رمضان في تطاوين
رمضان هذه السنة ليس كرمضان في السنوات الماضية.ففي وسط مدينة تطاوين يكاد يكون السوق فارغا إلا من بعض المارة الذين يجوبون المكان صباحا للقيلولة تحت الجدران أو شراء التمر أو الحاجيات الأساسية.رمضان السنة الفارطة كان التدافع شديدا في الرحبة وأمام حماصات المحطة خصوصا أيام الأسواق الأسبوعية الاثنين والخميس وصباح الأحد في سوق ليبيا.هذه السنة غاب العديد من الباعة المتجولين والقارين في السوق بعد أن منعت بلدية تطاوين ما أسمته الانتصاب الفوضوي وشرع أعوانها منذ بداية الحجر الصحي خلال شهر مارس المنقضي في طرد هؤلاء الباعة ومصادرة معدات البيع داعين إياهم إلى كتابة مطالب وإرسالها إلى البلدية للنظر في ملفاتهم الاجتماعية بخصوص منحهم أمكنة للبيع في بناية سوق الخضر البلدي.لكن العديد من الباعة رفضوا ذلك معتبرين أن ما حصل تحويل وجهة نحو مكان غير مربح وغير ملائم للعمل .كما ان معلوم الكراء الشهري في “المرشي” مائتي دينار وهو مبلغ يعجز السواد الأعظم منهم عن تسديده في ظل تراجع الطلب وتدهور الأسعار.
لذلك نشبت العديد من المناوشات والخلافات في السوق وفي بهو البلدية بين المصالح الأمنية وهؤلاء الباعة مشددين على أن ما حصل لهم تعديا تاما على حقوقهم في الشغل والكرامة كيف لا والثورة التونسية سنة 2011 اندلعت من أجل الكرامة والشغل.
نعود إلى أجواء رمضان في زمن الكورونا قبيل الإفطار بنحو ساعة حيث يتجمع الزبائن قبالة دكاكين “الزلابية والمخارق” أو المرطبات.وهم يتدافعون ويلتصقون ببعضهم بغية الظفر بالزلابية والانتهاء من عناء الصياح والمناوشات في الصفوف.بينما خير الكثير منهم الابتعاد عن الصفوف والاكتفاء بالنظر للسخرية والوقاية من الكورونا.بينما يتسكع بعض الشباب لقضاء الوقت وملامح الخصاصة والبطالة تلوح على وجوههم.
قبيل موعد الافطار بنحو نصف ساعة يسارع الصائمين الخطى للوصول إلى منازلهم و يتجمع العديد أمام محلات بيع الفواكه الجافة لشراء النفة والسجائر و المعسل والفواكه الجافة…وكلما اقترب موعد الأكل كلما نقصت الأعداد وفجأة تؤذن المساجد الفارغة لصلاة المغرب ويشرع الصائمين في الإفطار.
يتبع
بقلم جمال عزلوك