وزارة الشؤون الاجتماعية خلال ندوة وطنية تحت شعار “المرأة الأمية بالوسط الريفي :تونس راهنت منذ الاستقلال على إيلاء الاهتمام بمسألة الأمية و تعليم الكبار و هو ما ساهم في تحقيق تراجع ملحوظ في نسبتها
في إطار إحياء اليوم العربي لمحو الأمية الموافق ليوم 08 جانفي من كل سنة، نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية “المركز الوطني لتعليم الكبار” صباح اليوم الجمعة 08 جانفي 2021 بمقر جامعة تونس للتعلّم مدى الحياة ندوة وطنية تحت شعار “المرأة الأمية بالوسط الريفي: مقاربات التمكين الاقتصادي و الاجتماعي”، و ذلك بإشراف السيد محمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية و بمشاركة السيد محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم.
و حضر هذا الاحتفال كل من السادة و السيدات فتحي بن عامر رئيس الديوان و الهادي الهريشي رئيس ديوان وزيرة المرأة و الأسرة و كبار السن و راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية و محمد أحمد القابسي رئيس جامعة تونس للتعلم مدى الحياة و هشام بن عبدة مدير المركز الوطني لتعليم الكبار و ممثلة الكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار و عدد من إطارات الوزارة و عدد من الدارسين ببرنامج تعليم الكبار و محو الأمية.
و تولى الوزير بالمناسبة افتتاح معرض إنتاجات الدارسين و المراكز النموذجية لتعليم الكبار و تكريم المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم اعترافا لدورها في دعم مجهودات الوزارة.
و بيّن الوزير أن تونس راهنت منذ الاستقلال على إيلاء الاهتمام بمسألة الأمية و تعليم الكبار و هو ما ساهم في تحقيق تراجع ملحوظ في نسبتها و هو ما أشادت به المنظمات الدولية، مبرزا أنه رغم ذلك فإن نسبة الأمية بتونس تبلغ 19 % (25 % في صفوف النساء و 50 % منهنّ بالوسط الريفي) و هو ما يستدعي ضرورة تضافر كل الجهود بين كل الأطراف من خلال تبادل التجارب و الخبرات لمزيد التقليص من هذه النسبة.
و دعا الوزير إلى العمل على تكوين لجنة فنية مشتركة للقيادة و المتابعة تشرف على إعداد و تنفيذ خطة عملية للتقليص من نسبة الأمية خاصة في صفوف النساء بالمناطق الريفية و مساعدتهن على كسب مختلف المهارات من جهة و مساعدتهنّ على الاندماج الاقتصادي و الاجتماعي من جهة أخرى.
و توجه السيد محمد الطرابلسي بالشكر لكل من المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم و الاتحاد الوطني للمرأة التونسية و الكنفدرالية الألمانية لتعليم الكبار على جهودهم القيمة في دعم مجهودات الحكومة في معالجة هذه الظاهرة و القضاء عليها.
ومن جهته أشار السيد محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم إلى ارتفاع نسبة الأمية في العالم العربي نظرا لتتالي الأزمات و خاصة أزمة كورونا التي عمقت الوضع القائم بتأثيراتها و نتائجها السلبية على التعليم عامة و تعليم الكبار خاصة و هو ما جعل من معالجة هذه الظاهرة من ضمن أوليات الدول العربية في الفترة الراهنة.
و بين أن المنظمة على استعداد لمعاضدة مجهودات الدول العربية و خاصة تونس في القضاء على آفة الأمية من خلال تطوير المنهجيات و برامج التدريب و التأهيل و ملائمتها مع متطلبات الدارسين و احتياجاتهم الاقتصادية و الاجتماعية، مبرزا أن ملف تعليم الكبار و محو الأمية يندرج ضمن خطة العمل المستقبلية للمنظمة للسنوات 2023-2028.
و أكد السيد الهادي الهريشي رئيس ديوان وزيرة المرأة و الأسرة و كبار السن من جهته على ضرورة العمل بين كل الحكومات العربية و المنظمات الإقليمية و الوطنية لمعالجة ظاهرة الأمية و ذلك من خلال وضع السياسات و الآليات و البرامج الخصوصية و في هذا السياق يتنزل “العقد العربي لمحو الأمية و تعليم الكبار 2015” و الذي يقوم على رؤية موحدة و مقاصد مشتركة نحو القضاء على هذه الظاهرة في جميع أنحاء الوطن العربي.
كما بين أن مكافحة الأمية من شأنها أن تخلق فرصا تنموية للفئات المستهدفة و ذلك من خلال اندماجها الاجتماعي و الاقتصادي، مؤكدا أن الثروة الحقيقية للمجتمع التونسي تكمن في رأسماله البشري و تنوعه، مبرزا أن وزارة المرأة و الأسرة و كبار السن توجهت في إطار القضاء على آفة الأمية نحو استراتيجيات تستند إلى مرجعيات حقوقية ترمي إلى تحقيق أهداف و غايات خطة التنمية المستدامة.
و في كلمتها بينت السيدة راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية انسجام برامج وزارة الشؤون الاجتماعية (المركز الوطني لتعليم الكبار و جامعة تونس للتعلم مدى الحياة) مع برامج الاتحاد في معالجة آفة الأمية، مبرزة تكامل الأدوار بين الطرفين، مؤكدة أن القضاء على هذه الآفة يمثل مدخلا لحفظ كرامة الدارسين و حماية حقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية.
و تم خلال هذه الندوة تقديم مداخلات حول: “الأمية في صفوف النساء بالوسط الريفي، الشريط الغربي للبلاد التونسية نموذجا” و “المرأة الريفية الأمية و التمكين الاقتصادي و الاجتماعي: مقومات خطة العمل الوطنية” و “مدخل نحو إدماج المرأة الريفية في منظومة التنمية المحلية: القصرين، نابل و منوبة نموذجا” و مداخلة حول “المقاربة الإدماجية و محو أمية النساء بالوسط الريفي”.