المنوبي الخضراوي المُكنّى بـ”الجرجار” يعدم في ساحة باب سعدون بقطع رأسه صحبة رفيقه الشاذلي بن عمر القطاري
في يوم 26 أكتوبر من سنة : 1912 – أعدمت سلطات الإحتلال الفرنسي المنوبي الخضراوي المُكنّى بـ”الجرجار” في ساحة باب سعدون بقطع رأسه صحبة رفيقه الشاذلي بن عمر القطاري.
– أعدم “الجرجار” على خلفية مشاركته في الاحتجاجات الشعبيّة التي جدّت في 7 نوفمبر 1911 فيما يعرف بأحداث الجلاز عندما أرادت سلطات الاحتلال الفرنسي تحويل الصبغة العقارية للمقبرة من “وقف” يختزل الهوية التونسية إلى ملكية خاصّة مما يسمح لها بالتصرف فيها كما تشاء، وحينها ثارت الحميّة التونسيّة واندلعت صدامات عنيفة ودامية أدّت إلى وقوع قتلى من الطرفين، وكان الجرجار من الأبطال الذين استبسلوا في الدفاع عن المقبرة وشرف الأجداد الذين ينامون داخلها.
– لقد شكّل يوم 7 نوفمبر 1911، التتويج الرائع للتلاحم الشعبي ضدّ المستعمر الفرنسي، حيث واجه آلاف المتظاهرين الجنود الفرنسيين الُمدجّجين بالسلاح. وكان عدد المعتقلين اثر المظاهرة حسب السلطات الفرنسية 827.
– شهد ذلك اليوم سقوط عشرات الشهداء من المتظاهرين نتيجة استعمال الجندرمة والجيش الفرنسي للرصاص، كما تلته اجراءات تعسفية عديدة بإعلان حالة الحصار وإيقاف الصحف العربية ونفي عدد من الزعماء الوطنيين. ولم تكتف السلطات الاستعمارية الفرنسية بتلك الاجراءات القمعية، بل حرصت على محاكمة عدد من المشاركين في مظاهرة 7 نوفمبر. ومثُل الموقوفون أمام المحكمة الجنائية الفرنسية من 3 الى 30 جوان 1912، ليصدر الحكم في حق بعضهم بالأشغال الشاقة، والحكم بالإعدام على 7 منهم هم : عبد الله والي، محمد الشاذلي، محمد الغربي، محمد القابسي والجيلاني بن فتح الله. واشتهر من بين الشبان المحكوم عليهم بالإعدام الشابان المنوبي بن علي الخضراوي شهر الجرجار (27سنة) و الشاذلي بن عمر القطاري (21 سنة).
– وبعد سنة على هذه الأحداث (في مثل هذا اليوم 26 أكتوبر من سنة 1912) وقع تنفيذ حكم الإعدام بالمنوبي الجرجار بمقصلة جلبها الجيش الفرنسي قبل أيام قليلة من الجزائر، وتقول الروايات أنّ قصّة هذا البطل العظيم خلّدتها كلمات نُسبت إلى والدته التي ظلّت تجوب الشوارع وتغني :
بره وإيجا ما تردّ أخبار
على الجرجار
يا عالم الأسرار، صبري لله
عيِيت نمثل في وشامك
حطّو الرميه فيك
بين الكرومه والعنقر
بعينينا احنا شفنا
وأحنا صحنا
اللي غدرنا فيك ولد الحمدي
واللي جرحنا فيك يجرح قلبه
يامة ضربوني
يا حليلي يا آمه
والضربة جات على القصبة
خلوني نبكي بالغصة
لا إله إلا الله
يا عالم الأسرار
صبري لله…
# أسامة الراعي#