حازم القرطاجني : شاعر وأديب، عاش في تونس في العصر الحفصي.
توفي في مثل هذا اليوم 23 نوفمبر من سنة : 1284 – حازم القرطاجني، شاعر وأديب، عاش في تونس في العصر الحفصي.
- أبو الحسن حازم بن محمد بن حازم القرطاجني : ولد بقرطاجنة شرق الأندلس سنة 1211 – توفي بتونس في 23 نوفمبر 1284، (73 سنة).
- ولد ونشأ في أسرة علم ودين، فأبوه كان فقيهًا عالمًا، تولى قضاء قرطاجنة أكثر من أربعين عاما، وقد عني بولده فوجهه إلى طلب العلم مبكرًا. فبعد أن حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، تردد على حلقات العلماء في بلده، ومرسية وغرناطة، وإشبيلية وغيرها من المدن الأندلسية، وتتلمذ على عدد كبير من العلماء، ولزم “أبا علي الشلوبين” شيخ علماء العربية في عصره، وكانت فيه نزعة إلى الفلسفة، فأوصاه بقراءة كتب ابن رشد بعد أن توسم فيه النبوغ والذكاء.
- بعد أن سقطت قرطاجنة ومرسية في أيدي القشتاليين في سنة 1243م غادر عدد كبير من العلماء والأدباء الأندلس، واتجهوا إما إلى بلاد المشرق الإسلامي أو إلى بلاد المغرب، وكان حازم القرطاجني ممن استقر به المقام في مراكش، والتحق بحاشية الخليفة الموحدي أبي محمد عبد الواحد الملقب بالرشيد، وكان بلاطه عامرًا بالأدباء والشعراء، ثم ما لبث أن ترك مراكش إلى تونس، واتصل بسلطانها أبي زكريا الحفصي، فعرف له فضله وعلمه، فقربه منه، وعينه كاتبًا في ديوانه.
- وكان أبو زكريا الحفصي محبًا للعلم مقدرًا العلماء، يدعوهم إلى دولته للإقامة بها ويحيطهم برعايته؛ فقدم إليه كثير من العلماء والشعراء الأندلسيين من أمثال ابن الأبار، وابن سيد الناس، وابن عصفور النحوي المعروف، وابن الرومية عالم النبات، وابن سعيد الأندلسي وغيرهم.
- وبلغ من حب أبي زكريا الحفصي للأدباء والشعراء أن جعل لهم بيتًا يقيمون به، ويجدون فيه كل وسائل الراحة.
- ولما توفِّي أبو زكريا الحفصي خلفه ابنه “أبو عبد الله محمد المستنصر”، وكان على شاكلة أبيه في احترام العلماء والأدباء وتقديرهم، ولهذا وجد حازم القرطاجني في ظل حكمه كل عناية وتقدير، وكان المستنصر يثق به وبذوقه الأدبي، فكان يدفع إليه ببعض المؤلفات ليرى فيها رأيه ويقرر مستواها العلمي.
- كان حازم القرطاجني شاعرًا مجيدًا، فقد وُصِف بأنه خاتمة شعراء الأندلس، مع تقدمه في معرفة لسان العرب. وتعددت أغراض شعره فشملت المديح والغزل والوصف، والزهد والحنين إلى الأوطان وبكاء الديار والدعوة إلى تخليصها، واحتل المديح مكانًا كبيرًا في ديوانه، وقد خص أبا زكريا الحفصي وابنه المستنصر بمدائح كثيرة.
- من أهم قصائده مقصورته التي مدح بها المستنصر، والمقصورة هي قصيدة طويلة تأتي على روي الألف بيت، وقد بلغت مقصورة حازم القرطاجني ألف بيت وستة، وقدّم لها بمقدمة نثرية أثنى فيها على الخليفة المستنصر، ثم حدد ما اشتملت عليه مقصورته من أغراض وفنون، مثل: المديح والغزل والحكمة والمثل، والوصف.
- من مؤلفاته :
- منهاج البلغاء وسراج الأدباء : وهو كتاب في النقد والبلاغة تناول فيه حازم القول وأجزاءه، والأداء وطرقه، وأثر الكلام في السامعين، وقد وصل إلينا من الكتاب ثلاثة أقسام، تتناول صناعة الشعر، وطريقة نظمه.
- ولحازم القرطاجني كتب أخرى فُقد معظمها، مثل: “التجنيس” و”القوافي”، ومنظومة نحوية تعليمية.
- ونشر عثمان الكعاك ديوانه في بيروت سنة (1384هـ/ 1964م)، ثم استدرك محمد الحبيب بن الخوجة على الديوان، فنشر عدة قصائد أخرى لم ترد في ديوان حازم بعنوان قصائد ومقطعات سنة (1392هـ /1972م).
- ظل حازم القرطاجني في تونس ولم يغادرها، محاطًا بكل عناية وتقدير من حكام الدولة الحفصية، موزعًا وقته بين العمل في الديوان وعقد حلقات العلم لتلاميذه، حتى تُوفِّي في ليلة (24 من رمضان 684هـ /23 نوفمبر 1284م).
أسامة الراعي
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.