في القاهرة بحي السيدة زينب وتعلم مبادىء القراءة والكتابة في احدى كتاتيب الحي ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخليل آغة بسيدنا الحسين…
– وقبل ان يبلغ العاشرة من عمره كان مولعا ولعا شديدا بتلاوة القرآن وترديد المحفوظات والأناشيد وكان قائدا موسيقيا صغيرا في صفه… كما تحصل بعدها في سنة 1911 على الشهادة الابتدائية وعرف لدى زملائه بالمدرسة التابعة للخديوي عباس حلمي بجمال صوته. وترأس حفلاتها وهو يسكن بالسيدة في حديقة “ماميشي” حذو منزل حسن والي باشا شقيق جعفر باشا وزير الداخلية انذاك والذي أعجب بصوته وكان مولعا بالفن ويعلّم نخبة من الشباب الموسيقى في بيته.
فطلب من سيد شطا ان يلتحق بمدرسته الصغيرة في بيته وهناك تعلم مبادىء الموسيقى والعزف على العود…
– وفي سنة 1916 أحيى أول حفلة غنائية بمفرده أمام الجمهور وذلك في كازينو” البوسفور” بالقاهرة وكانت الانطلاقة الكبرى لمسيرته الفنية الحافلة والزاخرة بالعطاء…..
– وفي سنة 1920 سكن بحي الشعرية وبدأ يلحن الاغاني والأدوار …وأحيى الكثير من الافراح لكسب قوته اليومي لأن الاذاعة وقتها لم تنشر أغانيه في نطاق أوسع…
كما حظي بعناية الموسيقار الكبير سيد درويش الذي لحن له اغنيتين .
– ثم تحول الى المغرب باتفاق مع جاره ابراهيم المراكشي الذي كان واسطته للعمل بقصر ” التهامي باشا القلاوي” حاكم المغرب الذي كلفه بتعليم جواريه الغناء والعزف…
– وبعد سنة رجع الى مصر وتزوج أم أولاده السيدة نصّار وواصل رحلاته الفنية الى المغرب مرورا بطرابلس وتونس التي لبث فيها طويلا لما وجد فيها من جو فني ملائم…
– عاد للمرة الثانية الى تونس سنة 1929 ليقيم فيها فترة أطول حيث رهن فيللا كان يملكها في حدائق القبة بالقاهرة لتغطية مصاريفه… فوجد نفسه محفوفا بالجماهير التي أحبته، وتعرف على أشهر الفنانين في تونس آنذاك مثل حسيبة رشدي، فضيلة ختمي وشافية رشدي، وتعامل معهن…
– بقي في تلك السنة بتونس واشتغل طيلة شهر رمضان ورجع أصدقاؤه الموسيقيون الى مصر وبقي هو..
– بدأ يشتغل مع شافية رشدي في فرقة “المستقبل للتمثيل” ولحن العديد من المسرحيات التونسية. ثم عاد من جديد لتلحين الأدوار والاغاني واحياء سهرات الافراح والحفلات الخاصة مع صديقه المطرب المصري “أحمد فاروز” وهو عازف عود ممتاز…
– وفي سنة 1934 عاد الى مصر وأقام هناك مدة لحن فيها اغنية (ياجمال الريف) للمطرب “ابراهيم حمودة”، كما مثّل في مسرحية “كليوباترا” مع الفنانة منيرة المهدية بعد ان تخاصمت مع محمد عبد الوهاب، ومسرحية “عبد الرحمان الناصر” و”العشرة الطيبة”..
– ثم عاد الى تونس ليقـيم بها بصفة نهائية لفرط اعجابه بها بعد ان كـرمه أحمد باشا باي تونس.
– وقد بعث توكيلا لصديقه المطرب “الشيخ أمين حسنين” (الذي سكن بعده تونس وتزوج وتوفي بها) لبيع الأرض التي كان يملكها بمنطقة (المرج) وسكن مع عائلته في منطقة باب منارة ثم باب سويقة بتونس العاصمة… وظل يعمل مع فرقة تونسية ووجد معها كل التجاوب…
– بدأ مشواره الفني الحقيقي في تونس بتعامله مع الفنانة الكبيرة والراقية “فتحية خيري” بتلحين مسرحيتها “الافريقية”. وقد ارتبط اسمه بها بعدما لحن لها عددا كبيرا من الأغاني وصل الى قرابة 40 أغنية.
– هذا ولابد من إبراز الحضور الدائم لسيد شطا في المحيط الفني للمطربة فتحية خيري التي وصفته صادقة في مشاعرها أمام الاعلام بأنه أبوها الروحي وصاحب الفضل الأول في تكوين مهجتها الاصيلة ودعم مسيرتها الفنية.
– ومن الأغاني التي لحنها سيد شطا لفتحية خيري في بدايتها:
* ما ثناها (للشاعر عبد الرزاق كرباكة من تونس)
* يا هاترة بالعين (للشاعر عبد الرزاق كرباكة من تونس)
* أترى تذكرينني (للشاعر محمد العريبي)
* في الليل والظلمة تخيّم (للشاعر محمد العريبي)
– وللفنانة حسيبة رشدي :
* البخت (من تأليفه)
* يابنات الريف (للشاعر المصري عبد الفتاح الشرقاوي)
* قلبي انشغل بيك (للشاعر المصري محمد الهلاوي)
– وبهذه الأغاني القليلة أحدث هزّة كبيرة في الساحة الفنية التونسية حيث اقترنت ألحانه بالنجاح ولعبت دورا كبير في توجيه الحركة الموسيقية التونسية وتنشيطها وتطويرها…
– وفي سنة 1938، بعد افتتاح الاذاعة التونسية أصبح له برنامج فني خاص ودوري كل اسبوع بصوت رفيقة دربه المطربة فتحية خيري..
– وفي سنة 1942 اتصل به محمد المنصف باي بعد توليه عرش تونس وكلفه بتعليم كريمته الأميرة زكية أصول الموسيقى والعزف على آلة العود. فأهدى له فيلا كبيرة في ضاحية المرسى ليسكن فيها مع أفراد عائلته…
– لكن الأقدار شاءت ان تسوء الأحوال في تونس بعد خلع المنصف باي سنة 1943 من قبل السلطة الاستعمارية في 14 ماي بدعوى التعامل مع جيوش المحور.
– عندها عاد السيد شطا الى بيته في حي باب سويقة بعد مرض ابنته فكانت الظروف والأقدار قاسية عليه كثيرا هذه المرة لأنه فقد ابنته وزوجته سيدة نصار سنة 1945 فكانت هذه الفترة من اتعس فترات حياته…
– عاد سيد شطا الى القاهرة بعد وفاة ابنته وزوجته في نفس السنة ، وبمجرد وصول الزعيم الحبيب بورقيبة (رئيس تونس فيما بعد) الى القاهرة للتعريف بالقضية التونسية اتصل به سيد شطا ورافقه في نشاطه السياسي عديد المرات وقدم له جليل الخدمات.
– وفي سنة 1949 بعث السيد شطا برسالة الى جريدة “الاسبوع” التونسية يصف فيها أعماله في مصر من تلحين أغاني افلام الخ….وقال فيها : أما من جهة قدومي الى تونس فسأعمل جهدي ان شاء الله لأحل بها في رمضان وأكون بمفردي لاني اريد ان أقوم بمجهودي الفني مع اخواني التونسيين الذين شاركوني سابقا…
– وفي نفس السنة عاد السيد شطا الى تونس واستقبل استقبالا كبيرا من قبل جمهوره الكبير في تونس واخوانه الفنانين فكان في قمة السعادة.
– وقد لحن للمطربة فتحية خيري :
* انا بنت الفلاحة.
* فين النسيم العليل، للشاعر محمود بورقيبة،
*ما احلى ليالي اشبيليا، للشاعر الهادي العبيدي
*يا جاهل المحبة، للشاعر جلال الدين النقاش
*قالوا الجمال أسرار، وهي من تأليفه
* نحي نغمك، للشاعر المصري محمد الهلاوي..
– كما لحن للفنانة نادية حسن أغنية:
* فرحان يا حبايب، للشاعر عبد المجيد عبد الفتاح..
* والله زمان يا جار * لمحمد الهلاوي..
– وبعد ان استقرت قدمه على أرضية فنية وأصبح له جمهور يستمع اليه انضم الى فرقة المطربة التونسية فتحية خيري كمطرب أول في فرقتها وكعازف على العود.
– وفي سنة 1957 وصل الفنان سيد شطا الى منعرج في مسيرته الفنية اذ اتجه كليّا بالاداء واللحن الى الطابع الديني . وبدأ يشتغل مع فرقة الشيخ محمود عزيز للسلامية وتلحين القصائد الدينية.
– واكب سيد شطا الاذاعة التونسية من يوم كانت في عمارة الكوليزي الى ساحة العملة فشارع الحرية وبقي منتميا اليها الى وفاته، كما لحن لعدة اصوات تونسية مشهورة أمثال: نعمة، علية، هناء راشد، زهيرة سالم، يوسف التميمي، أحمد حمزة، محمد أحمد، مصطفى الشرفي، محمد الفرشيشي، وخاصة المجموعة الصوتية للاذاعة التونسية…
# أسامة الراعي #
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.