توفي في مثل هذا اليوم 17 أكتوبر من سنة : 2007 – محمد النافع، مناضل نقابي وسياسي تونسي.

• محمد النافع : ولد في أوت 1917 بجندوبة – توفي في 17 أكتوبر 2007، (90 سنة). بدأ مسيرته النقابية والسياسية على غرار مجموعة من النشطاء النقابيين والسياسيين اليساريين في النقابات والأحزاب التي تعطي الاولوية للاصلاح الاجتماعي والسياسي.. قبل أن يتبنى مع رفاقه في قيادة الحزب الشيوعي (الذي كان بزعامة المناضل الراحل علي جراد) المطالب الوطنية ..التي أجمعت عليها الاطراف السياسية بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد مؤتمر ليلة القدر عام 1946 بمبادرة من زعماء الحزب الدستوري ومشاركة رموز كل التيارات السياسية والنقابية والحركة الزيتونية بزعامة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والحركة النقابية الوطنية الناشئة بزعامة الشهيد فرحات حشاد.
• ومحمد النافع مناضل مخضرم على أكثر من مستوى لأنه شارك نضالات أجيال من النقابيين قبل تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل وبعده.. وفي نضالات اليسار التونسي قبل تبنّيه رسميا مطلب الاستقلال وبعد ذلك ..ثم قاد الحزب بعد إقالة رفاقه للأمين العام علي جراد في موفى الأربعينات بعد خلاف حول الموقف من القرار الأممي الخاص بتقسيم فلسطين حيث كان محمد النافع من بين مناصري التمسك بالقرار الأممي الذي اعترفت به موسكو والأحزاب الشيوعية العالمية مبكرا.
• وتابع محمد النافع مسيرته كمناضل مخضرم على رأس الحزب أثناء الكفاح ضد الاحتلال الفرنسي في الخمسينات ثم بعد الاستقلال في مرحلتي الاعتراف بالحزب ثم بعد حضره رسميا مطلع الستينات بتعلة اكتشاف “مؤامرة “مجموعة الازهر الشرايطي الانقلابية.. وتبنِي الحزب الدستوري آنذاك لسياسة دمجت رسميا بين أجهزة الدولة والحزب وطنيا وجهويا ومحليا.
• محمد النافع الذي درس في الجزائر اللغات الأجنبية وخاصة اللاتينية واليونانية، أشرف على الحزب الشيوعي في مرحلة السرية حتى مطلع الثمانينات ..قبيل رفع الحظر رسميا عن الحزب يوم 18 جويلية 1981.. ثم واصل بأريحية النشاط في قيادة نفس الحزب بعد تكليف السيد محمد حرمل بالأمانة العامة.. وشارك في التغييرات التي شملت توجهات الحزب مطلع التسعينات عندما أعاد مؤتمر 1993 النظر في بعض مرجعيات الحزب وتوجهاته وأسس حركة التجديد، مواكبة للتحولات الدولية فكريا وسياسيا بعد سقوط جدار برلين وتفكك المعسكرالشرقي وبروز البروسترويكا بزعامة غورباتشيف.
• ولئن تدهورت صحة محمد النافع في أواخر التسعينات من القرن الماضي، فقد ظل على اتصال بالمناضلين الديمقراطيين وبرفاق الأمس من كل الأجيال : من جورج عدة وعبد الحميد بن مصطفى إلى الجيل الجديد من قيادة حزب التجديد.
• عُرف الفقيد بتواضعه الكبير وكرم أخلاقه وحبه لوطنه وإخلاصه لقضايا شعبه ولقضايا العمال.

أسامة الراعي

أسامة الراعي

متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.