وزارة التربية تعلن عن إطلاق حملة دعم المؤسّسات التربوية الموجّهة إلى التونسيين بالخارج عبر منصة خاصة، بالتنسيق مع منظمة يونيسيف دعما لمجهود الدولة لتهيئة وصيانة المؤسسات التربوية، حتى تستعيد المدرسة العمومية بريقها وتكون فضاء جذابا
أعلن وزير التربية السيد فتحي السّلاوتي عن إطلاق حملة دعم المؤسّسات التربوية الموجّهة إلى التونسيين بالخارج عبر منصة خاصة، بالتنسيق مع منظمة يونيسيف، وتهدف هذه الحملة إلى دعم مجهودا الدولة لتهيئة وصيانة المؤسسات التربوية، حتى تستعيد المدرسة العمومية بريقها وتكون فضاء جذابا.وكان ذلك أمس بمقر الوزارة بحضورالمديرة الإقليمية لليونيسيف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيدة أدال خضر وممثّلة اليونيسيف بتونس السيدة فيفيان ماريلانا.
وقد جدد وزير التربية شكره لليونيسف على كل الجهود المبذولة لضمان أقصى فرصة للنجاح لهذا المشروع.إذ لا يمكن أن يكون جمع التبرعات مرتجلًا والعمل التمهيدي أساسي قبل البحث عن الموارد. ولدت هذه المبادرة انطلاقا من ارتباط التونسيين المعروف بمدارسهم واليقين من دعمهم لجلب المزيد للتلاميذ اليوم والغد.وأضاف الوزيربقوله: هدفنا هو إعادة تأهيل المدارس العمومية بحيث ينخرط جميع التلاميذ في دراسات طموحة. مع تجديدها ، ستكون المدرسة العمومية قادرة على توفير بيئة مدرسية متوافقة مع أساليب التعلم الحالية وإعادة الاتصال بثقافة الجودة التي شكلت المعرفة وطرق الوجود لعدة أجيال
مشروع للمرة الأولى بهدف تحسيس التونسيين بالخارج من أجل التبرع لدعم الموارد لصيانة المؤسسات التربوية:
وبدورها أكدت المديرة الاقليمية لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أديل خضر أهمية هذا المشروع باعتباره يُنجز للمرة الأولى في العالم بهدف تحسيس التونسيين بالخارج من أجل التبرع لدعم الموارد لصيانة المؤسسات التربوية.موضحة أن تحسيس التونسيين بالخارج سيكون من خلال السفارات لدعم الموارد وتحسين البنية التحتية للمدارس متوجهة بالنداء إلى كل التونسيين المقيمين بالخارج للاستجابة والتفاعل إيجابيا مع هذه المبادرة دعما للنظام التربوي في تونس.
من جهتها توجهت ممثلة اليونيسف في تونس ، ماريلينا فيفياني بالتهنئة إلى وزارة التربية ووزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على هذه المبادرة وشكرتهم على الثقة التي اظهروها في اليونيسف.مؤكدة ان التعليم هو أساس تطور أي مجتمع. حيث تدل هذه المبادرة على أن التعليم يحتل مكانة بارزة في سياسات التنمية في الدولة.كما يجب أن يكون الشغل الشاغل للمجتمع بأسره وليس فقط صانعي القرار. وأضافت بقولها : أدعو جميع المواطنين التونسيين بالخارج ، الأفراد ، وكبار رجال الأعمال ، … إلى الدعاية والاستجابة لهذه الدعوة للتبرعات.و تتشرف اليونيسف بالمشاركة في هذه العملية الواسعة النطاق وتكرر دعمها للحكومة التونسية لمرافقتها في عملية تعزيز نظام التعليم ، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير الأمور إلى الأفضل “
نظام التعليم التونسي يواجه عدة صعوبات ، أبرزها تراجع الجودة :
و للإشارة فإن المدرسة التونسية عرفت سنوات من المجد تتعرض الآن للعديد من التحديات.إذ كشفت التقييمات والدراسات الاستقصائية الأخيرة مثل المسح متعدد المؤشرات الذي أجري في عام 2018 من قبل المعهد الوطني للإحصاء واليونيسف أن خطوات مهمة جعلت من الممكن تحقيق معدل تسجيل شبه شامل في المرحلة الابتدائية ، لإحراز تقدم كبير على مسار تعميم التعليم الابتدائي. السنة التحضيرية ، لضمان التكافؤ بين الفتيات والفتيان واكتساب مدراء تنفيذيين وطنيين مدربين تدريباً جيداً في جميع القطاعات. ومع ذلك ، وعلى الرغم من هذه الإنجازات المهمة ، يواجه نظام التعليم التونسي اليوم عدة صعوبات ، أبرزها تراجع جودة التعليم.
كما تعاني المدارس العمومية في تونس جملة من النقائص من ذلك أن 92.3 بالمائة من المدارس الابتدائية لا تتوفر بها مكتبات وتفتقر 94.5 بالمائة منها الى قاعات مراجعة كما تفتقر 86 بالمائة من المدارس الابتدائية الى قاعات مدرسين و 75.4 بالمائة لا توجد بها مركبات صحية خاصة للإطار التربوي اضافة الى أن 260 مدرسة في حاجة لصيانة و تفتقر حوالي 40 بالمائة من المدارس الى ملاعب رياضية، كما تحتاج 1247 مدرسة الى تسييج إما جزئي أو كامل بالإضافة أن أن 124 مؤسسة تربوية من جملة 1455 لا تتوفر فيها مكتبة كما تفتقر 646 مؤسسة الى مكتبة بعد أن كانت متوفرة بشكل عادي لكن نتيجة للاكتظاظ تم استغلالها لتصبح قاعات تدريس وتحتاج 12 مدرسة اعدادية وثانوية إلى بناء قاعات للأساتذة و حوالي 196 مؤسسة تحتاج الى تشييد ملاعب رياضية.
إجراءات إضافية ومبتكرة لتحسين الجودة والإنصاف في نظام التعليم والبيئة المدرسية:
وتبعا للوضع التربوي الدقيق فإن حوالي مائة ألف تلميذ ينقطعون عن المدرسة كل عام لأسباب متنوعة ، بما في ذلك الظروف غير الصحية لبعض المؤسسات التي لا تشجع على التعلم: أسطح المدارس وأسقفها بحاجة إلى صيانة كبيرة ، ومئات المدارس ليس لديها أسوار ، وغير متصلة بمياه الشرب وعدم توفر وحدات صحية وجود لائقة من بين الأسباب الرئيسية للتسرب من المدرسة ، وخاصة بالنسبة للفتيات.إضافة إلى صعوبة الظروف التي يعيشها التلاميذ في الأرياف على مستوى الوصول الى المدرسة حيث يقطع 93 ألف من التلاميذ يوميا مسافة تفوق 3 كيلومترات للوصول إلى المدرسة.
ومع إطلاق حملة دعم المؤسّسات التربوية فإن هذه المبادرة لتعبئة الأموال الخاصة ستسمح بتنفيذ إجراءات إضافية ومبتكرة لتحسين الجودة والإنصاف في نظام التعليم في تونس والبيئة المدرسية.
بناءً على طلب وزارة التربية ، من أجل جمع الأموال ، فقد أتاحت اليونيسف أداة لتعبئة الموارد للجمهور ، “منصة العطاء العالمية” (GGP) التي تسمح بالتبرعات لمرة واحدة أو شهريًا من خلال بطاقة ائتمان. من خلال شبكة السفارات التابعة لها ،و ستساعد وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج على حشد المواطنين التونسيين في الخارج.
أنس جابر وظافر العابدين في رعاية حملة جمع التبرعات :
كما تقدمت وزارة التربية ومكتب اليونيسف في تونس بجزيل الشكر للبطلة أنس جابر التي نتمنى له حظًا سعيدًا في بطولة ويمبلدون ، والممثل ظافر العابدين لموافقتهما على رعاية حملة جمع التبرعات اذ بفضل حشدهم ، سيكون النجاح بالتأكيد هناك.
ولضمان أوفر سبل النجاح سيتم توفير حزمة اتصالات حول المبادرة (مقاطع فيديو وملصقات ومنشورات) في السفارات ومقرات جمعيات التونسيين بالخارج وعلى الشبكات الاجتماعية لوزارة التربية واليونيسيف وشركائهم.من جانبها و لمعرفة المزيد حول هذه المبادرة وكيفية المشاركة ، دعت اليونيسف في تونس لزيارة صفحة موقعها المخصصة لهذا الإجراء.