الطاهر بن مصباح بوزعيمة : مناضل وطني تونسي.
استشهد في مثل هذا اليوم 18 أوت من سنة : 1953 – الطاهر بن مصباح بوزعيمة، مناضل وطني تونسي، يعتبر من مؤسسي فلاقة الشرارة الأولى صحبة القادة الطاهر الأسود ولزهر الشرايطي ومحمد نيفر.
– الطاهر بن مصباح بوزعيمة : ولد سنة 1915 – استشهد في 18 أوت 1953، (38 سنة).
– ولد فى بادية الهواري مشيخة الخرجة التابعة حاليا لمعتمدية الحامة ولاية قابس.
– كانت هوايته جمع السلاح واستعماله حتى قبل إرغامه على الخدمة العسكرية. تعلم القراءة والكتابة في الكتاب وكان يتقن العربية جيدا، أما الفرنسية فقد تعلمها نطقا فقط أثناء اقامته في لبنان.
– عمل الطاهر بوزعيمة 4 سنوات جنديا في الجيش الفرنسي؛ ففي أكتوبر 1935 أجبر على التجنيد بالجيش الفرنسي رغم محاولته الهروب من الخدمة العسكرية لكن شيخ المنطقة وأعوان أمن الحماية الفرنسية ألقوا عليه القبض وحملوه من الهواري إلى مدينة قابس (40 كلم) وبقي في الجيش الفرنسي إلى نهاية 1940.
– بعد تجنيده في قابس تم تدريبه في سوسة ومنها إلى بنزرت، ثم تم نقله صحبة 700 جندي تونسي إلى بيروت في باخرة قادمة من وهران بعد أن انطلقت من المغرب الأقصى وجميع ركابها في نفس المهمة، وهي الالتحاق بقوات الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.
– وبداية من سنة 1936 أصبح الطاهر بوزعيمة يعمل في الجيش الفرنسي بالزي المدني في مجال الخدمة المدنية (مثل بناء السكك الحديدية والبنية التحتية بصفة عامة). وقد كلّف رئيسا على مجموعة عمال وتحصل على منحة شهرية تقارب 1000 فرنك فرنسي أي سُبُع ما كان يحصل عليه زميله فرنسي الاصل.
– وفي سنة 1937 تزوج امراة تسكن في زحلة من أصل دمشقي. وعمل أغلب وقته في ثكنة “رياق” وكان يملك بمقر سكناه الكهرباء علامة على قرب مسكنه من الثكنة.
– في نهاية 1938، في يوم عادي جاء إلى الثكنة مثل كل يوم لتسلم برنامج عمله لليوم الموالي مع مجموعته لكن قيادة الاحتلال أمرته بالبقاء داخل الثكنة وعدم الخروج، وبعد سويعات غادر التراب اللبناني عن طريق البحر دون أن يودع زوجته وابنته، وحتى أدباشه الثمينة لم يحملها معه. وواصل العمل بالجيش الفرنسي بالتراب التونسي ومُنع من مغادرته والعودة إلى عائلته بلبنان وهكذا انقطعت أخبار زوجته…
– أودع السجن بسبب محاولته الفرار من الجندية، وبعد مغادرته السجن بدأ في عمله النضالى، حيث جمعه لقاء بالطاهر الأسود ولزهر الشرايطى واتصل بزملائه القدامى في الجيش من بينهم بلقاسم البازمى من قبلي.
– كانوا كلهم شبابا لهم نفس الطموح وعنوانه إخراج العدو المستعمر، وكان الطاهر بوزعيمة كثيرا ما يحكي عن بطولات سلطان الأطرش الذى شاهده عن قرب وسمع عنه الكثير في قيادته لثورة الدروز ضد المحتل وحقق أهدافه بينما كان الطاهر لسود يروي قصص قريبه محمد الدغباجى…
– كانت بداية انضمام الطاهر بوزعيمة في الثورة المسلحة قد تمت بعد اجتماع بالهوارى في دار الفيتورى بوزعيمة الذى التزم أمامهم في البداية بتموينهم، وأهداهم بندقية من النوع الإيطالي مع كمية من الخرطوش والمال وكان هذا الاجتماع الأول الذي يحضره ضيوف من خارج منطقة بنى زيد في شهر جوان 1951 واتفقوا في هذا الاجتماع على تعيين الطاهر لسود قائدا عاما والطاهر بوزعيمة قائدا عسكريا نظرا لخبرته العسكرية.
– خاضت هذه المجموعة عدة معارك ضد القوات الإستعمارية أهمها : معركة “جبل خنقة عيشة” في 20 فيفرى 1952، ومعركة “ساقية حفصية” في مارس 1952، ومعركة “خشم الربيب” في مارس 1952، ومعركة “وادي الزاس” في أفريل 1952، وعمليات أخرى عديدة وفردية قام بها المناضلون مثل تصفية الخونة وتخريب وقطع خطوط الهاتف ونصب حواجز في الطرق.
– استشهد الطاهر بوزعيمة في معركة جبل العيدودي التي وقعت في مثل هذا اليوم 18 أوت من 1953 والتي اندلعت بين المقاومين التونسيين والقوات الاستعمارية وارتقى معه ثلاثة شهداء من الحامة وهم علي بن مصباح دغسني وبلقاسم بن محمد بن عمار ومفتاح بن حسن صقر.
# أسامة الراعي #
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.