تونس تشارك  في مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، بسلطنة عمان يومي 2 و3 أكتوبر الجاري ، تحت عنوان: “ما بعد قمة تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات”،

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

تونس تشارك  في مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، بسلطنة عمان يومي 2 و3 أكتوبر الجاري ، تحت عنوان: “ما بعد قمة تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات”،

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

على هامش المشاركة  في الدورة الثالثة لمؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، التي تستضيفها سلطنة عمان يومي 2 و3 أكتوبر الجاري ، وتنعقد تحت عنوان: “ما بعد قمة تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات”، التقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بوزير التربية بالجمهورية التونسية الدكتور نور الدين النوري مبادرا  بتهنئته على توليه منصب وزير التربية بالجمهورية التونسية، راجيا له التوفيق والسداد، ومثمنا حرصه على حضور مؤتمر وزراء التربية. وخلال اللقاء  أكد الدكتور المالك حرص الإيسيسكو على مواصلة دعم جهود دولها الأعضاء في تحديث منظوماتها التربوية، موضحا أن مؤتمر وزراء التعليم سيناقش في هذا السياق عددا من القضايا المهمة لتعزيز الالتزام بتحويل التعليم في الدول الأعضاء بالإيسيسكو، ووضع آليات فعالة لتعميم الممارسات الفضلى وتسريع تنفيذها، بالإضافة إلى تحفيز التعاون بين الدول الأعضاء في هذا المجال…كما تم خلال اللقاء التأكيد على عمق العلاقات بين الإيسيسكو وتونس في مجال التعليم، وجرى الاتفاق على السعي لتطوير التعاون بين الجانبين، عبر تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع والأنشطة.

تحويل التعليم وتطوير مضامينه مسؤولية مشتركة:

وبحضور استثنائي رفيع المستوى انطلقت صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة العمانية مسقط، أعمال  الدورة الثالثة لمؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، تحت عنوان: “ما بعد قمة تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات”
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تحت إشرف  الشيخ عبد الملك بن عبد الله الخليلي، رئيس مجلس الدولة بسلطنة عمان، بحضور رئيس جمهورية السنغال السابق،ماكي سال ، ورئيسة جمهورية موريشيوس السابقة، أمينة غريب فقيم، ضيفا شرف المؤتمر، وعدد كبير من وزراء التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي، ورؤساء منظمات وهيئات دولية ومؤسسات مجتمع مدني معنية بمجالات التعليم والتكنولوجيا والابتكار.
واستهلت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والتي أكدت فيها أن تحويل التعليم وتطوير مضامينه مسؤولية مشتركة تتضافر فيها الجهود كافة، من أجل تمويل التعليم ورفع جاهزية النظم التعليمية واستعدادها الاستباقي لمواجهة الأزمات.
وثمنت تخصيص الإيسيسكو عاما للشباب، نظرا لدورهم المحوري في قيادة المجتمعات نحو الرقي والتطور، واستعرضت جهود سلطنة عمان للنهوض بمجال التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مستدامة قابلة للتكيف مع التحولات الرقمية المستقبلية
وفي كلمته، أشار فخامة السيد ماكي سال، إلى أن تاريخ العالم الإسلامي شهد إسهامات بارزة في نشر المعارف، وأن تراثنا العريق يذكرنا بمسؤوليتنا في الحفاظ على مكانة العلم والتعليم في عصر يشهد تطورا متسارعا..
وبدورها تحدثت السيدة أمينة غريب فقيم، في كلمتها عن إسهامات النساء ودورهن المحوري في بناء حضارة العالم الإسلامي، حيث شاركن في اتخاذ القرارات، مضيفة أن الاستثمار في تعليم الفتيات ضرورة ملحة لضمان مستقبل أكثر إشراقا.

مستقبل المنظومات التعليمية في ظل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي:

ومن جانبه، أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، عن خالص شكره لسلطنة عمان على حسن استضافتها لهذا الحدث البارز، مؤكدا أن المنظمة بذلت جهودا مضنية لإنجاح هذا المؤتمر التاريخي، وأنها دعت في قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم إلى ضرورة إجراء تغيير في مناهج التعليم وأساليب تنشئة الأجيال القادمة لمواكبة متطلبات العصر.
وتطرق إلى مستقبل المنظومات التعليمية في ظل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والاستفادة من القدرات البشرية، مع التأكيد على دور الأسرة المحوري في دعم العملية التعليمية.
واختتم المدير العام للإيسيسكو كلمته بتأكيد التزام المنظمة باغتنام فرص التطور والمضي قدما مع الدول الأعضاء نحو تبني نهج مبتكر لتحديث المنظومات التعليمية، معلنا في هذا السياق عن حصول الإيسيسكو على شهادة “منظمة ابتكارية معتمدة” بدرجة بطل من معهد الابتكار العالمي، وذلك تقديرا لجهودها المتميزة في مجال الابتكار والتطوير.

وعقب ذلك استعرض شاب وفتاة من شباب سلطنة عمان تجربتيهما للتعلم التدريبي مع مؤسسة أوتورود باوند عمان، وتم عرض فيلم تسجيلي حول التعليم في السلطنة.
وفي كلمة مسجلة تم بثها خلال المؤتمر، أكدت السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أن هذا المؤتمر يمثل نقطة حاسمة في مسيرة التعليم، حيث يجمع الدول الأعضاء لتقييم التزاماتها ووضع خطط طموحة للمستقبل، مبرزة أن نتائجه ستكون بمثابة خارطة طريق واضحة لتعزيز أنظمة التعليم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

جهود المنظمة في تشجيع الدول الأعضاء على الاستثمار في الشباب، وإيجاد منصات لهم للتعبير:

أما الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم بسلطنة عمان رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم فقد ثمنت تخصيص الإيسيسكو عامًا للشباب، والذي يأتي في سياق الاهتمام العالمي بهم؛ نظرا لدورهم المحوري في قيادة المجتمعات نحو الرقي والتطور وأشادت بجهود المنظمة في تشجيع الدول الأعضاء على الاستثمار في الشباب، وإيجاد منصات لهم للتعبير عن آرائهم، ومشاركتهم في صنع القرار ،وأضافت  أن تحويل التعليم هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل الارتقاء بالمنظومة التعليمية، وتعزيز الاستدامة، ونشر قيم التسامح والحوار بين الثقافات
وقد خصصت الجلسة الأولى  لموضوع حول “وجهة نظر التعليم العالمي: المنظمات الدولية”، أدارتها الدكتورة جوخة بنت عبد الله الشكيلية، المديرة التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم..وقد استعرض د. محمد ولد أعمر، المدير العام لمنظمة الألكسو، رؤية المنظمة المتمثلة في التمكين للوحدة الفكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم، ورفع المستوى الثقافي حتى يقوم بواجبه في متابعة الحضارة العالمية والمشاركة الإيجابية فيها…
من جهته تحدث د.عبد الرحمن بن محمد العاصمي، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي، عن التوجهات الوطنية لدول الخليج لتحويل التعليم، من خلال خططها المرسومة وبرامجها الطموحة لبناء نظم تعليمية قادرة على رفع كفاءة الأداء التعليمي ومواجهة التحديات…
أما الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،فقد أشار في كلمته عن سد العجز في الكوادر التعليمية والصحية يستوجب استثمارا شاملا وتحويليا في التعليم والتوظيف، بهدف تطوير رأس المال البشري وتحقيق نتائج ملموسة، خاصة وأن التعليم والصحة وجهان لعملة واحدة”

جعل المدارس أماكن آمنة للدراسة، وتعزيز النظم التعليمية:

وبدوره أكد الدكتور لويس بينفينستي، مدير قطاع الممارسات العالمية للتعليم بـالبنك الدولي، استثمار 78 مليار دولار أمريكي في 160 دولة للنهوض بمجال التعليم، مشيرا إلى أهمية توفير الدعم الكافي للمعلمين، والبينات التحتية للمنشآت الدراسية، وجعل المدارس أماكن آمنة للدراسة، وتعزيز النظم التعليمية. في حين  تطرقت السيدة مين جيونغ كيم مديرة التربية 2030، بـاليونسكو، إلى كيفية دعم متابعة مخرجات قمة التحويل، وأعطت لمحة عن التزام الدول الأعضاء بتحويل التعليم، واستعرضت بعض التحديات التي تواجهها العملية التعليمية
الدكتور ليوناردو غارنييه، المستشار الخاص السابق للأمين العام الأمم المتحدة ،دعا الدول للاستثمار بشكل أكثر فاعلية في القطاع التعليمي، والاستثمار في مرحلة ما قبل الدخول المدرسي، وتخصيص نسبة أكبر من دخلها القومي لتطوير التعليم

التعليم الأخضر،  مستقبل مستدام للجميع:

فعلا شهدت جلسات عمل اليوم الأول، والمرتبطة بالشق الأكاديمي، زخما كبيرا ونقاشات ثرية، شارك فيها وزراء وخبراء ومسؤولون دوليون في مجال التربية والتعليم، وممثلون عن عدد من المنظمات الدولية، للحديث عن الجهود الدولية في تطوير التعليم وتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال، وأهمية الشراكات المتعددة في تحويل التعليم، والعملية التعليمية خلال الأزمات.
ومن بينها جلسة “التعليم الأخضر: مستقبل مستدام للجميع”، والتي أدارتها السيدة كريستين أوزدن، المديرة العالمية للتعليم المناخي في كامبريدج، تحدث كل من: الدكتور عزمي محمود مفلح محافظه، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، بالمملكة الأردنية الهاشمية، والسيد بيير غوميز، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، ووزير التعليم الأساسي والثانوي بجمهورية غامبيا، والسيدة مين جيونغ كيم، مديرة التربية 2030 باليونسكو، والسيدة جان مان، المديرة الإدارية بشراكة التعليم، في جامعة كامبريدج، والدكتور عبد الله خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان، والدكتورة عائشة اليماحي، مستشارة استراتيجية، بـ “ألف للتعليم”.
واختتم اليوم بجلسة “متحدون من أجل التعليم في ظل الأزمات والطوارئ”، والتي أدارتها السيدة ياسمين شريف، المديرة التنفيذية لـ”التعليم لا يمكن أن ينتظر”، وتحدث فيها كل من: الدكتور أمجد سعد سليمان ضبابات، وزير التربية والتعليم العالي بدولة فلسطين، والدكتور طارق سالم صالح العكبري، وزير التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية، والدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالكويت، والسيدة أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باليونيسف، والسيد فهد السليطي، الرئيس التنفيذي، لمؤسسة التعليم فوق الجميع، والدكتور عبد الرحمن المديرس، مدير عام مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، والسيد فارح شيخ عبدالقادر، وزير التربية والثقافة والتعليم العالي بجمهورية الصومال الفيدرالية.واختتمت الدكتورة سي هادي جاتو، رئيسة قطاع التربية بالإيسيسكو، الجلسة بكلمتها حيث قدمت تلخيصا لأبرز ما تضمنته جلسات اليوم الأول من المؤتمر، وما شهدته من نقاشات حول التحديات التي تعصف بمجال التربية، وما ينبغي القيام به للإسهام في تحويل التعليم.

ورشة عمل حول “دور أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم: تشكيل مستقبل مسؤول للتعليم”:

     من جهة أخرى تولت  منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بسلطنة عمان،تنظيم  ورشة عمل “دور أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم: تشكيل مستقبل مسؤول للتعليم”، بمقر الجامعة في العاصمة العمانية مسقط، في إطار أنشطة كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالجامعة، بهدف استكشاف الفوائد والمخاطر المحتملة من توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتعزيز المناقشات المثمرة مع المختصين وخلق أفضل الممارسات في المجال.واستهلت أعمال الورشة، أمس ، بكلمة للدكتور مصعب الراوي، مدير كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والذي أكد أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة ومسؤولة تتماشى مع قيم العالم الإسلامي، وعقب ذلك تحدث السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، عن النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي وأهمية الاستفادة منه في التعليم، مؤكدا على ضرورة تعزيز المحتوى الرقمي العربي واستعرض جهود الإيسيسكو في المجال.من جانبها أكدت الدكتورة سي هادي جاتو، رئيسة قطاع التربية بالإيسيسكو، على الفرص غير المسبوقة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين التعليم، مشددة على أهمية معالجة التحديات الأخلاقية المصاحبة، والعمل على سد الفجوة التكنولوجية خاصة في الدول الإفريقية.كما استعرض الدكتور أحمد موسى البلوشي، مدير قطاع العلوم باللجنة الوطنية العمانية للتربية والعلوم والثقافة، جهود وزارة التعليم العمانية لتطوير التعليم، فيما سلط الدكتور سالم باتي المقبالي، رئيس قسم الأبحاث بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، الضوء على الفرص الواعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للطلاب، وأكدت الدكتورة أسماء مهديوي، من إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، أهمية تطوير إرشادات أخلاقية واضحة لدمج الذكاء الاصطناعي في نظم التعليم.
ومن أشغال الورشة تقديم عدد من المداخلات العلمية، ناقشت التجارب الرائدة في توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعليم.

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *