قراءة محرز العياري للمشهد الاعلامي في تونس
في نظرة للواقع الإعلامي التونسي نلاحظ في السنوات الاخيرة تدني أخلاقي في معظم القنوات الخاصة في أغلب برامجها و استيراد برامج لا تمت للواقع التونسي بشيء تروج لتعاطي الممنوعات و الفسق و الانحلال الاخلاقي ، في خطة ممنهجة لتدمير الهوية العربية و الاسلامية للبلاد التونسية كما نلاحظ عددا من وسائل الاعلام صارت تحت رحمة المافيا الاقتصادية و السياسية في تونس لحاجتها للتمويل للاستمرارية فصارت عصا يضرب به كل من خرج عن خط الطاعة و ربما سيفا بيد من يدفع أكثر ثم لاحظنا بعض الاعلاميين كثيرا ما كانوا عرضة للنقد و ربما الغضب الشعبي لعدم حيادهم و احيانا لقلة حرفيتهم فظهر غلهم و تحيزهم لعديد الأطراف و تبنوا مواقف معادية حتى لهويتنا و خاصة للدين الاسلامي و برزت عديد البرامج الملفقة و الأحداث المختلقة و الأخبار الزائفة احيانا لقلة الحرفية و الأغلب لغايات مدفوعة الأجر هذا فيما يهم الاعلام الخاص اما الاعلام العمومي فهو كان يطبل للسلطة قبل الثورة و محاصر من قبلها في برامجه و توجهاته الشيء الذي أفرز عقلية “رزق البيليك” لأغلب وسائل الاعلام العمومي لتتواصل نفس العقلية بعد الثورة لوجود نفس الوجوه الإعلامية تقريبا ، و سيطرت فكرة الموظف العمومي على القطاع فتجد الكثرة و قلة البركة كما ورد في بعض التقارير الصحفية مثلا حول التلفزة الوطنية و تساءلت عن وجود جيش من العملة و الموظفين و صفر من الانتاج و كذلك مداخيل بالمليارات و لكن برمجة فارغة مازالت تعيش على برامج و مسلسلات اكل عليها الدهر و شرب ايضا تغطية ضعيفة للأحداث و نقص كبير في الإنتاجات و اقتصرت على نقل المباريات الرياضية و حتى برامجها الرياضية لاقت نقدا و غضبا عارما من عديد الجمعيات و الشخصيات الرياضية لعدم حيادية البرامج خاصة حتى مع المسؤول الاول على مؤسسة التلفزة الوطنية الذي تم تعيينه بعد الثورة انتظرنا منه النهوض بهذا القطاع و خلق روح جديدة فيه.إلا أنه فشل كغيره ،لا نعلم هل لقلة الموارد و هذا ما تم دحضه ببعض التقارير التي تحدثت عن مداخيل هامة كل سنة للمؤسسة ام لكونه امتداد للعقلية القديمة خاصة و انه من المنظومة القديمة و قد ورد اسمه في الكتاب الأسود للدكتور المنصف المرزوقي و كذلك لمعرفتي الشخصية به و كنت شاهد عيان على المعاملة التي لقيها إبان الثورة و كيف تم طرده من المؤسسة لكونه من “الأزلام “اللفظة الدارجة وقتها وحتى الفكرة الجديدة التي ادخلها على التلفزة الوطنية من خلال” المناظرة ” إبان الانتخابات الرئاسية فقد كانت ضعيفة من حيث المحتوى و كذلك شابها لبس كبير خاصة قد راج في الكواليس ، و انا ابن المؤسسة لأربعين سنة ، أنها كانت موجهة لخدمة السلطة الحاكمة وقتها و قد قام بتسريب أسئلة المناظرة الشيء الذي يدل على امتداد نفس العقلية الشيء الذي أثر على مردودية وسائل الاعلام العمومي الشيء الذي يحتاج لروح جديدة و لعناصر ذات حيادية و إستقلالية غايتها تطوير القطاع الإعلامي و تطهيره من عقلية بائدة تشبعت بعقلية ” رزق البيليك ” هذا هو الوضع الإعلامي اليوم فهل من منقذ لهذا المشهد الرديء فالإعلام الخاص يحتاج للدعم لتحقيق بعض الاستقلالية ، و الاعلام العمومي يحتاج لمن يخلصه من عقلية ” رزق البيليك ” و رداء الوظيفة العمومية الذي يسيطر عليها ” مركي ناهرك و روح ”
بخط الإعلامي ” محرز العياري”