?كلمة وزير الصحة الدكتور فوزي مهدي خلال جلسة الحوار مع الحكومة حول الوضع الصحي والاجتماعي والتربوي في البلاد، والاجراءات المتخذة للحد من مخاطر انتشار فيروس كوفيد-19?

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

02أكتوبر2020

◀️ الحكومة بشكل عام ووزارة الصحة بشكل خاصّ تعمل وفق استراتيجية ديناميكية تعتمد على أسس علمية

◀️ وزارة الصحة تقوم بتوزيع أجهزة الوقاية على كافة الاطارات الطبية والشبه طبيّة بصفة منتظمة ومتواصلة

◀️ قمنا بالترفيع من عدد المخابر التي تقوم بالتحاليل ليبلغ عددها 19 مخبرا بالقطاع العمومي و33 مخبرا بالقطاع الخاص

◀️ أعدنا تنظيم الأنشطة الطبية وتوظيف كل الموارد الموجودة بالمستشفيات وقمنا بالرفع من جاهزيتهم للإحاطة بالمرضى

◀️ التعايش الحذر لا يعني عدم اليقظة أو التتبع ونحن ساهرون على مراقبة الوضع في كامل تراب الجمهورية وجاهزون لاتخاذ الإجراءات الاستعجالية والإستثنائية اللازمة في المناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة جدا

السيد رئيس مجلس نواب الشعب،
السيدات والسادة نواب الشعب المحترمين،
الضيوف الكرام من اعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أتقدم بالشكر في مستهل كلمتي إلى كلّ من سهر على تنظيم هذه الجلسة العامة المخصصة للتداول حول الوضع الصحي بالبلاد خاصة فيما يتعلق بالجائحة الوبائية العالمية وتداعياتها وطريقة الحد منها في بلادنا.

في البداية، نحبّ نأكّد للحضور الكريم وللرأي العام التونسي أن الحكومة بشكل عام ووزارة الصحة بشكل خاصّ تعمل وفق استراتيجية ديناميكية تعتمد على أسس علمية
مقاربتنا قائمة على 3 محاور أساسية في التعاطي مع انتشار فيروس الكوفيد 19 وهي :
– الجاهزية، أي جاهزية الدولة
– الصرامة في تطبيق البروتوكولات الوقائية
– التعايش الحذر مع الفيروس

✅ بالنسبة للمحور الأول والمتعلق بجاهزية الدولة، نحبّ نقول ونؤكّد على أنّنا جنّدنا كل إمكانياتنا الصحية لمقاومة انتشار الفيروس وهذه بسطة سريعة على الخدمات الصحية بالقطاع العام والتنسيق مع القطاع الخاص :

– ترشيد المعدات المخصصة في إطار مكافحة فيروس كورونا
– إعادة تنظيم الأنشطة الطبية وإعادة توظيف كل الموارد الموجودة بالمستشفيات والرفع من جاهزيتهم للإحاطة بالمرضى
– تركيز مستشفى ميداني بالمنزه ونحن بصدد تركيز مستشفيات ميدانية بالمنستير ومنزل نور وسنركز مستشفيات أخرى بمناطق أخرى في البلاد
– قمنا كذلك بالترفيع من عدد المخابر التي تقوم بالتحاليل وأصبح لنا في أسابيع 19 مخبرا عموميا و33 مخبرا بالقطاع الخاص وسنركز في القريب العاجل مخابر تحاليل إضافية في كل من جندوبة، قبلي وسيدي بوزيد، كما أعطينا الإذن بتركيز مخابر تحاليل في كلّ من توزر والكاف ونحن نسعى لتوفير آلات متطورة تمكننا من إنجاز آلاف التحاليل في اليوم الواحد
– تركيز مراكز إيواء للمصابين بفيروس كورونا بعدة جهات وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة علاوة على المراكز الموجودة حاليا في كل من المنستير والمهدية

كيما نحبّ نزيد نأكّد مرة أخرى أن وزارة الصحة، تواصل توزيع كل أجهزة الوقاية على كافة الاطارات الطبية والشبه طبية بصفة منتظمة ومتواصلة، وأنا شخصيا أستغلّ هذا المنبر بش نوجّه تحية إكبار لكل إطارتنا الطبية والشبه طبية التي تقف في الصف الاول في مجابهة هذه الجائحة ونأكّدلهم أن دولتهم لن تدّخر جهدا في حمايتهم وتوفير المناخ السليم والملائم لهم، أولا لحمايتهم لانهم هم رأس المال وهم الجيش الذي يذود عن أرواح التونسيات والتونسيين، وثانيا لدعمهم في مهمتهم المتواصلة.

أيضا، ودائما في مجال جاهزية الدولة، أؤكّد أنّه بالاضافة إلى الجاهزية على المستوى المادي، هنالك كذلك جاهزية على المستوى الاستراتيجي، ما معنى ذلك ؟ أي أن كل أجهزة الدولة وكل سلطاتها تعمل في تنسيق متواصل. وأنا أودّ أن أتقدّم أيضا بالشكر للسلطة المحلية ممثّلة في المجالس البلدية وللسلطة الجهوية الممثّلة في السيدات والسادة الولاة باعتبارهم يدعمون المجهود المركزي الذي تقوم به الوزارة، كل ذلك في إطار وحدة الدولة.

✅ النقطة الثانية في استراتيجية الوزارة تتمثل في الصرامة في تطبيق البروتوكولات الصحية.
كلنا متفقون على أنّ العودة الى الحجر الصحي الشامل في كل الجمهورية لم يعد ممكنا، وعليه فإن الوزارة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية وكل المتدخّلين في مجال حفظ الامن ستسهر على تطبيق كل الإجراءات مختلف البروتوكولات الصحية لا سيما في الأماكن العامة وفي المقاهي والمطاعم ودور العبادة وسيتمّ اتخاذ إجراءات ردعيّة في حق كل من يتساهل مع تطبيق الإجراءات الوقائية، وقد سبق واتخذنا جملة من الإجراءات التي اعلنّا عنها في البلاغ المشترك الذي اصدرناه مؤخرا.

نقول الصرامة مطلوبة وواجبة، ولكن نؤكّد أن دور المواطن وروح المسؤولية عندنا الكل هي أعلى وأنجع من كل الاجراءات، لابد علينا ان نتحلى بالجدية والمسؤولية اللازمة خاصة مع تزامن الموجة الثانية لانتشار الفيروس مع موسم الخريف الذي وكما نعلم جميعنا انّه تكثر فيه حالات الڤريپ والتي تحمل نفس الاعراض مع فيروس كورونا ولذلك ومرة اخرى أدعو كل المواطنين خاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة للتلقيح ضد النزلة الوافدة أو ما يعرف بالڤريپ وذلك قصد تيسير عملية التشخيص لدى المصابين، وبدورها وزارة الصحة بدأت بتوفير اللقاح على المستوى الوطني وستتخّذ اجراءات قصد وصول هذا اللقاح لاكبر عدد ممكن من المواطنين.

✅ النقطة الثالثة في المقاربة المعتمدة من قبل وزارة الصحة ومن الحكومة ككلّ هي التعايش الحذر مع الفيروس

نحن نرى أن أغلب بلدان العالم أصبحت تعتمد منطق التعايش مع الفيروس كمنهج حياتي جديد، إلى حد التوصّل إلى تلقيح ضد الكوفيد، لابد أن نتعايش مع الفيروس خاصة وأننا أصبحنا نعلم عنه العديد من المعطيات التي لم تكن متوفّرة لدينا خلال الموجة الاولى مما اضطرّنا إلى اللجوء إلى فرض الحجر الصحي الشامل على المواطنين. ولكن التعايش الحذر لا يعني عدم اليقظة أوالتتبع ونحن ساهرون على تتبع الوضع في كل تراب الجمهورية وجاهزون لاتخاذ إجراءات استعجالية واستثنائية في المناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة جدا وهذه الإجراءات نتخذها بالتنسيق مع السلطات الجهوية.

نحبّ نأكّد في ختام هذه الكلمة أن الحكومة ووزارة الصحة بش تتخّذ كل القرارات الجريئة والحازمة للحد من انتشار الفيروس الذي يدخل اليوم موجته الثانية، من ضمن هذه القرارات التي قد نلجأ اليها هي فرض الحجر على جهات محددة تكثر فيها حلقات العدوى الافقية، ولكن أوصي وأعيد وألحّ :
ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين بانتظام وكل الاجراءات الوقائية التي اصبحت معلومة عند الجميع
ونحبّ نعطي معطى بسيط ولكنه مهم للغاية : ارتداء الكمامة يقلّص عدد الاصابات بأكثر من ستين بالمائة، أي من أصل عشرة إصابات محتملة، بارتداء الكمامة يصبح العدد المحتمل أربعة إصابات فقط.
إذا، الصحة عزيزة، وكيما نقولو بالتونسي الفائدة في الصحة، لذلك أوصي الجميع بالتقيّد بالاجراءات لمعاضدة مجهوداتنا الوطنية وحتى لا تصل منظومتنا الصحية إلى حالة عجز عن احتواء الفيروس.

وفي الاخير، نرجو أن نخرج من هذه الازمة بدولة متماسكة وبشعب واع وبروح وطنية عالية ونشرع في إصلاح منظومتنا الصحية بصفة هيكلية خاصة وأنّه في الازمات الكبرى ما نلقاو كان المنظومة الصحية والامنية والتربوية والاجتماعية.

ربي يحفظ بلادنا.

شكرا لكم

Loading