السياحة الداخلية: دورها في تنمية المناطق النامية
هناك مناطق في البلاد التونسية سواء جنوبا أو شمالاً تعد من أجمل الأماكن الموجودة في شمال افريقيا، كمناظر طبيعية سواء كانت صحراوية أو جبلية أو موسمية مثل السياحة الشاطئية، لكن لو نظرنا من زاوية أخرى إلى هذه المناطق من ناحية اقتصادية أو تنموية فسنرى أن الأمر مختلفا تماماً، تهميش وفقر ونقص حاد في كل ماهو مرتبط بالعيش، فعلى سبيل المثال منطقة دجبة التابعة لولاية باجة والتي تبعد عن العاصمة التونسية حوالي 135 كم، وهي قرية جبلية يأتيها الزوار لاكتشافها والتمتع بصعود جبالها المرتفعة، فلو قمنا بتعداد السياح القادمين إلى دجبة فسيكون الرقم كبيراً، فلا نتحدث عن مئات الزوار بل عن آلاف، أي أن عند بداية فصل الخريف مروراً بالشتاء إلى نهاية فصل الربيع، هناك بمعدل كل أسبوع رحلة ترفيهية، فهذا دليل على أن هناك حركية سياحية مثمرة، وبالتالي فإن المنطقة واقعيا ليست مستفيدة من هذه الحركية، و هنا نتحدث عن دور منظمي هذه الرحلات الذي يتمثل في تحفيز المشاركين في الرحلة على الأقل إما في مساهمة أو دعم أو شراء المنتوجات المحلية لهذه المناطق، وبالتالي قد تدخل هذه المساهمات ولو جزئيا في تنمية وتشجيع أهل هذه القرى على الإنتاج والإبداع والتعريف بالمنتوجات المحلية، حتى إن ترسيخ هذا النوع من الثقافة لا يتطلب جهداً كبيراً من الطرف المنظم للرحلة، بل يدخل في القيام بكلمة تحفيزية في الحافلة مدتها لا تتجاوز ربما الدقيقتين أو أقل قبل الوصول ، وكما يقال بالقليل نصل للكثير.
محمد الماجري