محمد محفوظ : باحث ومحقق تونسي.

توفي في مثل هذا اليوم 6 جوان من سنة : 1988- محمد محفوظ، باحث ومحقّق تونسي.

– محمد محفوظ : ولد في 1 جانفي 1923 – توفي في 6 جوان 1988، (65 سنة).
– حياة هذا الرجل تدعو إلى العجب والإعجاب في آن واحد، فهو مثال لقهر العجز ونموذج لقهر الظلم.. قهر الظلم عندما أثبت أن الوظائف زائلة وماهي إلاّ وسيلة للإرتزاق، وقهر العجز عندما حوّل حياته من إستكانة وخنوع إلى حياة تعجّ بالمشاريع الأدبية والفكرية.
– ذلك أنّ محمد محفوظ المولود بصفاقس، تحصل على الشهادة العالمية في الشريعة وأصول الدين وعلى شهادة الحقوق التونسية. ومن له هذه الشهائد كان يمكن أن ينتصب للإشهاد (عدل إشهاد)، ويصبح وكيلا (محاميا)، أو يحتلّ منصبا إداريا محترما، غير أنه عُيِّن مستكتب إدارة، وهو ما جعله يشعر بالضيق والضيم والحيف فانصرف إلى التحقيق والتأليف.

– زادته الحياة مأساة حيث أصيب بمرض السكري وتعكرت حالته مما أدى إلى بتر رجليه الإثنين، وأصبح عاجزا عن الحركة تماما. ولم يتحوّل من حالته تلك إلى حالة أفضل إلاّ عندما تولى الدكتور محمد اليعلاوي وزارة الثقافة وزاره في منزله وأمر بصرف مكافآته المادية ومستحقاته التي تم تعطيلها مدة سبعة أشهر لأنه انقطع فيها عن العمل.

– من كتب محمد محفوظ الرائدة نذكر “ثورة علي بن غذاهم” و”تحقيق مشيخة ابن الجوزي” و”جولة بين الكتب” في جزئه الأول، و”تحقيق الأربعين حديثا لأبي الحسن البكري”. وكتابه الموسوعة “تراجم المؤلفين التونسيين” في خمسة أجزاء. وقد سدّ كتابه هذا ثغرة هامة في كتب التراجم.

– ولو عددت مؤلفاته وتحقيقاته لما كفتني هذه التدوينة، فالرجل عمل واجتهد ما أمكنه إلى الإجتهاد سبيلا؛ وسيبقى علامة من علامات الثقافة والوطنية، وهو جدير بملتقى يحمل اسمه ويدرس أعماله ويذكّر بمآثره الخالدة.

– محمد محفوظ هو مثال المثقف الحقيقي الذي تنطبق عليه صفة المناضل الذي ابتلته المحن فكان أقوى منها وترك بصمة في تاريخ الأدب التونسي.

# أسامة الراعي #

أسامة الراعي

متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.