ببادرة من مندوبية التربية تونس1 وزير التربية يشرف على اختتام فعاليات ملتقى الإبداع المدرسي في الخط العربي والفنون التشكيلية “تنمية الذوق والإحساس الفني عند التلاميذ والاستمتاع بالقيم الجمالية”
التربية التشكيلية وهي مادة دراسية تهدف إلى إكساب التلاميذ المهارات والمعارف الفنية في مجال الفنون التشكيلية كما تهدف إلى عدة أهداف أخرى منها تربية الفرد ليعيش عيشة جمالية راقية وسط الإطار الاجتماعي المتطور وتعمق المفاهيم والقيم في نفوس التلاميذ أثناء ممارستهم للعمل الفني والنشاط المنهجي واللامنهجي .والكشف عن الموهوبين وتنمية قدراتهم الفنية والمهنية مع تأكيد ذاتهم وإتاحة الفرص لأنماطهم التعبيرية وأن تصل بهم إلى غاياتهم التربوية السامية وهي تكوين شخصية الفرد.وذلك بالقدرة على الملاحظة والرؤية الدقيقة والنقد والتذوق الفني الهادف.كذلك القدرة على التفكير والتأمل في بديع صنع الله وموازنة الأمورمع نمو الإحساس والإدراك الفني. بالإضافة إلى أهداف أخرى كاكتساب الخبرات والمهارات المتدرجة التي تتلاءم مع أعمارهم ومستوياتهم وربطهم ببيئتهم واحترام العمل اليدوي واحترام من يمارسه مع إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن أي موضوع يختارونه عندما تقوم الرغبة في نفوسهم للتعبير عنه و إثارة ما يكمن في نفوسهم للتعبير عنه عن طريق الرسم والأشغال وتطوير وتنمية والإنتاج الفني.كذلك تنمية روح المشاركة الجماعية من خلال الأعمال الفنية الجماعية.
.
الكشف عن الموهوبين وتنمية قدراتهم الفنية والمهنية وإتاحة الفرص لأنماطهم التعبيرية:
وفي هذا الإطار احتضنت مدينة الثقافة صباح أمس السبت 20 ماي اختتام فعاليات ملتقى الإبداع المدرسي في الخط العربي والفنون التشكيلية الذي نظمته مندوبية التربية تونس1 وأشرف على فعاليات الاختتام وزير التربية الدكتور محمد علي البوغديري حيث شاركت في هذا الملتقى نوادي الفنون التشكيلية بالاعداديات والمعاهد ، وقد بلغ عدد الأعمال سبعين لوحة بين التشكيلي والحروفية ، وقد احتضن هذا المعرض رواق الفن التشكيلي “حمادي الصيد ” ، والتأمت احتفالية الاختتام بقاعة ” صوفية قلي ” ، وقد تلت لجنة التقييم برئاسة المتفقد العام اختصاص الفنون التشكيلية السيد شكري القروي تقريرها الختامي وأعلنت عن النتائج ، وتابع هذه الاحتفالية جمهور مدرسي غفير .
حيث كانت فرصة لتفتح المدرسة على محيطها إذ أن مثل هذه العروض وخروجها من دائرة المؤسسة لتعطي صورة واضحة على الأنشطة والإبداعات التلمذية وإعطاء الصورة الصادقة لما يتلقاه التلميذ من مواد تساهم في دعم مواهبه وتكوين شخصيته من ذلك التربية التشكيلية كمادة تربوية تتميز بخصوصية إنسانية وفنية تتجلى في محتوياتها المعرفية الممثلة في الثقافة التشكيلية والتعريف بالموروث والآثار الفنية وتاريخ الفن والأعمال والأساليب الفنية والإبداعية والجمالية وبمختلف تكنولوجيات الفن المعاصر، فالتربية التشكيلية كجزء (أو مكون) من التربية الفنية يرتبط بالطفل (المتعلم) بشكل فطري و أولي، لأن شخصية الطفل تميل بالفطرة إلى اللعب والرسم والخدش أو التخطيط والتشكيل. وينمي لديه هذه الرغبة الفطرية بحس إبداعي، كما ينمي شخصيته وقدراته الحسية والتخيلية ويصقلها ، ويهذب أحاسيسه ووجدانه ويثري ذاكرته التشكيلية.
البحث عن حلول وأشكال جديدة تبرز الرؤية الذاتية للأشياء والمحيط وتترجم الأحاسيس الخاصة
ومن السمات الأساسية للتربية التشكيلية كتربية فنية وذوق جمالي حث المتعلم على الابتكار والبحث عن حلول وأشكال جديدة تشكيلية تبرز رؤيته الذاتية للأشياء والمحيط وتترجم أحاسيسه الخاصة، وتعوده على تنويع أذواقه الجمالية والتعايش مع اختلافاتها، و تحفزه على إدراك الجمال في الطبيعة وفي الأعمال الفنية والمآثر الإنسانية وترجمتها إلى إنتاج تشكيلي خاص.
هكذا تجعل التربية التشكيلية المتعلم قادرا على الانفتاح على محيطه بكل مكوناته الطبيعية والثقافية والبيئية، وعلى إدراك معاني وجمال الأشياء، وتفتح أمامه فرصا متنوعة للاشتغال والعمل و تشكيل المواد والتعبير عنها بتقنيات الرسم والأعمال المسطحة والمجسمة وإدراك مدلولات الصورة وإمكانية تحليلها والاستفادة منها، واكتساب بعض المفاهيم التشكيلية ومهارات الانجاز والتعبير البصري بشكل عام، وفي نوع من التفاعل والتقاطع مع مجالات متعددة كالمجالات المرئية والتشكيلية والإبداعية، أي ما يسمح للمتعلم بابتكار الأشكال والنماذج الأولية والصور وفق مبدأي التدرج واكتساب القدرة، من خلال التجريب والبحث التطبيقي على الاستغلال التشكيلي للمواد والأدوات والأسندة ؛
كما تلعب التربية الفنية مع المواد التعليمية الأخرى دورا مهما في عملية التربية و التعليم، حيث تهم في عملية التنمية الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية ، فهي تنتج فردا مزودا بمختلف المهارات الفكرية و المهنية و إن كانت هذه المادة بسيطة في تدريبها و تعليمها إلا أنها غنية في محتواها عظيمة في منهجها، فهي وسيلة تعمل على تكامل الفرد من مختلف الجوانب من اجل المساهمة في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المجتمع.
ربط التلاميذ بتاريخهم ووطنهم وتراثهم والبحث فيه من خلال الأعمال الفنية المنجزة:
ومن خلال زيارة المعرض الذي أقيم في إطار هذه التظاهرة المتميزة والتي تضم أكثر من سبعين عمل
تؤكد أن التربية الفنية أوالتربية التشكيلية عناوين مختلفة لكنها تصب في نفس الاتجاه حسب التركيز على الجانب النظري أو الجانب التطبيقي أو التركيز عليهما معا.وما يمكن استخلاصه هنا هو أن لهذه المادة ، جانب نظري يتم التركيز فيه على العقل والمعرفة : العقل الذي يفكر، يخلق، يبدع، يبتكر وينتقد، كذلك جانب تطبيقي يقوم على العمل والصناعة والتقنية ويركز على العين واليد : اليد التي تصنع، اليد التي تشكل، اليد التي تلمس.ثم أن لهذه المادة خصوصياتها، أي أشياء تنفرد بها لوحدها ومثال ذلك ، المصطلحات التي تستعملها ؛المواد المختلفة التي تستعملها من حبر وصباغة زيتية وصباغة مائية وطين وجبس وحجر إلى آخره…كذلك الأدوات المستعملة : قلم، ريشة، فرشاة، إلى آخره..والأسندة من ورق وخشب وقماش وجلد إلى آخره…كما أن طبيعة المواد تتطلب لإنجازها ورشات خاصة ، وطبعا فإن لهذه المادة مسائل أخرى تتقاسمها مع امتدادات في مواد التدريس الأخرى. فعلى سبيل المثال نجد أن الرسم يوظف في مادة التربية الفنية، ونجده في كل العلوم الطبيعية منها والرياضية، كما نجده أيضا في مادة الفيزياء والهندسة المعمارية وفي مادة الجغرافية وغيرها. كذلك الشأن بالنسبة للون فهي تتقاسمه مع الفيزياء وغيرها…
وبالتالي فإن ملتقى الإبداع المدرسي للفن التشكيلي والخط العربي الذي أقيم بمدينة الثقافة ببادرة من المندوبية الجهوية للتربية تونس 1.حقق نجاحا مشجعا من الجوانب التنظيمية والجمالية والتنشيطية خاصة لما تحقق في دعم مادة التربية التشكيلية في مساعدة التلاميذ على استخدام بعض الخامات المحلية المختلفة حسب اختيارهم في التعبير عن الموضوعات تتصل بحياتهم العامة، و تعويدهم لاكتساب خصال حميدة كالنظافة والمثابرة والصبر والثقة والملاحظة الدقيقة وتحمل المسؤولية وإبراز الطابع الخاص في التعبير الفني مما يكون له الأثر الإيجابي في تكامل الشخصية فالفن عملية تجديد وابتكار وليس نقلاً أو تلقينًا حرفيًا ، مع تنمية روح التعاون والعمل الجماعي وذلك يكون بتنظيمهم على شكل مجموعات. كذلك تنمية الذوق والإحساس الفني عند التلاميذ والاستمتاع بالقيم الجمالية ومعرفة مواطن الجمال في الأشياء التي يشاهد منها؛ وخاصة ربط التلاميذ بتاريخهم ووطنهم وتراثهم والبحث فيه من خلال الأعمال الفنية المنجزة.