الحبيب شيبوب : ذاكرة الثقافة التونسية.
توفي في مثل هذا اليوم 13 ماي من سنة : 2007 – الحبيب شيبوب، مبدع شمولي جمع بين الشعر والبحث والتوثيق والصحافة، ومثّل بحق الذاكرة الثقافية والوطنية لتونس.
– الحبيب شيبوب : ولد في 29 ديسمبر 1931 – توفي في 13 ماي 2007، (77 سنة).
– ولد في مدينة تونس وتحديدا في نهج باب الأقواس في أسرة ليس فيها من يُحسن القراءة أو الكتابة.
– التحق بجامع الزيتونة سنة 1946 حيث تحصل على شهادة التحصيل سنة 1952.
– التحق بسلك التعليم حيث عمل معلما في عين دراهم، أكودة، باجة ثم الجديّدة التي مكث فيها 9 سنوات.
– وفي سنة 1968 التحق الحبيب شيبوب للعمل صلب وزارة التربية.
– منذ سنة 1959 بدأ ينتج للإذاعة واستمر في هذا النشاط حتى آخر أيام حياته فقد كانت الإذاعة عشقه وكذلك التلفزة منذ نشأتها.
– نشر الحبيب شيبوب كثيرا من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات القديمة بأسماء مستعارة وأحيانا بدون إمضاء. كما ألقى عديد المحاضرات في مختلف البلدان العربية منها ليبيا والمغرب والكويت والسعودية واليمن.
– ويذكر الشاعر الشاذلي زوكار الذي عمل سفيرا في اليمن أن شيبوب دُعي لحضور مهرجان الشاعر اليمني محمود الزبيري في مدينة تعز، وعندما تحدث عن الزبيري أذهل شيبوب الحاضرين بالأسرار التي باح بها، حيث صحّح بعض أخطاء الذين سبقوه في الكلام فملك إعجاب الحاضرين. وقد سلم شيبوب إلى الدكتور عبد العزيز المقالح نسخة من آخر رسالة وصلته من الزبيري وكذلك نسخة من القصيدة التي نشرها في جريدة الصباح في رثاء هذا الشاعر.
– أما بخصوص تعامله مع المجلات فقد نشر في مجلة “الفكر” التونسية وفي مجلة “الثقافة” الليبية، كما نشر في مجلة “الهلال” المصرية في سنوات 1972، 1973 و1974 مجموعة من الدراسات والمقالات حول الأدباء والشعراء التونسيين.
– وللتذكير فالحبيب شيبوب كتب أيضا مقدمة دواوين الشعراء حسين الجزيري، إبراهيم عبد الباقي والهادي نعمان. وهو أول من تولى إعداد نشريات هامة حول كل من سعيد أبو بكر، محمد العريبي، محمد المرزوقي، الطاهر القصّار، عثمان الكعاك، أحمد خير الدين، الهادي العبيدي، البشير خريف، محمود الباجي وغيرهم كثير وهي نشريات معتمدة إلى اليوم كمراجع مهمة للدارسين والباحثين.
– وبخصوص تعامله مع الإذاعة فإنه يعود إلى شهر نوفمبر 1959 حيث أنجز حوالي عشرين برنامجا من بينها: شعراء الوطنية في المغرب العربي – مشاهير أدبائنا – من الصحف القديمة – ثقافة وطرافة، وغيرها.
– أما بالنسبة إلى التلفزة فمن أبرز البرامج التي شارك فيها برنامج “حومة وحكايات” مع الحقوقي الشاذلي بن يونس الذي صرّح أن شيبوب كان عارفا بالمدن والقرى التونسية حتى أكثر من أهلها.
– رغم أنه نشر عديد القصائد في الجرائد والمجلات فإن قلة هم الذين يعرفون أن الحبيب شيبوب شاعر ذلك أنه عُرف بثقافته الواسعة وفصاحته النادرة وإسهاماته اللافتة في الندوات واللقاءات الأدبية. يقول عنه الدكتور علي الشابي «هو شاعر مبدع وحفظُه للشعر أمر مذهل حقًّا، حِفظٌ جعل منه المرجع الأساسي للشعر التونسي الحديث والمعاصر، فقد كان الحبيب شيبوب في الخمسينات يحفظ القصيدة التي يلقيها أمير الشعراء الشاذلي خزندار من سماع واحد دون أن ينسى منها كلمة مهما طالت السنوات».
– تجدر الإشارة في نهاية الأمر إلى أن الموت غيّب الشاعر الحبيب شيبوب يوم 13 ماي 2007 في المستشفى العسكري الذي أقام به لفترة بسبب مرض مفاجئ لم ينفع معه العلاج، ودُفن في نفس اليوم بمقبرة سيدي يحي بتونس غير بعيد عن منزله بباب سعدون.. رحيل ترك في قلوب كل الذين عرفوه وعاشروه وأحبوه وأعجبوا به وحتى الذين اختلفوا معه حزنا ولوعة.
# أسامة الراعي #
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.