في احتفالها بالستينية ، كلية الطب بتونس تحصل على شهادة المطابقة للمواصفات الدولية “ايزو21001 “

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

تأسست كلية الطب بتونس في أكتوبر 1964، وهي من المؤسسات التعليمية العريقة التي ساهمت في تكوين كفاءات وخبرات في المجال الطبي على الصعيد الوطني والعالمي ، وتولى التدريس فيها على امتداد ستين سنة خير الأساتذة مشهود لهم دوليا بتجاربهم المتميزة ومساهمتهم في تكوين خيرة الأطباء،ثم أن المستوى الذي بلغته الكلية أهلها للحصول على شهادة المطابقة للمواصفات الدولية “ايزو21001 “وذلك بناء على تقييم معمق داخلي وخارجي من قبل لجنة من الخبراء الدوليين، أقرّ بمطابقة نظام إدارتها للمعايير الدولية لنظام جودة التصرف في المؤسسات الجامعية في الاختصاصات الطبية وبذلك تكون أول كلية طب في تونس حائزة على هذه الشهادة الدولية مما يعزّز مكانتها كمؤسسة رائدة في مجال الدراسات والبحوث الطبية وطنيا ودوليا.وتثمينا لهذه الشهادة الدولية وإحتفالات بستينيتها نظمت كلية الطب بتونس يوم السبت 8 جوان الجاري بالمدرج الاحتفالي بالكلية حفل تكريم على شرف المنتمين إليها اعترافا بدورهم في إشعاع هذه المؤسسة العريقة،هذا اللقاء المتميز أساسه تكريم جميع من ساهم في إنجاح مسيرة الكلية من التأسيس إلى اليوم ،لذلك سجل حضور الأساتذة المحالين على شرف المهنة للتكريم واللقاء مع من سيواصلون الرسالة التعليمية والتكوينية ، كما كان حضور الطلبة من بين المواصلين للدراسة والمتخرجين حديثا ، كذلك وجهت الكلية لفتة كريمة للطلبة والمؤطرين في المجال الثقافي والرياضي في اطار الأنشطة التي تفتحها الكلية للطلبة خارج أوقات الدروس إيمانا منها بأهمية التفتح على الشراكة من أجل خلق فضاء متجدد يجمع بين التكوين والترفيه.

الاعتماد الدولي سيسهم في تعزيز السمعة الطيبة للتكوين الطبي التونسي على المستوى الدولي:

واعتبارا للخطة المعتمدة من طرف كلية الطب بتونس فقد جاء حصولها على شهادة المطابقة للمواصفات الدولية “ايزو21001 “بعد جهود واستراتيجية انطلقت بتحضير لملف الاعتماد تواصل سنتين كاملتين وتطلب جهدا كبيرا، ما كان ليتحقق لولا أرضية التكوين الصلبة التي صنعتها الاجيال المتعاقبة من الاساتذة بالكلية.حسبما أشار إليه عميد كلية الطب بتونس محمد الجويني موضحا ان هذا الانجاز يؤكد ان الكلية تمكنت من تلبية حاجيات كل المنضوين تحتها وخاصة الطلبة والاساتذة ووفرت لهم جميع الظروف الملائمة للقيام بمهامهم على أكمل وجه، كما أعرب العميد عن الاعتزاز بهذا الاعتماد الدولي الذي سيسهم في تعزيز السمعة الطيبة للتكوين الطبي التونسي على المستوى الدولي والاعتراف أكثر فأكثر بالكفاءات الطبية التونسية في الخارج وأضاف أنه اعتبارا لحصول كلية الطب بتونس على شهادة المطابقة للمواصفات الدولية وهي الأولى ،ستليها كليات تونسية أخرى متمنيا أن يكون التعليم العالي دوما في المستوى.
وبدوره أبرز وزير الصحة علي المرابط المكانة التي تحظى بها تونس في المجال الصحي على المستوى الوطني والدولي ما كانت لتتحقق لولا عزيمة وكفاح وإصرار الاساتذة والاطباء والإطارات الصحية الذين غلّبوا دوما مصلحة الوطن في وقت الازمات ولعل أبرزها وأقربها زمنا أزمة كوفيد 19″ مؤكدا على جدية وكفاءات مختلف الأطراف بكلية الطب بتونس التي تمكنت من الحصول على هذه الشهادة بعد تقييم معمق داخلي وخارجي أقر بمطابقتها للمعايير الدولية ” الصارمة ” والمتعلقة بنظم التصرف في المؤسسات الجامعية والتكوينية، مضيفا أنه ” أمر يدعو فعلا للفخر والاعتزاز ”.
وللإشارة فان شهادة المطابقة للمواصفات « ايزو 21001″ تعد مواصفة قياسية دولية خاصة بنظام إدارة المؤسسات التعليمية المتعارف عليه عالميا بمواصفة ” ايزو جودة التعليم ”.ويُركز نظام ISO 21001 على التداخل بين المؤسسات التعليمية والمعلمين والمتعلمين وكافة جوانب العملية التعليمية والأطراف الأخرى المهتمة بهذه العملية.وتنطبق هذه الشهادة على أي مؤسسة تستخدم منهجا دراسيا لتعزيز تطوير المهارات من خلال التعليم أو التدريب أو التعلم أو البحث ، بغض النظر عن نوعها أو حجمها أو طرق تقديمها.

مناسبة للحوار والتهاني وتبادل الذكريات حول رواد كلية الطب وخاصة الجيل المؤسس :

و في أجواء مليئة بمشاعر الامتنان والعرفان أقيمت فعاليات لطيفة جمعت تكريما لقرابة مائة من أساتذة كلية الطب بتونس المحالين على شرف المهنة منذ 5 سنوات ، وكانت مناسبة للحوار والتهاني وتبادل الذكريات حول رواد كلية الطب وخاصة الجيل المؤسس ؛ من ذلك فقد عادت بنا الذاكرة إلى المرحوم الأستاذ عمرالشاذلي ، حيث سُعدت بلقائه والحديث معه منذ سنوات خلت ، فهو مؤسس كلية الطب بتونس في أكتوبر 1964، وقد سُجّل بها في ذلك العام 54 طالبًا. غيرت كلية الطب بتونس مقرّها في أكتوبر 2002 من نهج زهير السافي بمدينة تونس إلى نهج الجبل الأخضر .تتكون كلية الطب بتونس من مبنى إداري و 6 مدرجات تحتوي كل منها على 200 إلى 300 مقعد، بالإضافة إلى مدرج احتفالي بسعة 500 مقعد . تحتوي الكلية أيضا على 24 قاعة دراسة،12 مختبرا، مكتبة، مكتبة رقمية، قاعة مطالعة، قاعة عرض الأطروحة، وحدة للطب التجريبي وجناح المجهر الإلكتروني…
وقد تعاقب على عمادة كلية الطب بتونس منذ تأسيسها عام 1964 العمداء الآتي ذكرهم :
عمر الشاذلي، بين عامي 1964 و1971.المنجي بن حميدة، بين عامي 1971 و1974.
عمر الشاذلي، بين عامي 1974 و1976.زهير السافي، بين عامي 1976 و1977.
حسونة بن عياد، بين عامي 1977 و1986.عبد العزيز غشام، بين عامي 1986 و1994.
محمد الحبيب الشلبي بالكاهية، بين عامي 1994 و2000.رشيد مشماش، بين عامي 2000 و2005.
عبد الجليل الزاوش، بين عامي 2005 و2011.أحمد المحرزي، بين عامي 2011 و2017.
وحاليا العميد محمد الجويني..

تصنيف 4 جامعات تونسية ضمن أفضل 40 جامعة عربيًا من بين 115 جامعة:

والجدير بالذكر أن كلية الطب تنتمي إلى جامعة تونس المنار التي تضم حوالي 15 مؤسسة جامعية وتضم 4 من أعرق الكليات التونسية بعد الاستقلال، منها أول كلية حقوق في تونس بعد الاستقلال، وكلية الاقتصاد والتصرف، وكلية العلوم، وكلية الطب بتونس . هذا وقد سبق وأن احتلت جامعة تونس المنار المرتبة الأولى في تونس و 976 عالميًا و المرتبة 931 في مجال البحث العلمي حسب تصنيف مركز تصنيف الجامعات العالمية لسنة 2023 حيث صدر الترتيب الجديد للتصنيف العربي الجامعات العربية 2023 لاتحاد الجامعات العربية بتاريخ 21 ديسمبر 2023، وتضمّن تصنيف 4 جامعات تونسية ضمن أفضل 40 جامعة عربيًا من بين 115 جامعة.حيث تمكّنت 4 جامعات تونسية من تحقيق نتائج مشرّفة، في إطار هذا التصنيف، وهي جامعة صفاقس، جامعة تونس المنار، جامعة المنستير وجامعة سوسة”.حيث توجّهت وزارة التعليم العالي آنذاك، بالشكر إلى رؤساء الجامعات والعمداء والمديرين والأساتذة والباحثين والأعوان الإداريين والطلبة “للجهود المبذولة من أجل تحسين ترتيب الجامعات التونسية في التصنيفات العربية والعالمية والعمل على تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي…

محمد رضا البقلوطي