في ختام مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم إصدار”إعلان مسقط”، تعزيز الالتزام بتحويل التعليم، ووضع آليات فعالة لتعميم الممارسات الفضلى، لبناء مستقبل أكثر ازدهارا

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

في ختام الدورة الثالثة لمؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، التي احتضنتها سلطنة عمان يومي 2 و3 أكتوبر الجاري ، صدر “إعلان مسقط”، الذي يتضمن قرارات تاريخية من وزراء التربية والتعليم بدول العالم الإسلامي، للعمل على تعزيز الالتزام بتحويل التعليم، ووضع آليات فعالة لتعميم الممارسات الفضلى وتسريع تنفيذها، لبناء مستقبل أكثر ازدهارا.
مجموعة تعهدات وتوجهات، تمت بلورتها بناء على وثائق المؤتمر التي أعدتها الإدارة العامة لمنظمة الإيسيسكو، والنقاشات خلال الجلسات بين الوزراء والخبراء الدوليين في مجال التربية والتعليم، ومن هذه التعهدات: العمل على وضع جميع ما نصت عليه قرارات مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم موضع التنفيذ والمتابعة، وتكليف المنظمة بإنشاء “منصة للرصد والتنسيق”، بالتعاون مع جهات الاختصاص الوطنية في الدول الأعضاء، لرصد وتتبع تقدم الدول الأعضاء نحو تحويل التعليم.

الترحيب بإطلاق الإيسيسكو ميثاق الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي:

هذا وقد رحب الإعلان بإطلاق الإيسيسكو ميثاق الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي، كما أدرج تبني مبادرة المنظمة من أجل تكييف البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، مع اعتبار خصوصيات الدول الأعضاء وأولوياتها، واعتماد مؤشر المساواة بين الجنسين مؤشرا استراتيجيا في النظام التعليمي، وإبراز التوافق بين مضامين تحويل التعليم وقيم ثقافة العالم الإسلامي.
وندد الإعلان بما تتعرض له مؤسسات التعليم في قطاع غزة بفلسطين وجنوب لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفي دول أعضاء أخرى من اعتداءات سافرة تسببت في حرمان ملايين التلاميذ والطلبة من حقهم في التعلم، وتأكيد التضامن والدعم لجهود تمكين التلاميذ والطلاب في الدول الأعضاء المتضررة من الحروب والكوارث والأزمات.

تطوير التعليم والرعاية للطفولة المبكرة، ركائز المستقبل:

وكان المؤتمر قد شهد خلال جلسات اليوم الثاني استعراض ومناقشة عدد من الوثائق المهمة، والمتمثلة في: “تقرير الإيسيسكو التربوي عن الفترة من 2021 إلى 2024″، و”واقع تعليم الفتيات”، و”التربية الإعلامية: آفاق وتطلعات”، و”مخرجات الاجتماع الوزاري رفيع المستوى، لندن – مايو 2024 – تحويل التعليم: الطريق إلى مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، بمسقط 2024″، و”ميثاق الذكاء الاصطناعي للعالم الإسلامي”، و”تطوير التعليم والرعاية للطفولة المبكرة: ركائز المستقبل”، و”التقدم في تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات 2022: ما بعد قمة تحويل التعليم”، و”التعليم الأخضر بالدول الأعضاء”، و”تحسين جودة التدريس”، و”تكييف البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا): تمكين الدول الأعضاء في الإيسيسكو لتحقيق التميز العالمي في التعليم”، و”التربية الرقمية”.
وشهدت جلسة العمل الثالثة إلقاء رؤساء وفود الدول الأعضاء كلماتهم، حيث جرى تبادل الرؤى والنقاشات المثمرة، من أجل تعزيز العمل والدفع قدما بالتزامات الدول لتحويل التعليم، والتوافق على الآليات الملائمة لتحقيق هذا الهدف.

تأمين جودة التعليم وشموله والإنصاف والمساواة بين الجنسين، والاستفادة التربوية الرشيدة :

من جانبه أشار الدكتور سالم المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو” أن المؤتمر يأتي من أجل تدارك المتسارع من التحولات والمشبك من القضايا في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وترتكز أهدافه على تشكيل مقتضيات تأمين جودة التعليم وشموله والإنصاف والمساواة بين الجنسين، والاستفادة التربوية الرشيدة من الثورتين الإعلامية والرقمية ودمج التعليم الأخضر، وضمان التعليم الآمن للفئات الهشة”
السيدة أمينة غريب فقيم، الرئيسة السابقة لجمهورية الموريشيوس، خلال كلمتها كضيفة شرف في افتتاح أعمال اليوم الثاني أكدت أن أي سياسة تعليمية ناجعة يجب أن تضمن الوصول إلى جميع الفئات، وتعمل على سد الفجوات بين الجنسين، والعملية التعليمية تواجه العديد من التحديات التي تعوق تقدم الطلاب، من أبرزها ضعف تدريب المعلمين، واكتظاظ الفصول الدراسية وأضافت أن التعليم هو أداة أساسية لتمكين المرأة وتحقيق المساواة في جميع المجالات، فالمرأة التي تحرم من التعليم تحرم من المساواة
من جهته سلط السيد وقاس الأفريدي، خبير في قطاع التربية بالإيسيسكو، الضوء على مخرجات الاجتماع الوزاري رفيع المستوى الذي عقد بلندن في شهر مايو 2024 تحت عنوان “تحويل التعليم: الطريق إلى مؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، مسقط 2024”. وتضمنت هذه المخرجات صياغة استراتيجية الإيسيسكو للتعليم 2025-2030 مع الالتزام بهوية العالم الإسلامي،

توفير إطار إقليمي حول الاستخدام الأخلاقي والمثمر والفعال للذكاء الاصطناعي:

قدم د.قيس الهمامي، مدير مركز الإيسيسكو للاستشراف والذكاء الاصطناعي، عرضا حول ميثاق الذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي، الذي يهدف إلى توفير إطار إقليمي حول الاستخدام الأخلاقي والمثمر والفعال للذكاء الاصطناعي
في حين قدمت السيدة سيونغ يانغ، من قطاع التربية بالإيسيسكو، عرضاً حول تطوير التعليم والرعاية للطفولة المبكرة: ركائز المستقبل، وسلطت الضوء على التزام الإيسيسكو بدعم رؤية استراتيجية لتنمية الطفولة المبكرة،كذلك قدم د. مروان عورتاني، مستشار أول المدير العام للإيسيسكو، عرضا حول التقدم في تحويل التعليم: من الالتزام إلى التطبيقات 2024-2022 ما بعد قمة تحويل التعليم “TES”، ركز خلاله على مقارنة الالتزامات الأولية للدول الأعضاء في البرامج التعليمية وتحديد التحديات المشتركة، وأفضل السبل لتحويل التعليم في العالم الإسلامي، في حين تناولت السيدة جان مان، المديرة التنفيذية للشراكة من أجل التعليم في جامعة كامبريدج الصحافة والتقييم، في مداخلتها التي جاءت تحت عنوان “التعليم الأخضر بالدول الأعضاء”، الأدوات والسبل للشراكة مع الإيسيسكو في نشر أحدث الأبحاث حول تخضير التعليم

جريدة الحدث+ الالكترونية