كيفية معرفة دخول الاشهر القمرية في تونس
صدر بالرائد الرسمي الأمر عدد 52 لسنة 1960 (ص 298) المؤرخ في 23 فيفري 1960. وقد اقتضى أن “دخول كل شهر من اشهر السنة الهجرية الموافق لرؤية الهلال يقع تعيينه مسبقا حسب التقديرات الفلكية المدققة الصادرة من المصالح العمومية المختصة” (مصلحة الارصاد) وهو ما أدى الى التخلي عن اعتماد “الرؤية الشرعية” باعتبار انه يمكن -حسب نفس الامر – ضبط الموافقة بين الرزنامة الشمسية والرزنامة القمرية ضبطا مدققا طبقا لقواعد علمية -فلكية ثابتة ولذلك “يتعين معرفة دخول الاشهر القمرية قبل حلولها للقيام بالمواسم الدينية و تنظيم الحياة العامة”.
– وفي 8 أفريل 1988 صدر أمر ثان (الرائد الرسمي الصادر في 8 افريل 1988 عدد 23 ص 527) والذي ألغى الأمر الأول، صدر في عهد الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي، وقد اقتضى أن يقع تعيين بداية كل شهر قمري بالرؤية مع الاستئناس بالحساب، وذلك اعتبارا -حسبما ورد بالامر- “بالحسابات الفلكية الثابتة التدقيق الصادرة عن المرافق العمومية ذات الاختصاص وبأن الرؤية البصرية طريقة للإثبات”.
– وقد جاء أمر 8 أفريل 1988 في إطار “مصالحة بن علي مع الإسلاميين”. علما وأنه لم يُعتمد طيلة فترة حكمه على مبدإ الرؤية ولا مبدإ ”امكانية الرؤية“ وإنما كان القرار سياسيا حيث كان يُعلَن عن بداية شهر رمضان ونهايته حسب إعلان أغلب الدول العربية، أمّا بالنسبة لشهر ذي الحجة المرتبط بفريضة الحج بالبقاع المقدسة، وعيد الإضحى المبارك فقد كان القرار واضحا لا لبس فيه وهو إتباع ما تعلنه المملكة العربية السعودية.
# أسامة الراعي#
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.