لمحة على حياة الاستاذة الفنانة شيراز الجزيري
الاستاذة الفنانة شيراز الجزيري زاولت تعليمها و لم ترسب مرة واحدة في حياتها، حيث تحصلت على بطاقة دليل سياحي و عمرها دون سن الرشد ( 19 عاما)، و أصبحت من أشهر الأدلاء السياحيين في الجمهورية التونسية و يعرفها كل العاملين بالمتاحف و المواقع الأثرية و المدن العتيقة و الأسواق بكامل تراب الجمهورية. الفنانة شيراز الجزيري، دليل سياحي محترف ناطق بالعديد من اللغات رافقت ٱلاف السياح منذ سنة 1993 إلى مختلف مواقعنا الأثرية و متاحفنا و عرفت بمخزوننا التاريخي و الحضاري و الثقافي باللغة العربية و الفرنسية و الإسبانية و الأنڨليزية و البرتغالية و تحصلت على عشرات رسائل الشكر من دول العالم على جودة الخدمات التي قدمتها للسياح.وقد خاضت حربا شعواء ضد وزارة السياحة و الديوان الوطني للسياحة عندما تم سحب بطاقاتنا المهنية بغير وجه حق بتعلة أنها تجمع بين وظيفتين و تم ” التنكيل” بها هي و زملائهاو تم هرسلتهم طيلة سنوات و لم تستسلم صحبة زملائها و دافعوا عن حقهم بعد اجتزهم مناظرة وطنية و نجحهم إعتبارا انه تم سحب بطاقاتهم بعد نجاحهم في مناظرة وطنية و اعتبروا ذلك سابقة خطيرة و ناضلوا و قد عرفت قضيتهم بالتسمية ” الشهيرة” شيراز الجزيري و من معها و كنوا 21 شخصا من بين مئات الأدلاء الذين خافوا من بطش المسؤولين و لم يشتكوا بالسلطة كما فعلوا و لما استرجعوا حقوقهم المسلوبة بعد أن حكمت المحكمة الإدارية لصالحنا برئاسة القاضي أحمد صواب، انتفع كل من لم يشارك معهم في نضالهم بالحكم الصادر عن المحكمة الإدارية. و بعد الثورة كانت الاستاذة شيراز الجزيري من أول المواطنين الذين تم انتخابهم في مؤتمر وطني حضره مئات الأدلاء السياحيين و انتخبوها بالإجماع الكاتبة العامة لنقابة الأدلاء الأساتذة تقديرا لنضالاتها و صبرها و مجهوداتها لجمع شمل الأدلاء الأساتذة بالبلاد التونسية. الاستاذة الفنانة شيراز الجزيري التي نجحت الأولى على دفعتها في السنة الأولى من الأستاذية في اللغة و الٱداب و الحضارة الإسبانية و تحصلت على منحة للقيام بتربص في المدرسة الديبلوماسية بمدريد ،كانت من بين المحظوظين و قضت سنة جامعية كاملة باسبانيا بجامعة Autónoma و استغلت كما يجب مرورها بأرض أجدادها الموريسكيين، فتعلمت غناء و رقص الفلامنكو و زارت أغلب مدن اسبانيا و نجحت بتفوق ،وقد شاركت في مسابقة أجمل سيدة في مدريد و تحصلت على المرتبة الرابعة و بدأت مسيرتها كعارضة أزياء دولية و قد رفضت ارتداء الملابس الخليعة و رفضت أن يعاملها البعض من أصحاب النفوس المريضة من رجال الأعمال” كبضاعة” فوضعت بنفسها و بقرار لا رجعة فيه حدا لمسيرتها كعارضة أزياء دولية. حيث تحصلت على 18/20 يوم حصولها على شهادة الماجستير في اللغة و الٱداب و الحضارة الإسبانية في قاعة غصت بالحاضرين و قد صرح رئيس اللجنة بقيمة بحثها و اعتمادها أكثر من 84 مصدرا من المصادر العربية و الغربية و العثمانية. الأستاذة شيراز الجزيري التي تعرفها مكتبات تونس العاصمة و مدريد و باريس و تقضي ساعات بين رفوفها ” تلتهم” أمهات الكتب و الموسوعات و المخطوطات لتثري زادها العلمي و المعرفي ، و عشقت لغة Cervantes و حاولت تدريسها بطريقتها لتلاميذها و طلبتها فعشقوها و عشقوا اللغة الإسبانية، اللغة الحية الثانية في العالم. الأستاذة شيراز الجزيري تتلمذ على يديها الٱلاف من أبناء تونس و بناتها و تخرج منهم المعلم و الأستاذ و الطبيب و المهندس و المحامي و القاضي و الإطار الإداري. حيث تجعل من حصة الإسبانية “عرضا فنيا” يراوح بين الدرس و الترفيه عن التلاميذ بمقطوعة موسيقية في الخمس دقائق الأخيرة من الدرس. الاستاذة شيراز الجزيري جعلت من معهد الوفاء بحي الغزالة قطبا للإسبانية حسب تعبير متفقد المادة ٱنذاك الأستاذ الفاضل طه ادريس، حيث تم انتداب 3 أساتذة لتأمين 72 ساعة أسبوعيا لمادة اختيارية. الأستاذة شيراز الجزيري التي يعرفها كل متساكني حي الغزالة لأنها درست أولادهم و يلقبونها جميعا ” بالسينيوريتا”. وقد التحقت بالتعليم العالي للتدريس في كلية الٱداب و الفنون و الإنسانيات بمنوبة في قلب معركة القلعة ضد الظلاميين و خاضت نضالات مع زملائها لمنع انتشار الفكر الداعشي في الوسط الجامعي فقاومت قوى الرجعية بالنوادي الثقافية و أنشطتها و تحصلت مع أندية الكلية على الجائزة الأولى لسيادة رئيس الجمهورية للتنشيط الثقافي للسنة الجامعية 2016- 2017. الأستاذة شيراز الجزيري التي وصفها البعض من زملائها الجامعيين بالمهرجة لأنها تنشط النوادي و تغني و ترقص مع طلبتها. و نفس الذين وصفوها بالمهرجة تسابقوا في مشاركة خبر تحصل كليتنا الموقرة على الجائزة الأولى لسيادة رئيس الجمهورية للتنشيط الثقافي على صفحاتهم على موقع فايسبوك.
الأستاذة شيراز الجزيري التي أحدثت ديناميكية و حركية في الكلية، فلم يرق ذلك لبعض النفوس المريضة التي سعت إلى إقصائها بأي ثمن و بلغ بهم الأمر حد ايقاف عقدها و لكن جرت الرياح بما لم تشته السفن.
الأستاذة الفنانة شيراز الجزيري تكتب و تلحن أغانيها و تترجم إلى الإسبانية روائع من الموسيقى التونسية للتعريف بها في اسبانيا و دول أمريكا اللاتينية. وكتب عنها بعض شعراء تونس قصائد بالعربية و الفرنسية و رسمها بعض رسامي تونس في لوحات مستوحاة من عروضها الفنية. شيراز الجزيري التي تنتقد السلطة الحاكمة بكل حرية على صفحتها التي تحمل اسمها و صورتها و لا تخاف و لا تتخفى وراء حسابات مستعارة لنقدها. وقد شاركت في تظاهرات ثقافية دولية في مصر و المغرب و الجزائر و اسبانيا و مالطا و استقبلوها استقبال الملوك. حيث سخرت مالها الخاص لخدمة الثقافة في المعاهد التي عملت بها و في الجامعة و حرمها بعض مسؤولي هذا البلد من تقديم مشاريعها الفنية و لم تستسلم و لم تصب بالإحباط بل تقول لهم :” طز فيكم عن بكرة أبيكم”. الاستاذة تغيرت حياتها 360 درجة منذ طلاقها، حيث سعت لتغيير فكرة المجتمع عن المرأة المطلقة. و حاربت تقاليد بالية تحرم المرأة من حقها في ممارسة هواياتها فأصبحت ” أيقونة” في نظر تلاميذها و طلبتها. الاستاذة شيراز الجزيري يرفض الناس بعد ” ثورة الياسمين” و بعد طلاقها مطلبها في تسوغ مسكن بتعلة أنها امرأة تعيش بمفردها خاصة بعد صعود النهضة إلى سدة الحكم. الأستاذة شيراز الجزيري تعاني من عدة أمراض لذلك يبدو جسدها منتفخا بمفعول الأدوية و لكنها تقاوم و لا تستسلم و أجبرت على مغادرة محل سكناها في ظرف جائحة عالمية حيث لم تتفهم صاحبة المحل الوضع و طبقوا عليها القانون بمغادرة المحل . حيث تخلت عنها عائلتها لأنها اختارت الفن فطلقها زوجها و أصبحت ” من المغضوب” عليهم في مجتمع ” يجرم” المرأة المطلقة و يعتبرها عالة. حيث لم يرحمها مخبر التحاليل عندما أصيبت بالكورونا و قامت بالتحاليل التي أثبتت إصابتها بالفيروس اللعين و عندما أرادت دفع معلوم التحاليل بصك بنكي كضمان حتى توفر لهم المال نقدا بعد تعافيها، لم يمهلوها و سحبوا الشيك من البنك و لم يمكنهم البنك من المال لأن الرصيد لا يسمح بذلك. الاستاذة شيراز الجزيري التي تتعرض يوميا للمضايقات من تافهات مريضات حاقدات على نجاحها، إذ يعيرونها بعمرها و بتركيبتها الجسمانية المنتفخة جراء الأدوية التي تتناولها يوميا.حيث طلبت قرضا شخصيا من الصندوق الوطني للتقاعد و الحيطة الإجتماعية للقيام بنشاط لفائدة مرضى السرطان فلم ينزل مبلغ القرض في حسابها إلا بعد 8 أشهر!!!!! نعم بعد 8 أشهر كاملة، حيث شاهدها الٱلاف في فيديو لايف على صفحتها و هي تبكي و تتحدث عن الوضعية المزرية للمرأة المطلقة و في الغد و بعد أن شاهدها سفير فرنسا تبكي و علق على صفحتها بما معناه هذه فضيحة، بقدرة قادر تم تنزيل مبلغ القرض في حسابها البنكي. الأستاذة شيراز الجزيري التي تقوم بأنشطة ثقافية لفائدة مرضى السرطان و تلبس الباروكة لكي تبدو مثلهم و تنفق من مالها الخاص و لا تريد أن تصورها عدسات الكاميرا ففعل الخير واجب و أمقت تلك الصور المهينة للذات الإنسانية عند تسليم مساعدات و التقاط صور لأصحاب الحق. الأستاذة شيراز الجزيري التي تقف كل مرة أمام رئيس الفرع البنكي ليمضي لها على مبلغ ” في الروج” لتغطية نفقات حياتها اليومية و يستغرب الإطار البنكي كيف لكفاءة من كفاءات هذا البلد أن تعيش هذه الوضعية المادية المزرية. الأستاذة شيراز الجزيري التي قد لا تستطيع الذهاب هذا الشهر إلى البنك لطلب المبلغ الذي تطلبه شهريا لتغطية نفقاتها لأن ” الروج” تجاوز السقف المحدد. حيث لا تملك مسكنا خاصا و لا على وجه الكراء و تتنقل مثل ” البدو و الرحل” للعيش مع صديقاتها و مع ذلك في كل صباح تبعث موجات ايجابية للعالم و تزرع بذرة حب أينما تمر و تحاول إقناع طلبتها أن الوطن عزيز و لا يجب تركه للفاسدين و مغادرته. حيث رفضت عشرات العقود المغرية جدا للعيش بكرامة في عدة دول أجنبية لأنها لا تستطيع العيش خارج تونس التي تعشقها و تفخر بتاريخها و حضاراتها التي يحسدنا عليها العديد من دول العالم المتقدم وقد قررت بمحض إرادتها المكوث في بلدها لتنفع بالبعض مما تعلمته أبناء وطنها. حيث رفضت مراودات بعض الوسخين ممن يعتبرون المرأة جارية يمكن شرائها بالمال. و كما يعلم الجميع يعشق طلبتها لها و يحضرون درسها الذي تقضي الساعات في إعداده و تقدمه بكل حب و بطريقتها الخاصة التي يعرفها كل طلبتها دون استثناء،حيث يعتبرها طلبتها قدوة و مثالا للمرأة التونسية المثابرة و الناجحة و يلقبونها بالسلطانة و الملكة و الأميرة و الدوقة و الماركيزة.
الاستاذة شيراز الجزيري التي لن تغادر تونس و ستحارب كل مسؤول فاسد و كل من يتخابر على تونس مع جهات أجنبية و كل من تسول له نفسه اللئيمة ” بيع” تونس أرض أجدادنا و تقديمها على طبق لمن يدفع له بعض الدولارات العفنة.
الاستاذة شيراز الجزيري التي تأثرت بأدب الفرسان و تحارب خصومها بأخلاق الفرسان فلا تشهر سلاحها في وجه خصم سقط أرضا بل تنتظر حتى يقف مرة أخرى و تتواجه معه و لا تطعنه في ظهره، دونيا كيشوتة القرن الحادي و العشرين تحاول ترسيخ القيم و المبادئ التي نشأت عليها في عقول طلبتها لأنها تحلم بتونس جديدة رغم كل شيء….
الأستاذة شيراز الجزيري ستظل شامخة كزيتون جرجيس و صفاقس و نخل توزر و نفطة، لا يتزحزح من مكانه مهما هبت الرياح و الزوابع و الأعاصير…