محمد بن جنات : مناضل سياسي تونسي.
من مواليد هذا اليوم 12 نوفمبر من سنة : 1940 – محمد بن جنات، أحد أبرز مناضلي اليسار التونسي في الستينيات من القرن العشرين ويُعدُّ من الرُواد المنتمين لمنظمة “آفاق”.
- محمد بن جنات : ولد في 12 نوفمبر 1940 – توفي في 11 فيفري 2012، (72 سنة).
- ولد في قليبية، وأصيب بلغم في صغره زمن الإستعمار أفقده رجله، ورغم تلك العاهة لم يفقد عزيمته وقدرته النضاليّة.
- كان زيتونيا على غرار صهره ورفيقه الإعلامي الهاشمي الطرودي لكنه انشقّ عن الفكر الزيتوني وتبنّى الفكر الماركسي وناضل طيلة عقود وظل من رموز الشباب التونسي الذّي ضحى -طوال خمسين عاما- بوقته ومستقبله المهني وحريته من أجل أن تتقرّر إصلاحات وتغييرات لصالح الشعب.
- كان محمد بن جنات قائد المظاهرة الشبابية الشعبية الأولى التي انطلقت في قلب العاصمة بمناسبة حرب النكسة في جوان 1967 حيث أصيب برصاصة وأُلقي عليه القبض … حوكم على إثر ذلك بتهم عديدة من بينها تزعمه لحركة “آفاق” ومحاولة حرق السفارة الأمريكية بتونس… وصدر في حقه سنة 1967 حكم بالسجن والاشغال الشاقة لمدة 20 عاما.
- وقد أكسبته المسيرة الحاشدة التّي تزعمها سنة 1967 بالعاصمة، حيث أُفرج عنه في أواسط السّبعينات بعد قيام حركة تضامن عالمية للمطالبة بالإفراج عنه.
فتوجه للعيش بفرنسا ونشط في قضايا عالميّة مثل مقاومة الحرب على الفيتنام والقضايا الوطنيّة قبل أن يعود إلى مسقط رأسه قليبية. - ومحمد بن جنات الإسم الأكثر شهرة بين اليساريين في تونس عانى مرارة السجون والتعذيب، ومع ذلك لم تُغره شهرته؛ فبينما اختار بعض رفاقه الإنخراط في مؤسّسات الدولة وتحمل مسؤوليات حكومية ومنهم من دخل مجلس النواب، عاش بن جنات مناضلا متواضعا… عرف الفقر واشتغل سائقا على سيّارة لُواج رغم عاهته ومات متواضعا دون أن يتورّط في لعبة المال والكراسي فظلّ رمزا للإخلاص ولأقليّة من مناضلي اليسار من مختلف التيارات الذّين آمنوا بأن نضالاتهم ليست للبيع وليست أصلا تجاريا لكسب إمتيازات، وهو الأمر الذي أكدته عديد الشهادات الواردة في الشريط الوثائقي للمخرج رضا بن حليمة الذّي حمل عنوان “محمّد بن جنات : الرجل الذي تسلق الجبل برجل واحدة”… نذكر منها شهادة أرملته سميرة الزرقاني التي تحدثت بدموعها عن ظروف أقرب إلى الفقر عاشها الفقيد كريما وعزيز النفس، إضافة إلى شهادات أصدقائه حمّادي صمود، رشاد قارعلي، والهاشمي الطرودي الذين ركزوا على إبراز البعد الإنساني والفكري والسياسي لمحمد بن جنات.
- محمد بن جنات، الذي اعتزل العمل السياسي بعد عودته من فرنسا، كان دائم الرفض لجميع المبادرات التّي اقترحت عليه، ورغم اعتزاله السياسة فقد أمضى سنة 2009 عريضة مساندة لمناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس المسجونين، كما قدّم قُبيل وفاته حوارا يتيما لقناة فرنسية وهو على فراش المرض (أثناء إقامته بمستشفى في باريس) عبّر فيه عن بعض مواقفه بخصوص الثّورة التّونسية والشأن العالمي وعدائه للامبريالية. كما عبّر عن رغبته في أن يُدفن بين أهله بمسقط رأسه قليبية، وأن لا يُخصّ بأية مراسيم لاستقباله أو لدفنه…
أسامة الراعي
متحصل على :
شهادة الأستاذية في التاريخ.