دوز بوابة الصحراء بقلم مقداد الشواشي
نشد اليوم الرحال إلي مدينة دوز حيث تشكل ظلال واحات النخيل والمياه واعتدال الطقس و رمال الصحراء الذهبية مميزات الجنوب التونسي الذي لا يخلو محيطه من روعة الأجواء الصحراوية. و بعد قطع مسافة 550 كلم يجد محبو الأجواء الصحراوية أنفسهم في هذه المدينة التي تعد أكثر من 27 ألف نسمة وتتميز بمناخها الصحراوي الحار والجاف، وهي المدينة التي تم إكتشافها خلال مشاركتي في مهرجانها الدولي سنة 2018 سنلقي الضوء من خلال هذه المساحة على تاريخها وحضارتها و عاداتها و تقاليدها.
* جذورها :
عرفت مدينة دوز باسم المرازيق وذلك لانحدار معظم ساكنيها من قبيلة المرازيق، وينقسم سكانها إلى ثلاثة عروش كبرى، وعروش أخرى صغيرة، ومنها: عروش الشتاوي والحجامنة وعروش الكمايلية، وهم الذين سكنوها قبل قدوم المرازيق إليها.
اتخذ الخليفة خلال العهد الاستعماري من دوز مركزا له في حين اختار القايد الإقامة بقبلي . و اكتسبت المدينة شهرة كبيرة بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب المجهود غير المنقطع الذي بذله أهلها في محاربة المستعمر الفرنسي. وكانت حادثة البرج الشهيرة أكبر شاهد على ذلك ، حيث أنه بتاريخ 29 ماي 1944 هاجم الثوار البرج أو الحامية العسكرية بالمكان وسيطروا عليها سيطرة تامة وتمكنوا بذلك من تحرير نساءهم وأطفالهم الذين احتجزهم المستعمر .
كما كانت في العهد العثماني استراحة أساسية لحجيج المغرب والجزائر وبها زاويتي الغوث والمحجوب وتنتشر بها المدارس القرآنية التي يسهر على تسييرها مشايخ أجلاء ( ومازالت زاوية المحجوب قائمة إلى الآن لكن بثوب جديد ) ويتخرج منها سنويا أئمة وخطباء .
* الجانب الثقافي والسياحي :
لا يمكن أن نذكر دوز دون الحديث عن مهرجانها السنوي المعروف بمهرجان دوز أو المهرجان الدولي للصحراء بدوز .
تعود الجذور الأولى لهذا المهرجان إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما كان مجرد تظاهرة للاحتفال بتربية الإبل ويسمى بعيد الجمل وتم تطويره سنة 1967 خلال زيارة الزعيم الحبيب بورقيبة لها وسمي بمهرجان الصحراء .
كما يشتمل المهرجان بجانب عروضه الفلكلورية والفنية على الشعر الشعبي حيث ينتسب لها عديد الشعراء من بينهم محمد الطويل وعلي الأسود وبلقاسم بن عبد اللطيف حيث طوعوا اللهجة المرزوقية التي تمزج بين العربية والفصحى التونسية كما لا ننسى ابن دوز الشاعر العربي جمال الصليعي .
* الموارد الاقتصادية والمعيشي :
يعيش أهالي دوز من الفلاحة الواحية وتربية الأغنام و ساهم انتعاش السياحة الصحراوية بالجهة في تحقيق حركية اقتصادية أدت إلى تنوع مواطن العمل لتشمل الرحلات والمخيمات بالصحراء خاصة في فصل الشتاء التي تعتبر ذروة السياحة الصحراوية .
بقلم وتصوير : مقداد الشواشي
[ditty_news_ticker id="5680"]