كورونا (كوفيد-19) : ما تعرفه وما لا تعرفه
من يظن بأن كورونا ستنتهي بحلول رمضان فهو إما أبله أو ساذج
الألم لم يبدأ بعد، إستعدوا لفقد الكثير من أحبابكم، الكثير الكثير منهم
من يظن بأن الأزمة ستدوم مجرد أسابيع ثم نعود لحياتنا الطبيعية فهو واهم
كوفيد جاء ليبقى ويفتك، لا ليرحل بهذه السرعة
جاء متسلحا بأسلحة تدل على إرادة العقاب عند من أرسله
تأمل معي الأسلحة التي أرسل بها هذا الفيروس هل هي من عبث؟
1: سلاح العدوى
– كوفيد برمج مسبقا على سرعة التنقل والإنتشار
هذا الفيروس يمكنه المكوث لأيام فوق الأسطح ولساعات في الهواء ومجرد مرورك من مكان عطس به مصاب به ستنتقل إليك العدوى
– من أهم خصائص هذا الفيروس قدرته على العدوى قبل ظهور العوارض على المصاب وبالتالي تمكنه من تحقيق أكبر قدر من العدوى دون أن يعلم المصاب به حتى بوجوده
2: سلاح التخفي
كوفيد يمتلك قدرة عجيبة تدل على أنه مبرمج مسبقا وأنه يدرك تماما مهمته التي أرسل من أجلها
– هذا الفيروس محاط بغشاء سكّري يمنع الجهاز المناعي للبشر من التعرف عليه وتحييده وهذا ما يخوله من التسلل خفية والتوجه مباشرة نحو خلايا الرئة ( حاضنته الوحيدة) من دون أن يعترض طريقه أحد مما يمكنه من أخذ وقته في الإستعداد للحرب والتكاثر وعندما يعلم الجهاز المناعي بوجوده تكون أعداده في الجسم بالمليارات لتبدأ معركة،البقاء فيها للأقوى
هذا الغشاء السكري لم يأت من عبث بل وضع عمدا ليخفي هويته الفيروسية وبالتالي تعمية الجهاز المناعي عنه
– كوفيد يمتلك قدرة عجيبة على التخفي، فهو يستثني عددا كبيرا من المصابين به من الأعراض
أغلبية المصابين به لن يعلموا بأنهم قد أصيبوا به لن ترتفع حرارتهم ولن يسعلوا ولن يصابوا بالصداع
هذا القدرة على التخفي ستمكن الفيروس من إيجاد بيئة تحتضنه وتضمن إنتشاره ليفتك فيما بعد بمن يريد
3: سلاح التطور والتأقلم
قبل الحديث عن هذا السلاح يجب عليك أن تدرك أن الفيروسات تنقسم إلى قسمين
فيروسات حمضها النووي DNA
وفيروسات حمضها النووي RNA
الصنف الأول هو الصنف المتطور أما الثاني فهو بدائي
فيروسات ال DNA تمتلك قدرة كبيرة على تطوير ذاتها والتعلم من أخطائها فلا تكررها وبالتالي تصبح أكثر فتكا
أما فيروسات ال RNA فهي غير قادرة على إدراك أخطائها وبالتالي غير قادرة على إصلاحها اذا في عملية التأقلم هذه قد تفقد الفيروسات خاصية حيوية كما حصل مع أغلب “زملائها” فتصبح مثلا غير قادرة على العدوى أو تقل خطورة أعراضها وبالتالي يسهل التغلب عليها
عكس فيروسات ال RNA البدائية فإن فيروس كوفيد 19 الذي ينتمي اليها يمتلك قدرة على تعزيز قدرته على الفتك وقد وصل إلى هذه اللحظة إلى ثمان نسخ مختلفة متأقلمة مع أجواء الدول المحتضنة له
لاحظ العلماء في الفترة الأخيرة ظهور عوارض جديدة للمرض وهي الموت الفجئي دون أن يعلم المتوفي أصلا أنه مصابه بالفيروس
كوفيد لم يكتفي بمهاجمة خلايا الرئة ورفع حرارة الجسم وتضييق نفس المصاب بل إكتشف العلماء أن الفيروس يعمل على تخثير الدم وتضييق الأوردة الناقلة له وبالتالي حدوث جلطات مفاجئة للمصاب
لم يكتفي بكل بهذا بل صار يهاجم مباشرة عضلة القلب ويعمل على إضعافها وبالتالي توقف القلب فجأة وهذا ما يفسر وقوع البعض في الشوارع واكتشاف إصابتهم بالفيروس لاحقا
– نسبة من المتعافين من كوفيد لن يكتسبوا منه مناعة وسيعاودون الإصابة به وتمكينه من فرصة ثانية إما للنيل منهم أو على الأقل لمزيد نشر العدوى
كل هذا ليس من عبث
بل كل هذا يدل على أن الفيروس “متحزم” لنا مرسل بمهمة مدجج بكل الأسلحة التي تضمن بقائه ولن يرحل قريبا إلا بحلّين
الأول علمي والثاني إلاهي
الحل العلمي هو قدرة البشر على إيجاد لقاح له أو علاج له بعد الإصابة والحد من خطورته وهذا عكس الرائج لن يقع قبل سنة في أحسن أحسن الأحوال
بل قد يمتد إلى عشرات السنوات كما هو الحال مع باقي الفيروسات مثل السل وشلل الأطفال الذي أخذ من البشرية خمسين سنة لإيجاد اللقاح فهل تتوقع إيجاه في أسبوع أو شهر، مطلقا
وهذا لن يتم إلا بإرادة من الله وإلا فاللقاح سيلقى مصير من سبقه من الإيدز والسارس…
الحل الثاني هو معجزة من عند الله يرفع بها الوباء عن الأرض وهذا لن يتم إلا بشرط هو الآن غير متوفر على ما يبدو وحتى لا نتألى على الله نرجو أن لا يعاملنا بعدله وأن يعاملنا بلطفه ورحمته
لكن شرعا البلاء لا يرفع إلا بالتوبة وهو ما لم يحصل، فالبشرية لم تفهم الرسالة من كوفيد
عوض الإستغفار والندم على ما فات من إنتهاك لكونية الأخلاق وإستهتار بالقيم الي قامت عليها الأرض لآلاف السنين ولم تنتهك هذه القيم إلا في العشرين سنة الأخيرة نرى أن الأغلبية تتوق إلى العودة إلى الميوعة والإنحلال وإنتظار تجلي الغمة من أجل العودة إلى المعصية بل والعزم على تعويض ما فات من المعاصي بمعاصي جديدة
البلاء ينزل بغاية تضرع البشر وتخويفهم لعلهم يرجعون ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)
أما نحن؟ نحن نقضي أغلب وقتنا في السخرية والتسخط على أقدار الله وكأننا غير مذنبين
البلاء يأتي برسالة ورسالة كوفيد واضحة جلية
1: أيها البشر إنتبهوا
– هذا الفيروس مجرد تنبيه وتحذير ( نسبة الشفاء منه عالية)
– غروركم مجرد وهم مثل أفلام هوليود
– ولو بلغتم عنان السماء فلن يكيد الله تدميركم
– مليارات الدولارات التي تصرف على التسلح بالصواريخ والقنابل والطائرات للتصدي للعدو ، العدو قد يكون أمك أو زوجتك أو إبنك أو حتى يدك
– المليارات التي تصرف على الإنحلال والفجور، الطب والعلم أولى بها
– الحياة تافهة والحضارة التي تعبدها قد تنتهي بين ليلة وضحاها
– وإن تعدوا نعمة الله فلن تحصوها، حياتك الروتينية التي كنت تتسخط عليها هي أكبر أمانيك اليوم
-هلاك البشرية قد يكون بأصغر وأتفه مخلوقات الله
كوفيد لن يرفع قبل أن تتقبل البشرية هذه الرسائل
لن يرفع ما لم نتغير
ما لم يوقر صغيرنا كبيرنا
ويبجل وضيعنا عالِمنا
لن يرفع وأغلبنا يشتكي من زيادة وزنه في الحجر بينما هناك من يشتكي من قلة الزاد والجوع ينخر بطون صغاره
كوفيد يدرك جيدا قلة حيلتنا وضعف إماكنياتنا
يدرك عجز العالم عن الإختباء طويلا في البيوت
هذا الفيروس وضعنا أمام خيارين أحلاهما مر، إما المواجهة وإما الجوع والخروج للمواجهة
مثل القناص الذي يجلس فوق الربوة يوجه بندقيته نحول جحر فريسته ينتظر خروجها وهو يعلم خروجها عاجلا أو آجلا
العالم الذي كنا نعرفه لن يعود والمواجهة مهما أجلت فهي قادمة والألم قادم معها فاستعدوا
كوفيد باق ما بقى الكره فينا ما بقى الظلم والحقد والحسد
كوفيد باق ما بقى السواد يطلي جدران قلوبنا
كوفيد باق ما لم نتب ونرجع الي الله