حبيبة مسيكة، مغنية وممثلة تونسية
حبيبة مسيكة : ولدت سنة 1903؟ – توفيت في 20 فيفري 1930، (27 سنة).
– ولدت مارغريت (وهو اسمها الأصلي) في كنف عائلة يهوديّة، من أفرادها خالتها المطربة ليلى سفاز.
– اعتنى بها في المسرح محمد بورقيبة المدير الفنّي لجمعيّة “الشّهامة” حيث قامت بعدّة أدوار سنة 1921 تاريخ انضمامها إلى جمعيّة “الآداب”.
– وفي السنة نفسها انتقلت إلى فرقة “الهلال” فإلى جمعيّة “التمثيل العربي” سنة 1922 ثم إلى فرقة علي بن كاملة سنة 1924، وأخيرا جمعيّة “المستقبل التمثيلي” سنة 1928.
– وعندما ازدادت شهرتها اتساعا ،تجمع حولها شبان من العائلات المُترفة، ومعها كانوا يرافقونها في عروضها ،ويحمونها من غيرة عشاقها الكثيرين. لذا سمي هؤلاء بـ”عسكر الليل”.
– وكانت الفرق المتنافسة تغريها لشهرتها ونجاحها في أدوارها ومنها: لوكراس في “لوكراس بورجيا” (Lucrèce Borgia)، وجوليا في “صلاح الدين الأيوبي”، ودزدمونة في “عطيل” مع “الشهامة” سنة 1920، وليلى في “مجنون ليلى” وأنميليا في “هملت” مع “الهلال” سنة 1922، وجوليات في “شهداء الغرام” مع “التمثيل العربي” في السنة نفسها، ويوسف في “بيع يوسف من طرف إخوته” مع فرقة علي بن كاملة سنة 1928، وماري تيودور في مسرحيّة باسمها، ونابليون في “فرخ النسر”، وعائدة في مسرحيّة باسمها مع “المستقبل التمثيلي” سنة 1928، والراقصة المتسوّلة في مسرحيّة باسمها مع الفرقة نفسها سنة 1929.
– اعتنى بها في الموسيقي مزراحي الذي علّمها الغناء والعزف على العود، وتلاه حسن بنّان الذي علّمها مختلف الأنماط الغنائية فسجلت معه بعضها سنة 1926 ثم مع خميس الترنان وبشير الرصايصي.
– وكانت تقيم حفلاتها في تونس والجزائر والمغرب وفرنسا وإيطاليا. أمّا في السينما فقد مثّلت في شريط “عين غزال” سنة 1924.
– يُذكر أن حبيبة مسيكة سافرت الى باريس، “مدينة الأنوار” للتعرف على الحياة الفنية فيها. وبفضل ما كانت تتمتع به من جمال ومواهب، تمكنت من التعرف على شخصيات فنية كبيرة مثل بيكاسو الذي أبدى اعجابا كبيرا بها، وفنان الموضة الشهير “كوكو شانيل” الذي قال عنها: “حبيبة لها طبع ناري تحت لطافتها الشرقية. وسوف تفرض باريس في شمال افريقيا”.
– في عام 1928، لعبت حبيبة مسيكة الدور الرئيس في مسرحية “شهداء الحرية” التي اغاضت السلطات الإستعمارية فقامت بمنعها، واستجوبتها بتهمة مناصرة الحركة الوطنية التونسية.
– وقد فجعت الأوساط الفنيّة والجماهير الشّعبيّة من مسلمين ويهود بوفاتها يوم 20 فيفري 1930 بعد أن أحرقها في فراشها عشيقها اليهودي لياهو بن داود ميموني، بعد أن يئس من الزواج الذي أمّله منها وبدّد ثروته عليها في الهدايا الثمينة والدار الفاخرة التي بناها لها بتستور بجوار دار زوجته وبنيه! وكانت جنازتها مشهودة إلى مقبرة بورجل بتونس. وقد نشرت الصّحف مراثيها بالفصحى والدارجة.
– ظلّت حبيبة مسيكة نجمة أسطوريّة بتألق مبكّر يجمع بين التمثيل والغناء والعزف، ومؤهّلات جماليّة وحضور ركحي لافت، ومواكبة للموضة واختيار لأمهر العازفين وأظرفهم ولأكثر الأغاني استجابة للأذواق من قصائد وأدوار وموشّحات ومونولوج وطقاطق، ممّا ذاع في تونس ومصر والشام. وظلّت “حبيبة الكلّ” مثال المرأة المتحرّرة من خلال أدوار البطولة النسائية والرجاليّة التي نجحت فيها بالدارجة والفصحى والفرنسيّة، وبعلاقاتها مع أبرز الشخصيّات وخاصّة بمجموعة “عسكر الليّل” مرافقيها في كلّ حفل، وبمواقفها الانسانيّة.
– ولكنّ دورها في “شهداء الحرية” وتبرّعها للجمعيّات الخيريّة لم يعصماها من انتقاد الصحف المحافظة.
– لكل ذلك كانت حبيبة مسيكة مثالا حيّا عن تونس الفنيّة في العشرينات من القرن العشرين، تلك السنوات المجنونة بالفنّ والحياة، بشخصيّتها المؤثّرة وسيرتها المتحرّرة وروحها المتضامنة وإبداعها الخالد.
– ولأن حياة حبيبة مسيكة تشبهه الروايات المُتخيّلة، فقد امتزج الخيال بالواقع في ما نُقل من سيرتها، ولأنها ألهمت الكثيرين فقد قدمت المخرجة سلمى بكار فيلما بعنوان “رقصة النار” استلهمته من نهايتها المأساوية وذلك عام 1995. وقامت بدورها في الفيلم سعاد حميدو.
@ أسامة الراعي@
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.