تاريخ أول عرض موسيقي لفرقة المعهد الرشيدي.

في مثل هذا اليوم 5 جوان من سنة : 1935 – إنطلاق أول عروض المعهد الرشيدي بالمسرح البلدي في العاصمة.

– كان الموعد مع انطلاق الحفلات الصيفية للرشيدية والتي كانت انطلاقتها في رحاب المسرح البلدي بالعاصمة.
– تميز العرض الأول للرشيدية على ركح المسرح البلدي بالعاصمة بالبساطة في الشكل والتواضع في المضمون وبحضور متوسط للجمهور وبهدوء يدل على طابعه النخبوي… ارتدى كل فرد من عناصر الفرقة الموسيقية جُبّة تونسية بيضاء اللون بقيادة الشيخ محمد الأصرم وتضمنت الفرقة محمد غانم على آلة الرباب، خميّس الترنان وعلي بانواس ولالو بالشيشي والهادي قمام على آلة العود التونسي، محمد التريكي والحبيب العامري وشالوم العدّاوي على آلة الكمان، خميّس العاتي على الرقّْ ومحمد الزواوي على النغرات، بينما تألفت مجموعة الإنشاد من أحمد ادريس، جمال الدين بوسنينة، بلحسن بن الشاذلي وأحمد الضحاك.

– تضمّن العرض مسامرة تحدث فيها محمد الأصرم عن سيرة وحياة محمد الرشيد باي مع عزف منفرد على الأرغن، ليكون الموعد بعد ذلك مع نوبة الاصبهان، ثم أدى علي بانواس موشح ابن سهل الاسرائيلي “هل درى ظبي الحمى” في طبع رمل الماية ثم جاء دور خميّس الترنان الذي أدى موشح “كلّلي يا سحب تيجان الربى”.
– وبعد عزف “بشرف الاصبعين” من قبل عناصر الفرقة أنشد أحمد الضحّاك موشح “هاتها كالتبر حفت باللآلي” للشاعر الكبير الباجي المسعودي، أعقبه موشح “علّلاني اسقياني على ألحان القيان” لنفس الشاعر في تلحين لمحمد الاصرم.

– وخُصّص الجزء الثاني من الحفل الغنائي للرشيدية في أول ظهور لها على ركح المسرح البلدي للفنانة شافية رشدي التي قدمت على التوالي فوندو “ياشوشانة آش خبرت للاك عن ملقانا” في مقام الحسين فـ«مع العزابة» في مقام العرضاوي فـ”عروبي” والأغنية العتيقة “كحلة لهذاب”.
– واختُتم الحفل بموشح ألّفه جمال الدين بوسنينة ولحنه محمد التريكي وقدمته المجموعة وهو بعنوان “نحن إخوان الصفا والجذل” وهو أول انتاج موسيقي للرشيدية.

– والخلاصة أن حفل الرشيدية الأول على ركح المسرح البلدي بالعاصمة مَثّل حدثا فنيّا إستثنائيا في تونس؛ حدثُُ رسمت من خلاله الرشيدية خارطة الفن الحديث للموسيقى التونسية خاصة قواعدها الأساسية وركائزها الانتصار للهوية التونسية في مواجهة صورة الغوغاء الهجينة والهابطة المهيمنة على الساحة الفنية آنذاك.
– تواصلت على امتداد صيف 1935 حفلات الرشيدية في أكثر من فضاء من ذلك السهرة التي قدمتها في 16 جويلية 1935 استجابة لدعوة الباي وغيرها من السهرات.
(المصدر : مختار المستيسر “معهد الرشيدية.. المعلن والمخفي”).

# أسامة الراعي #

أسامة الراعي

متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.