شهادة البكالوريا
في مثل هذا اليوم 17 مارس من سنة : 1808 – نابوليون بونابارت يصدر مرسوما لإنشاء شهادة البكالوريا وتنظيمها بفرنسا.
– يعود أوّل تاريخ للبكالوريا كشهادة علمية تتوّج سنوات الدراسة بالتعليم الثانوي إلى سنة 1808 بفرنسا لمّا أصدر الإمبراطور “نابليون بونابرت” أمرا يتعلّق بتنظيم هذه الشهادة واعتبارها “رتبة علمية”.
– أمّا في تونس فقد تم اجتياز أوّل امتحان البكالوريا سنة 1891 أي 10 سنوات من إنتصاب الاستعمار الفرنسي، واستمر الحال كما هو عليه إلى غاية سنة 1956 كان خلاله عدد التلاميذ التونسيين المجتازين لامتحان البكالوربا يُعدّون على رؤوس الأصابع، إذ لم يتجاوز عدد الناجحين 123 فيما بين 1891 و 1918. وفي سنة 1927 لم ينجح إلا 27 تلميذا وفي سنة 1938 بلغ عدد الناجحين 58.
– وفي 31 ماي 1957 تم إجراء أوّل امتحان لشهادة البكالوريا في نسخته التونسية شارك فيه 1900 مترشح منهم 1400 من ولاية تونس وحدها والبقية موزّعون على بقيّة الولايات، وقد ناهزت نسبة النجاح 30 بالمائة حيث تمكّن حوالي 600 مترشّح من الحصول على الشهادة وتحصّل 50 منهم على ملاحظة “حسن جدا”. وكانت الامتحانات تُجرى في دورتين أو ما كان يسمى آنذاك بالجزء الأوّل في نهاية السنة الخامسة من التعليم الثانوي والجزء الثاني في نهاية السنة السادسة من التعليم الثانوي، ويخوض الناجحون في الاختبارات الكتابية اختبارات شفاهية في جميع المواد العلمية والأدبية.
– وعلى إثر التمديد في مسلك التعليم الثانوي من 6 إلى 7 سنوات أصبحت البكالوريا تجرى في نسخة واحدة مع المحافظة على الاختبارات الشفاهية بالنسبة للناجحين في الكتابي الذين يتمّ تجميعهم في ثلاثة مراكز كبرى بتونس وسوسة وصفاقس قبل أن يقع إلغاء الشفاهي وتوحيد الشهادة بعد أن كانت منقسمة إلى بكالوريا فرنسية وبكالوريا عربية.
– وقد تمّ إدخال عديد التعديلات على امتحان البكالوريا، فبعد أن كانت تقام في دورتين الأولى في شهر جوان والثانية في شهر سبتمبر، حيث يجتاز المؤجّلون جميع المواد، تمّ تعويض الدورة الثانية بدورة تدارك تجرى اختباراتها أيّاما قليلة بعد إعلان نتائج الدورة الأولى ويختبر المترشّحون أساسا في المواد التي لم يحصلوا فيها على المعدّل، كما تنوّعت اختصاصاتها لتصبح على ما هي عليه الآن منقسمة إلى 7 اختصاصات : رياضيات، علوم تجريبية، تكنولوجيا، اقتصاد، إعلامية، آداب ورياضة.
– وشهدت سنة 2002 الشروع في احتساب نسبة 25 بالمائة من المعدّلات السنوية للمترشّحين ممّا ساهم في ارتفاع نسب النجاح والتقليص من قيمة هذه الشهادة حتى أنّ بعض الدول أصبحت تُخضِع حامل البكالوريا التونسية إلى تقييم إضافي قبل قبوله في إحدى مؤسساتها الجامعية. وتطوّرت نسب النجاح في امتحان البكالوريا إلى حدّ أنّها تجاوزت في بعض السنوات 70 بالمائة. علما وأنه تم تخفيض نسبة احتساب نسبة 25 بالمائة إلى 20 بالمائة من المعدل السنوي ضمن المعدل النهائي لامتحان البكالوريا في دورة 2015، ثم تم إلغاؤها بصفة نهائية في دورة 2017.
– وللفتيات دوما النصيب الأكبر سواء في نسب النجاح أو في عدد المتفوّقين.
– وللتذكير فان سنة 2010 شهدت ولأوّل مرة في تاريخ البكالوريا التونسية حصول فتاة من المعهد النموذجي بأريانة على معدل 20 من 20 وهو ما رقم قياسي يصعب معادلته.
– علما وأنّ النتائج كانت تُعلَن بواسطة الصحف اليومية وعن طريق الإذاعة الوطنية وفي مراكز الامتحان قبل أن تدخل وسائل الاتصال الحديثة على الخط (الإرساليات القصيرة والانترنت) لتعوّض هذه الطرق التقليدية التي كانت تضفي نكهة خاصة على عمليّة الإعلان عن النتائج.
# أسامة الراعي حساب جديد #
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.