سبر الأراء والصّحفي: معطيات مهمة تحتاج إلى المعالجة الصحفية الدقيقة
في السنوات الأخيرة وخاصة بعد ثورة 2011 تعددت شركات سبر الآراء في تونس لاستطلاع رأي المواطنين حول مواضيع مختلفة لعل أبرزها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك لما له علاقة بالانتخابات الرئاسية والبلدية ومدى اقبال المواطنين عليها، لتقدم نتائج تلك الاستبيانات وسبر الآراء عبر الاعلام، خاصة وأن الصحفي هو العنصر الأول المعني بنقل تلك النتائج وقراءتها وفك شيفراتها وتقديمها للرأي العام بطريقة مبسطة وواضحة.
وضمن هذا الإطار نظم ائتلاف أوفياء للديمقراطية ونزاهة الانتخابات يوم 16 مارس الجاري، ورشة عمل حول سبر الآراء والصحفي: الطرق الفضلى للتعامل مع معطيات سبر الآراء.
وحضر اللقاء ثلة من الصحفيين من مختلف الوسائل الإعلامية، تحت اشراف الأستاذ إبراهيم الزغلامي مدير المشروع، كما أثث المداخلة العلمية الأولى الدكتور منجي الخضراوي ليتولى الأستاذ محمد اقبال اللومي وهو مدير شركة ”إلكا لسبر الآراء” تقديم طرق ومنهجيات سبر الآراء في مرحلة أولى ثم تقديم الطرق الفضلى لاستغلال معطيات سبر الآراء من طرف الصحفيين في مرحلة ثانية.
ولأن دور الصحفي البحث عن الحقيقة بمختلف تجلياتها فإنه من البديهي أن تخضع النتائج التي تقدمها شركات سبر الآراء إلى قراءة علمية ومنهجية تحليلية خاصة وأنها معطيات تعكس رضا التونسي من عدمه على وضع ما أومدى تقبله لشخصيات سياسية معينة وهي معطيات قد تؤثر ربما في نتائج الانتخابات القادمة.
وباعتبار عدم وجود قانون ينظم عمل شركات سبر الآراء فإن المتلقي لتلك النتائج والمعطيات يحتم ضرورة التمكن من أليات قراءتها وامتلاك الأساليب الضرورية للتعامل.
وخلال مداخلته أكد الدكتور منجي الخضراوي أن كل وثيقة تصدر من شركات سبر الآراء عليها ان تخضع للمعالجة الصحفية ولا يجب التسليم بكونها نهائية.
من جهته أوضح الأستاذ محمد اقبال اللومي ان الهدف من الورشة التي نظمها ائتلاف أوفياء للديمقراطية ونزاهة الانتحابات حول سبر الآراء والصحفي هو تمكين هذا الأخير من معرفة الاساسيات قبل قراءة نتائج سبر الآراء ثم كيفية قراءة تلك المعطيات لإيصال المعلومة اللازمة دون الوقوع في أخطاء.
وفسر اللومي عمل شركات سبر الآراء والمرتكز أساسا على اختيار العينة وهي عادة ما تكون في حدود 1200 شخصا موزعة على كامل التراب التونسي ويقع اختيارها بداية من سن 18 عاما، مؤكدا انه كلما كان عدد السكان أكبر كانت الفئة المستجوبة أو العينة أكثر دقة، مضيفا أن شركات سبر الآراء تقوم باستجواب الفئة المستهدفة اما مباشرة أو عن طريق الهاتف خاصة وان هذا النوع الأخير من الاستبيان يرتكز على وجود تطبيق خاص يتولى إيجاد أرقام هواتف المستجوبين بطريقة ألية، معتبرا ان شركات سبر الآراء التي تقوم بشراء أرقام هواتف الأشخاص لاستجوابهم حول موضوع ما تساهم نوعا ما في تراجع مصداقية النتائج التي تصدرها، خاصة وأن القانون الوحيد الذي تخضع إليه شركات سبر الأراء هو قانون حماية المعطيات الشخصية.
وخلال تقديمه لـ ”دليل الصحفي للطرق المثلى لاستغلال معطيات سبر الآراء ‘‘أكد اللومي أن تقديم شركات سبر الآراء لنسبة الأشخاص الرافضين للإدلاء بأرائهم نسبة مهمة وعلى الصحفي أخذها بعين الاعتبار لأنها معطى أساسي في فهم نتائج الاستبيان، مشددا على ضرورة التركيز على فترة بداية الاستبيان وفترة الانتهاء منه والذي قد يرتبط بأحدث معينة من شأنها أن تؤثر في سير العمل أو تغيير النتائج، وهو ما سيحدد فيما بعد هامش الخطإ الذي يعتبر معطى هاما يعكس المنهجية العلمية المتبعة ومدى مصداقية النتائج المقدمة.
كما يجب على الصحفي الاطلاع على الأسئلة المطروحة في الاستبيان لفهم النتائج المقدمة.
لا يمكن فصل عمل شركات سبر الأراء والنتائج التي تقدمها عن عمل الصحفي باعتبارها معطيات ستقدم للرأي العام، ومن دور الصحفي معالجتها والبحث فيها لضمان مصداقيتها.
أحلام