إفتتاح أيام قرطاج الموسيقية: نحو تأسيس ذائقةٍ بديلةٍ وجماليّةٍ مختلفة.
على إيقاعات الموسيقى التونسية والغربية وأخرى صوفية، افتتحت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي اليوم 21 جانفي 2023 بمسرح الاوبرا في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، الدورة الثامنة من أيام قرطاج الموسيقية وذلك بحضور عدد من السفراء وأعضاء البعثات الديبلوماسية.
وفي كلمتها الافتتاحية عبرت وزيرة الشؤون الثقافية عن مدى أهمية أيّام قرطاج الموسيقيّة، هذه التّظاهرة التي بدأتْ تُؤسّس مَكانتها المخْصوصة لدى جُمهور الموسيقى ومُحبّي هذا الفنّ الرّاقي، مؤكدة أن الموسيقى لُّغة عالميّة يَتَشارك في فهْمِها كلُّ شُعوب العالم على اخْتلاف ألْسنَتِهم وحضاراتهم ودياناتهم.
كما أشادت الدكتورة حياة قطاط القرمازي بالبرنامج الواعِدِ والثّريِّ لهذه التظاهرة الجَامع لأنْماطٍ موسيقيةٍ مُختلفةٍ من تونس والعالم، ومدارس فنيّة تَتَمايَزُ لكن يجمع بينها خيْط نّاظمَ وهو الإبْداعُ والتميّزِ والخيالِ الخلّاقِ الذي يَجْعلُ صوْتَ الفنّ والجمال يعْلُو، وهو ما يُحِيل إليْه العنوان الذي اختَارَهُ القائمون على هذه الدّورة شِعارًا لها ” زيد في الحسّ” قائلة “ليرتفعَ صوْت الموسيقى وصوْت حبُّ الحياة وصوْتُ التّأسيس لذائقةٍ بديلةٍ وجماليّةٍ مختلفةٍ ومُجدّدة هي بصْمَةُ أيّام قرطاج الموسيقية ومَيْسَمِهَا”.
وفي سياق متصل، دعت الوزيرة إلى اقتناص المُناسبة من قبل الموسيقيّين وأهل المهنة لعرض إبداعاتهم والتّنافذ فيما بينهم وَتَبَادُل الخِبْرات من خلال الورشات والنّدوات وصالون المُحترفين.. في دورة سيُقدّم فيها تسعة وعشرون عرْضًا وقعَ اخْتيارُها بعنايةٍ فائقةٍ، تأْسيسًا وترْسيخًا لتلاقِي الحضارات وتنوُّعها وتَلاحُقِها والهدفُ الأسْمى هو الإنسان والارْتقاءُ بفنٍّ سامقٍ في جماليّتِه، عالٍ في رُوحانيّته يتّجِهُ إلى الأذن لينْفُذَ إلى الرُّوحِ والعقْل معًا.
كما أضافت أن الفُرْصة مُتجدّدة لجمهور الموسيقى في تونس ليُواكِب ويَتمتّعَ بإبْداعاتِ فِرَقٍ مُوسيقيّةٍ لها صِيتُها في العالم، مؤكدة مرة أخرى، أن الارْتقاء بقطاع المُوسيقى ودعْمه وإسْناد المُبدعين في هذا المجال يحتلُّ مكانةً جوهريّةً في استراتيجيّةِ وزارة الشؤون الثقافية ومُؤسّساتها لنبني على المَوْجُود ونُضِيف عليه تأسيسًا لمنْشودٍ أجملَ وعالمٍ أكْثرَ فنًّا وجمالًا وارتقاءً بالأذْواقِ والعُقُول السّليمة.
من جهتها أكدت مديرة الدورة السيدة درصاف الحمداني أن برمجة أيام قرطاج الموسيقية تنتصر لموسيقى نوعية وتعمل ضدّ ما يصطلح عليه بالفن التجاري، مضيفة أن هدف هذه التظاهرة هو اللقاء بين الفنانين من مختلف أنحاء العالم وبين الفنانين والمهنيين إلى جانب اللقاء الأهم الذي يجمع الفنان بالجمهور بعيدا عن منطق التسابق، لتعرّج على أهمية خلق صناعة موسيقية ونحت آفاق جديدة للترويج والتوزيع في المجال الموسيقي.
وقد كرّمت الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية الفنان الفقيد رضا بالحاج خليفة المعروف باسم “رضا ديكي” إلى جانب الفنانة علياء السلامي والفنان العالمي فوزي الشكيلي والمايسترو سليم سحاب من مصر.
وقد كان العرض الافتتاحي للدورة الثامنة من أيام قرطاج الموسيقية عبارة عن إستعادة لعدد من أعمال المكرمين فحضر بالغياب رضا ديكي وغنّت علياء السلامي ضمن مجموعة “نفس” مقطوعة من الغناء الصوفي إلى جانب أغنية summertime للفنانة الأمريكية ella fitzgerald، كما قدمت مجموعة handpan بتوزيع مختلف لعدد من المعزوفات على غرار “إنت عمري” لأم كلثوم و”سيدي منصور” وغيرها.
تأتي عروض هذه الدورة من أيام قرطاج الموسيقية من 18 بلدًا، نذكر من بينها “كهّان الكاف” و”هايد وسيك” و”رحلة تور” و”برسبكتيف”، و”عنقاء” و”كريم زياد” و”سلام إينيتي” و”داومي” و”جدل” و”بوكلثوم” و”مسار إجباري” وغيرها.
كما تقوم البرمجة على عدد من الندوات ستتناول بالدرس “حقوق التأليف والملكية الفكرية” و”مستقبل موسيقى العالم” و”الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي”، كذلك التطرّق إلى مشروع قانون الفنان والدور الاجتماعي لتعاونية الفنانين في الإحاطة بمنظوريها.
إلى جانب الورشات التكوينية، التي ستتمحور حول “إدارة الفنانين” و”محتوى الملفات الفنية” و”إدراج الفيديو في الإخراج الركحي”، هذا مع تنظيم ” ماركت أيام قرطاج الموسيقية”، وهو معرض موجّه لمختلف الفاعلين في مهن القطاع الموسيقي قصد التعريف بمنتجاتهم.