اثنتان وأربعون سنة من العمل الدؤوب من أجل تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

اثنتان وأربعون سنة من العمل الدؤوب من أجل تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية. بمناسبة مرور 42 سنة على نشأة الفكرة الرامية إلى تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية 6 أوت 2082 – 6 أوت 2024 انتظم يوم الأربعاء 6 أوت 2024 لقاء لتخليد هذه الذكرى بفندق شيراتون بالعاصمة حضره ثلة من الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين والإعلاميين وممثلي الجمعيات والمنظمات من مختلف البلدان الإفريقية. وافتتح رجل الأعمال التونسي السيد عز الدين بوزويتة هذا اللقاء مبينا أن إنشاء الولايات المتحدة الإفريقية يمثل حلم شعوب هذه القارة السائرة نحو النمو والتطور بفضل الاعتماد على أصحاب العزائم الصادقة والخبرات والكفاءات الإفريقية  والعمل سويا على التعجيل بطرح مبادرة التأسيس الفعلي والواقعي في أسرع الأوقات وفي أحسن الظروف الاقتصادية والمالية والسياسية التي تضمن النماء والاستقرار في قارتنا المعطاء. وقد أطلق لهذا الغرض حملة واسعة النطاق قصد التوقيع على عريضة المناداة بإنشاء هذا الهيكل الواعد وإمضائها من قبل الشعوب الإفريقية قاطبة. وقد اغتنم فرصة وجود مشاركين أفارقة يحضرون اللقاء ليبين أن الإرادة الإفريقية عاقدة العزم على المضي قدما في هذا الخيار الاستراتيجي واستمرار النضال من أجل تجسيد الوحدة الإفريقية خصوصا في جوانبها الاقتصادية والمالية والتنموية. ويشار إلى أن مشروع الولايات المتحدة الأفريقية هو مشروع كان يريد تطبيقه الزعيم الليبي معمر القذافي، وأن تكون أفريقيا بدولها ال54 دولة واحدة تكون أديس أبابا عاصمتها السياسية وتكون دوربان مقراً لهياكلها الأخرى. ولقد حظي المشروع بدعم كل من إريتريا، وغانا، والسنغال، وزيمبابوي، لكن دولاً ككينيا وليبيريا ونيجيريا وجنوب أفريقيا عارضت المشروع بشدة.  لم تحظى الفكرة بتأييد دول شمال أفريقيا مثل الجزائر، والمغرب، ومصر، وتونس، وليبيا بعد الثورة وهي مناطق ارتبطت تقليديًا مع الأيديولوجيات المتنافسة مثل القومية العربية، والقومية المصرية والقومية الأمازيغية والإسلام.  عمومًا يحظى المشروع بأعلى مستوى من الدعم بين البلدان الأفريقيَّة الأشد فقرًا، والأقل نموًا، في حين لا يحظى المشروع بالتأييد بين الدول الأفريقية الأقل فقرًا، والأكثر تقدمًا، والدول الكبرى.  يضم الاتحاد المقترح أكبر مجموع من الأراضي في العالم، وهو ما يتجاوز الإتحاد الروسي. وفي حالة تحقيق المشروع سيكون الاتحاد ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين والهند.وفي سياق إطلاق التوقيع على هذه العريضة وذكر في محاضرته بتاريخية الفكرة منذ انطلاقها سنة 1982 والنقاشات التي دارت حول هذه المسألة المصيرية وما ورد في الإصدار الذي وسمه بدليل العربية وتساءل فيه آنذاك هل ستصبح تونس منطقة محورية في إفريقيا مذكرا بالخطوات العملية والواقعية من أجل انطلاق الولايات المتحدة الإفريقية التي تمثل طموحا تسعى إليه العديد من الشعوب الإفريقية إن لم نقل أغلبها. وإثر هذا التقديم المستفيض للمشروع الواعد فتح باب النقاش ليدلي الحاضرون بأسئلتهم ومقترحاتهم. ومن التساؤلات المطروحة على صاحب المشروع: أليس الأجدى التفكير في تعزيز وجود اتحاد المغرب العربي الكبير أو وحدة شمال إفريقية وإذا كان ذلك صعبا فكيف يمكن جمع 54 بلدا إفريقيا حول هيكل وتنظيم واحد.؟ ألا يمكن أن تكون النزاعات والحروب في القارة الإفريقية عاملا معرقلا لقيام هذا التنظيم على غرار الحرب في السودان والأزمة التي اندلعت بسبب الصحراء الغربية؟ هل من الممكن إحداث عملة موحدة بين البلدان الإفريقية جميعها ترسيخا لفكرة الوحدة والتضامن ووحدة المصير؟لماذ لا يتم الشروع في فكرة إنشاء هذه الولايات المتحدة مرحليا بين تونس والجزائر ثم المغرب حتى تتسع إلى سائر الدول الإفريقية؟ كيف يمكن لتونس أن تصبح مركز جذب في القارة الإفريقية؟ الوضع عموما في البلدان العربية والصعوبات التي واجهت قيام الوحدة العربية وانخراط العض في شراكات مع الاتحاد الأوروبي لمقاومة ظاهرة الهجرة وظهور علامات على استفحال النزعات العنصرية، ألا يمثل ذلك عائقا أمام إنشاء الولايات المتحدة الإفريقية؟ أما في سياق الرد التأليفي على هذه الاشستفسارات أشار المحاضر إلى أن قيام الولايات المتحدة الإفريقية أيسر من إنشاء وحدة مغاربية أو عربية وبين اختلاف ذلك عن فكرة الاتحاد الإفريقي. فمنذ اندلاع مشكلة الصحراء الغربية وإغلاق الحدود سنة 1995 لم يقع حل المشكل إلى اليوم فضلا عن أن العديد من الدول ليس من مصلحتها قيام مغرب عربي موحد أما في العالم فقد تركز النفوذ بين أربعة أقطاب كبرى هي الولابات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والمجموعة الآسيوية بقيادة الصين.  وهذه التكتلات والكيانات هي التي ستتنافس على العالم والتقدم والاقتصاد والتكنولوجبا. والاتحادات الكبرى أحيانا أيسر من الاتحادات البسيطة والصغيرة. وقد شعدت الوحدة العربية عقبات بسبب الاختلاف بين القادة أما الوحدة الإفريقية المبنية على الاقتصاد والمبادلات التجارية والتنمية فهي لا تمثل عوائق سياسية و وتنظيمية من قبيل تحول السوق الأوروبية المشتركة إلى اتحاد أوروبي بالتوازي مع تعاون اقتصادي متين من أجل تحقيق التنمية لصالح شعوب اقارة. وذكر بأن القارة الإفريقية غنية جدا بالموارد الطبيعية الباطنية بما يمكن من الاستغناء عن البنوك والقروض جميعها وقد تم الشروع منذ 29 جويلية 2024 بالتعريف بالصندوق الإفريقي الأمريكي للتنمية 
 إن المتتبع لمسار الوحدة الإفريقية يقف على تعدد المحاولات لتحقيق ذلك،وإن كان أغلب الدارسون يركزون فقط على تجربة منظمة الوحدة الإفريقية وتحولها إلى الاتحاد الإفريقي، غير أن هذه التجربة لم تكن هي بداية الفكر نحو الوحدة الإفريقية، بل كانت نتاج عدة محاولات لإقامة تكتلات في القارة الإفريقية،في الوقت الذي اتجه فيه البعض إلى تحقيق أقصى حد ممكن من الوحدة في صورة ولايات متحدة إفريقية،غير أنه اعترض ذلك عدة صعوبات وقفت كحاجز للوصول إلى تحقيق ذلك الحلم، فهل بالإمكان الوصول إلى تحقيق حلم الولايات المتحدة الإفريقية في إطار الواقع الإفريقي. 
الاتحاد الأفريقي (اختصاراً AU في اللغة الإنجليزية، وUA في اللغات الرسمية الأخرى) هو منظمة دولية تتألف من 55 دولة أفريقية. تأسس الاتحاد في 9 يوليو 2002 ، متشكلاً خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية. تُتّخذ أهم قرارات الاتحاد في اجتماع نصف سنوي لرؤساء الدول وممثلي حكومات الدول الأعضاء من خلال ما يسمى بالجمعية العامة للاتحاد الأفريقي. يقع مقر الأمانة العامة ولجنة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أثيوبيا. في اجتماع الجمعية العامة للاتحاد في فبراير 2009 الذي ترأسه الزعيم الليبي معمر القذافي، أعلن عن حل لجنة الاتحاد الأفريقي وإنشاء سلطة الاتحاد الأفريقي.
من بين أهداف مؤسسات الاتحاد الأفريقي الأساسية تسريع وتسهيل الاندماج السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقارة، وذلك لتعزيز مواقف أفريقيا المشتركة بشأن القضايا التي تهم القارة وشعوبها، تحقيقاً للسلام والأمن؛ ومساندةً للديمقراطية وحقوق الإنسان. يتكون الاتحاد الأفريقي من جزئين أحدهما سياسي والآخر إداري. ويعرف أكبر صانع للقرارات في الاتحاد الأفريقي بالجمعية العامة، التي تتألف من رؤساء دول الأعضاء أو ممثلي حكوماتها. يرأس حالياً الجمعية العامة رئيس ملاوي بينغو وموثاريكا، الذي اُنْتُخِب في الاجتماع النصف سنوي الرابع عشر للجمعية العامة في يناير 2010. لدى الاتحاد الأفريقي هيئة تمثيلية، أيضاً، فيما يعرف بالبرلمان الأفريقي (برلمان عموم أفريقيا)؛ الذي يتألف من 265 عضواً يُنتخبون من قبل البرلمانات الوطنية لدول الأعضاء والذي يرأسه إدريس موسى. يوجد أيضاً لدى الاتحاد الأفريقي مؤسسات سياسية أخرى، مثل المجلس التنفيذي والذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، ومن المهام الرئيسية للمجلس تهئية القرارات لتمريرها للجمعية العامة والهيئة التمثيلية للاتحاد التي تضم سفراء الدول الأعضاء في أديس أبابا. يوجد أيضاً المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي (ECOSOCC) والذي يهتم بالناحية المدنية للدول. ويرأس الغابوني جان بينغ لجنة الاتحاد الأفريقي حالياً؛ القائمة لأعمال الهيكلة السياسية في الاتحاد. وتعتبر مدينة أديس أبابا في إثيوبيا هي العاصمة الإدارية والرئيسية للاتحاد الأفريقي، حيث يقع فيها المقر الرئيسي للجنة الاتحاد الأفريقي. ويستضيف عدداً آخر من أعضاء المجلس العديد من الهياكل الأخرى، فعلى سبيل المثال بانجول، يوجد بها المقر الرئيسي للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب. وغامبيا التي تستضيف أمانتي آلية مراجعة النظراء الأفريقية والشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. فضلاً عن البرلمان الأفريقي والذي يقع في مدينة ميدراند الجنوب أفريقية. قام الاتحاد الأفريقي بأول تدخل عسكري له في دولة عضو في مايو 2003، حيث نشر قوة لحفظ السلام هي (بعثة الاتحاد الأفريقي في بوروندي) من جنوب أفريقيا وإثيوبيا وموزمبيق في بوروندي للإشراف على تنفيذ العديد من الاتفاقات العسكرية المختلفة هناك. كما نشر أيضاً الاتحاد قوات لحفظ السلام في السودان في صراع دارفور، وذلك قبل تسلم الأمم المتحدة تلك المهمة في 1 يناير 2008. أيضاً، قام الاتحاد بنشر قوات حفظ سلام من أوغندا وبوروندي في الصومال.  اعتمد الاتحاد الأفريقي عدداً من الوثائق الهامة والتي ترسي معايير جديدة على صعيد القارة السوداء، وذلك لتكملة الوثائق المعمول بها بالفعل عند إنشائها. وتشمل اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد (2003) والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم (2007)، فضلا عن الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (NEPAD) وما يرتبط بها من الإعلان حول الديمقراطية والسياسيةوالأكيد أن لتونس دورا محوريا فاسم القارة أخذ من الاسم القديم لتونس وهو فريقيا وكان الوجود الإفريقي حاضرا في تونس منذ عهد قرطاج. وتولت الجمعية العالمية لصنع السلام ممثلة في شخص رئيسها السيد أحمد العايب تكريم السيد عز الذين بوزويتة للمجهودات التي يبذلها من أجل تنمية القارة.

محمد زياد العويني، الجريدة الإلكترونية الحدث+.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *