في حين تستعد تونس للترشح لاحتضان المؤتمر الدولي 22 حول السيدا والأمراض المنقولة جنسيّا في إفريقيا، تتواصل أشغال مؤتمر الإيدز الدولي 24 في مونتريال بكندا
في وقت حرج تعطلت فيه الجهود المبذولة للوقاية من فيروس العوز المناعي البشري عقب ظهور 1,5 مليون حالة عدوى جديدة بالفيروس في عام 2021 وهو العدد نفسه المسجل عام 2020. كما شهد عام 2021 ظهور 4000 عدوى جديدة بالفيروس يومياً، بحيث استأثرت فئات السكان الرئيسية
وإزاء هذا الوضع الصحي الدقيق تتوجه العناية دوليا لاتباع نهج شامل بشأن الوقاية من فيروس العوز المناعي البشري، كما ستيسر إجراء البحوث العملية التي تمس الحاجة إليها في هذا المضمار لذلك فقد تكثفت مجهودات مختلف الأطراف خاصة بعد الوضع الوبائي الذي حد من وسائل الوقاية والعلاج ؛ وتتوجه الجهود الدولية حاليا لتكثيف اللقاءات والندوات والبحوث ، وفي هذا الصدد تستعد تونس للترشح لاحتضان المؤتمر الدولي الثاني والعشرين حول السيدا والأمراض المنقولة جنسيّا في إفريقيا
المبرمج لسنة 2023 ؛ وفي هذا الإطار ترأّس وزير الصحّة الأستاذ علي المرابط مؤخرا بمقرّ الوزارة الإجتماع التّنسيقي لترشّح تونس لاحتضان هذا المؤتمر الدولي حيث تم خلال الجلسة تقديم عرض حول كيفية الترشح لهذا المؤتمر الدولي الهام وشروط ورزنامة إختيار البلد المنظم كما تم تكوين لجنة تضم كافة المتدخلين قصد إعداد ومتابعة ملف الترشح.وقد أكّد وزير الصحّة بالمناسبة، على أهمّية احتضان بلادنا لهذا المؤتمر العالمي الذّي يدعم مكانة الكفاءات التّونسيّة وجدارتها في مواجهة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا.
ورشة عمل لاستعراض الوضع العالمي والوطني لإنتشار السيدا والأمراض المنقولة جنسيا:
كما تم تنظيم بإشراف وزير الصحة ،ورشة عمل تم خلالها استعراض الوضع العالمي والوطني لإنتشار السيدا والأمراض المنقولة جنسيا ؛ نظمها البرنامج الوطني لمكافحة السيدا بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة لمكافحة السيدا بحضور ممثلي جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال الوقاية وتم خلال ورشة العمل التعرض لحالات تنفيذ الابتكارات في الفحص والوقاية المندمجة والعلاج والوقاية من انتقال الفيروس كذلك تم عرض” تقرير الأمم المتحدة العالمي حول الإيدز”والذي أظهر تواصل الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في الانخفاض العام الماضي في جميع أنحاء العالم (بنسبة 3,6 % مقارنة بالعام 2020)، إلا أنه أقل انخفاض سنوي منذ العام 2016.
كما أن عدد المصابين بالإيدز الذين يحصلون على العلاج استمر في الارتفاع العام 2021 لكنه بلغ 1,47 مليون فقط مقارنة بمليونين في السنوات السابقة. ما يعد أقل ارتفاع على هذا الصعيد منذ العام 2009.غير أن “الاستجابة لوباء السيدا خرجت عن مسارها بسبب الأزمات العالمية، من تفشي السيدا وكوفيد-19 إلى الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عنها”.وكانت الإصابات الجديدة ارتفعت في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بما يتماشى مع الاتجاهات السائدة منذ سنوات.
وقد بلغ عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة “السيدا” سنة 2020 في تونس حوالي 4500 مصاب، منهم 51 بالمائة فقط يعلمون باصابتهم بهذا المرض ؛ وتقدر نسبة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة في تونس ب 0,1 بالمائة، وهي نسبة ضعيفة مقارنة ببقية دول العالم حسب تقدير البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، و في المقابل فإن الخطر يكمن في عدم توفر معلومات حول اصابة عديد المرضى مما يعرض المحيطين بهم الى خطر الاصابة بالفيروس، الأمر الذي يسبب عدم القدرة على تطويق انتشاره.ويتلقى العلاج الثلاثي المجاني 32 بالمائة فقط من المتعايشين مع فيروس السيدا أي حوالي 1400 حالة منهم 43 طفلا خلال سنة 2020 التي سجلت 198 حالة جديدة منها 7 حالات للاطفال؛ و للاشارة فان فيروس نقص المناعة المكتسبة هو مرض يصيب الجهاز المناعي ويسببه فيروس “HIV” وتؤدي الاصابة به الى التقليل من فاعلية الجهاز المناعي بشكل تدريجي وينتقل عبر الدم والعلاقات الجنسية غير المحمية وتصل فترة حضانته الى سنوات وبالتقصي.
ومن جانب آخر فقد تم خلال ورشة العمل توجيه الدعوة الشركاء الوطنيين و الإقليميين والدوليين لدعم ترشيح تونس ومبادرة الجمعيات والمنظمات لتوجيه رسائل مساندة إلى الجمعية الأفريقية لمكافحة الإيدز لدعم استضافة تونس للنسخة الثانية والعشرين من المؤتمر الدولي حول السيدا والأمراض المنقولة جنسياً في إفريقيا ICASA 2023. ومن أهداف المؤتمر المساهمة في برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / السيدا والإطار التحفيزي للاتحاد الأفريقي الذي يهدف إلى إنهاء وباء السيدا بحلول عام 2030 وتحقيق أهداف 90-90-90 في أفريقيا والمساهمة كذلك في أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأيضًا بمثابة منصة لـتعزيز النظم الصحية في أفريقيا من أجل التغطية الشاملة.
مؤتمر الإيدز الدولي في مونتريال بكندا يقام تحت شعار ” إعادة المشاركة واتباع العلم “:
من جانب آخر وفي موضوع متصل تتواصل أشغال “مؤتمر الإيدز الدولي الرابع والعشرون” في مونتريال بكندا من 29 جويلية إلى 2 أوت الجاري تنظمه “الجمعية الدولية للإيدز” ، وهو أهم تجمع في العالم للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمتأثرين به وجميع أولئك الذين يعملون للتصدي لوباء فيروس نقص المناعة البشرية.يقام تحت شعار ” إعادة المشاركة واتباع العلم ” ، ويهدف إلى لفت الانتباه إلى اتساع التفاوت داخل وبين البلدان في الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية ، مثل المجالات حيث هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في تقديم الخدمات التي تركز على الفرد والاستجابات التي يقودها المجتمع ، وتلك التي تظل فيها احتياجات المجتمعات مهملة أو متجاهلة. كما جاء هذا المؤتمر في فترة نحتاج فيها بشكل عاجل إلى تكثيف الجهود لإعادة الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية إلى المسار الصحيح.إذ نحن في حاجة إلى إجراءات واستثمارات جريئة وطموحة الآن لتحقيق الأهداف 10-10-10 وإزالة الحواجز المجتمعية التي تحد من الوصول إلى خدمات فيروس نقص المناعة البشرية ، وخاصة بالنسبة للسكان الرئيسيين والضعفاء. وفي هذا الإطار ، من الضروري مواصلة الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا ،لتقديم الدعم والتمويلات الضرورية لحماية المكاسب فيما يتعلق بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ”
قرية عالمية وبرنامج للشباب حول كيفية ترجمة العلم إلى عمل مجتمعي:
ويتميز المؤتمر الدولي الرابع والعشرون للإيدز المنعقد في مونتريال بحضور مكثف وبرنامج ثري من خلال أكثر من مائة جلسة وورشة عمل ولقاءات حوارية حول أحدث ما توصل إليه العلم والابتكار واستجابات المجتمع إضافة إلى أكثر من 2000 ملصق إلكتروني ،كذلك يعتبر مؤتمر الإيدز الدولي من بين المؤتمرات العالمية القلائل للصحة العامة الذي وفر إطارا مهمًا من خلال – القرية العالمية وبرنامج الشباب – مجانًا وهو مكان تجمع حيث تلتقي المجتمعات من جميع أنحاء العالم لتبادل خبراتهم والتعرف على فيروس نقص المناعة البشرية ، وحيث يمكن للجمهور أن يشهد كيف يترجم العلم إلى عمل مجتمعي…
ومن بين أبرز المحاور التي تم طرحها في جلسات المؤتمر، العلاج والوقاية: أحدث نتائج الأبحاث حول علاج فيروس نقص المناعة البشرية والرعاية والوقاية وحدود أبحاث الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية” ، بما في ذلك العوامل الطبية الحيوية الجديدة ، ونُهج التنفيذ الجديدة واستراتيجيات التوسع ، بالإضافة إلى المُيسِّرات والعوائق التي تحول دون اعتمادها؛وحول الصحة وحقوق الإنسان ناقشت الندوة كيفية تنشيط إطار حقوق الإنسان وإعادة تصميمه وتنشيطه لتحسين الصحة وجهود التنمية.
وقد كانت جلسة “استجابة المرأة للحرب في أوكرانيا” في الإيدز 2022.مناسبة لإجراء حوار تفاعلي لمناقشة آثار الحرب الواقعية على حياة النساء بشكل نقدي وكيفية دعم النساء بشكل أفضل للمشاركة وقيادة الجهود.إذ يجب على المجتمعات تعزيز جهود الدعوة لتعزيز الاستجابة التي تقودها النساء واحترام حقوق النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية في خضم الحرب في أوكرانيا.
تخصيص المزيد من الموارد لمكافحة وباء جدري القردة:
من جانب آخر حث العلماء والنشطاء الذين حضروا مؤتمر الإيدز 2022 في مونتريال الحكومات في جميع أنحاء العالم على تخصيص المزيد من الموارد لمكافحة وباء جدري القردة.حيث التقى خبراء دوليون أمس مناقشة الحاجة إلى تجنب تكرار الأخطاء التي ارتكبت عند وصول فيروس نقص المناعة البشرية.وقد صرحت مديرة برامج فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي في منظمة الصحة العالمية ، للصحفيين إن اتباع نهج عادل أمر بالغ الأهمية لضمان توفر الأدوات ليس فقط في البلدان الأكثر ثراء ، ولكن أيضًا في إفريقيا ، حيث يوجد جدرى القردة بشكل تقليدي.إذ تم الإبلاغ عن أكثر من 19000 حالة إصابة بالمرض في الأشهر الأخيرة في 78 دولة ، معظمها بين الفئات .من ذلك تم تسجيل 803 من هذه الحالات في كندا أخيرا .
ترأّس وزير الصحّة الإجتماع التّنسيقي لترشّح تونس لإحتضان المؤتمر الدولي حول السيدا والأمراض المنقولة جنسيّا في إفريقيا
ورشة عمل بإشراف وزير الصحة لإستعراض الوضع العالمي والوطني لإنتشارالسيدا والأمراض المنقولة جنسياوكذلك الحوار حول دعم ترشيح تونس لاحتضان المؤتمر الدولي
المتابعة و المشاركة في ورشة العمل وتقديم مقترحات وتوضيحات
صور حول مؤتمر الإيدز الدولي الرابع والعشرون” في مونتريال بكندا من 29 جويلية إلى 2 أوت الجاري والذي أتابع أشغاله عن بُعد