نجيب بلخوجة : رسام تونسي.
من مواليد هذا اليوم 25 نوفمبر سنة : 1933 – نجيب بالخوجة، رسام تونسي.
- نجيب بالخوجة : ولد في 25 نوفمبر 1933 – توفي في 10 ماي 2007، (74 سنة).
- ولد بتونس العاصمة من أب تونسي وأمّ هولندية.
- تلقّى تكوينا أكاديميّا في قيادة الطائرات في الخمسينات، ولكنّ ميله إلى فنّ الرسم كان أقوى من انشغاله المهني في مجال الطيران، كما كان بامكانه أن يلتحق بوالدته ويحصل على إقامة هولندية. لكنّه فضّل أن يبقى ب”باب الجديد” بالعاصمة، حيث نشأ. وكان قد تعرّف إلى الرسّام الإيطالي المقيم بتونس “فابيو روكشجياني” الذي وجد فيه صدى لأفكاره الفنية فتفاعلا.
- وبعد أن أدركت تجربة هذا الشاب النضج في أواخر الخمسينات (وقد تجسدت في الأعمال التي عرضها ولقيت استحسان الفنانين والنقاد الطّلائعيّين ومنهم الرسّام التونسي حاتم المكّي)، التحق بورشة “روكشجياني”. وأسّس معه سنة 1962 “مجموعة السّتة” التي كانت تدافع عن مواقف ثقافية طلائعية وتنبذ التقليد وتتصدّى بالنقد لما يأتيه بعض الرسّامين الفرنسيّين المقيمين بتونس وعدد من جماعة “مدرسة تونس” من توظيف للتراث والفولكلور المحلّيّين.
- ثمّ نشطت “مجموعة السّتة” بنهج القاهرة في قلب العاصمة وقدّمت عدة معارض جماعية. وقد كانت تضمّ فضلا عن بالخوجة وروكشجياني كلاّ من التونسيّين لطفي الأرناووط و الصّادق قمش والفرنسيّين جوليات قرمادي وجون كلود ألان.
- وعندما لقيت أعمال بالخوجة صدى واسعا في بيانال باريس الدولي. كانت الفرصة سانحة للالتحاق بالحي الدولي للفنون بعاصمة الأنوار للحصول على إقامة به. وكان ذلك سببا رئيسا لتلاشي هذه المجموعة قبل عودتها سنة 1966 في صيغة أخرى. وهي “معرض الخمسة” الذي يُعدّ وريثا شرعيّا لها…
- ويعتبر الرسّام التونسي نجيب بالخوجة من روّاد نزعة التحديث في ثقافة الفنون التشكيلية بتونس خاصّة وفي العالم العربي عامّة. وقد تجلّى ذلك في خصوصيّة أسلوبه الفنّي الذي بدأ إرهاصه في الخمسينات من القرن العشرين. وذلك من جهة تركيزه على استعمال الفعل الخطّي المتواصل، في لحظة الأداء، دون رفع القلم من الورقة. وقد أدّى هذا الخطّ المتواصل إلى تكوين فضاء متاهيّ يصهر الشكل التشخيصي الأوّلي داخل فضاء ممتدّ ذي عناصر شبه متجانسة. وبمثل هذه النتائج التي تمخّض عنها التشكيل المتاهي – وقد أضحى هندسيّا – يحيل الرسّام فيما بعد على صورة مّا لمعمار المدينة العربيّة أو إلى هيئة ما لكتابة تشكيليّة بالخط الكوفي الهندسي.
- وقد دفعت هذه الإحالات بالرسّام إلى تدارك هذه الصّور وهذه الهيئات المستفادة والاشتغال بها باعتبارها موضوعات مستقلّة بذاتها داخل لوحة حديثة، لا تتعاطى مع صورة المدينة على نحو ما كان يبدو في الفنّ الساذج والفنّ شبه الانطباعيّ والتشخيصيّ السائدَين، أو على نحو ما كان يبد وفي التصاوير السياحيّة. بل كان موضوع المدينة اكتشافا داخل الفعل الفنّي وليس منطلقا جاهزا يحتّمه الحنين إلى الماضي.
- وهكذا ربط بالخوجة تصوّره للشّكل الفنّي بذاكرة الأنا وتراثها الجمعي من جهة وبجدليّة تاريخيّة ينفتح فيها هذا الشّكل على الزّمن المتوثّب والخلاّق من جهة أخرى. وهو الذي راهن على الافادة من تراث الشكل الفنّي (المدينة – الخطّ العربي – الزربيّة) في الوقت نفسه الذي راهن فيه على الافادة من تاريخ الفنّ الحديث وخاصّة منه ما يتعلّق بثورة الأساليب التجريديّة في مستهلّ القرن العشرين، من قبيل أعمال الهولندي بيات موندريون والسويسري بول كلي.
- حظيت أعمال بالخوجة التي كان يعمل على إنجازها حتّى في آخر حياته، بمكانة لدى المؤرّخين والنقّاد التونسيّين والعرب عامة، وقد لقيت كذلك صدى في عدّة ربوع متوسّطيّة وخاصّة بفرنسا، منذ المشاركات اللامعة التي سجّلها بالخوجة ببيانال باريس في الستينات ومعارضه ببعض الأروقة الفرنسيّة والمركز الثّقافي الايطالي بتونس ومشاركاته بمعهد العالم العربي بباريس.
أسامة الراعي
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.