محجوب بن ميلاد : فيلسوف تونسي.
من مواليد هذا اليوم 4 جويلية سنة : 1916 – محجوب بن ميلاد، أحد أساتذة الفلسفة بالجامعة التونسية طيلة النصف الثّاني من القرن العشرين، كان له دور رائد في إرساء تقاليد النظر الفلسفي والمعالجة الفلسفية لقضايا التقدّم والفكر وقراءة النص الديني.
– محجوب بن ميلاد : ولد في 4 جويلية 1916 – توفي في 11 جويلية 2000، (84 سنة).
– ولد بمنزل جميل من ولاية بنزرت وزاول دراسته الثانويّة بالمدرسة الصادقية من سنة 1930 إلى 1936 ثم درس بمعهد كارنو سنة 1937، وحصل على الاجازة في الفلسفة والاجازة في الاداب العربية ثم شهادة التبريز من جامعة باريس سنة 1948.
– عمل تسع سنوات مذيعا بإذاعة باريس بين سنة 1938 وسنة 1947، وكان أثناء ذلك يواصل دراسته العالية.
– وعند عودته إلى تونس سنة 1948 عمل أستاذا للفلسفة بمدرسة ترشيح المعلمين، واشتغل ببعث نواة بحث خاصة بعلم نفس الطفل بمركز البحوث التربوية.
– وعلى إثر الاستقلال كان من ضمن رجال التعليم الذين تولّوا نحت السياسة التربوية الجديدة لتونس.. وعند إرساء شعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الانسانية (9 أفريل) سنة 1964 تولى تدريس الفلسفة الإسلامية إلى بداية الثمانينات إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1987.
– بعث حصصا فكرية وثقافية بالإذاعة التونسية أسهم بها في نشر فن الأحاديث الفكرية، باعتبار أنها كانت إلى حدود أواخر الستينات من أنجع وسائل التثقيف. وعرف الأستاذ محجوب بن ميلاد في هذا الاطار بأنه رائد لمشروع “تحريك السواكن”، هذا المشروع المتأصّل في الفكر العربي الاسلامي، والمتفرّع في الفكر الفلسفي الغربي الحديث والمعاصر، متّخذا من إرث شخصيات موسوعية كالغزالي ومسكويه منطلقات لبناء صرح هذا المشروع، قوامه التطلع إلى إرساء نظرة نقدية لمفاهيم الحضارة العربية الاسلامية.
– أثناء مسيرته العلمية والثقافية مثّل تونس في عدّة ملتقيات علمية وثقافية وتربوية. وفي جلّ مؤلّفاته، سعى إلى تحديد منزلة العقل لدى الفرق الكلامية (المعتزلة والأشعرية والشيعة) وبحث علاقة علم الكلام بالفقه وأصول الفقه.
– في مشروعه “تحريك السواكن” دعا إلى تحرير الفكر وارساء المنهج العقلي في فهم التراث وقراءة النصوص الدينية، مدافعا عن قراءة موضوعية لفكر المعتزلة ومعتبرا أن أغلب القراءات التي أنجزت كانت بالاعتماد على كتب خصومهم ومستشهدا على أهمية منهجهم باعتبارهم يرون أن الحسن ما حَسّنَهُ العقل، والقبيح ما قَبّحَهُ العقل، على عكس الفرق الكلامية الأخرى التي تردّ مسألة التحسين والتقبيح إلى سلطة أخرى خارجة عن العقل.
– وقد اعتبر محجوب بن ميلاد أن الغزالي كان سابقا للألماني كانط الذي قال في “ثورته الكوبرنيكية” بمحدوديّة المعرفة العقلية. وهو في ذلك يفلسف منهج المعرفة الميتافيزيقية ويردّه إلى مجال الذوق والحدس الاشراقي، مسلما للعقل بالخوض في السياسيات والطبيعيات والأخلاقيّات.
– كما آمن أيضا بضرورة إرساء منهج للحريات الفكرية والسياسية والأخلاقية على أسس الواجب العقلي معتبرا ذلك شرطا لدخول المدنيّة الحديثة. وفي ضوء هذه النظرة الأخلاقية السياسية قرأ التجربة السياسية للزعيم الحبيب بورقيبة قائدا ومفكرا سياسيا مدنيّا مُسْتنيرًا. أما أبرز مؤلفاته فهي:
1) الفكر الاسلامي بين الأمس واليوم أو شؤون دارنا العقلية، الشركة التونسية للنشر والتوزيع، تونس، 1955.
2) تحريك السواكن في شؤون التربية، دار الثقافة بوسلامة للطباعة والنشر، تونس 1956.
3) تونس بين الشرق والغرب ومستقبل الثقافة بتونس، الشركة التونسية لفنون الرسم، تونس 1956.
4) تحريك السواكن، كتاب البعث، المكتبة الافريقية للنشر والتوزيع، تونس 1956.
5) في سبل السنّة الإسلامية، دار بوسلامة للنشر، تونس 1962.
6) الحبيب بورقيبة في سبل الحرية التونسية، الدار التونسية للنشر، تونس 1968.
– ونشير إلى أهمية الكتاب الذي ألّفه الأستاذ عبد العزيز بن يوسف حول حياة محجوب بن ميلاد وآثاره وفكره بعنوان: “مشروع تحريك السواكن لمحجوب بن ميلاد: قراءة وتأويل”، ط/الشركة التونسية للرسم وتنمية فنون الرسم، تونس، 2003.
# أسامة الراعي #
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.