قناة تونسنا التونسية “الخاصة ” …
زمن الرويبضة،
و نحن في القرن الحادي و العشرين أي في عصر التكنولوجيا الحديثة، و نحن في عصر أصبح فيه العالم قرية صغيرة بفضل تعدد وسائل نقل الخبر و المعلومات و سرعتها في نقلها، و بينما تتسابق قنوات عالمية و دولية في النهوض بقطاع الإعلام و تقديم برامج مفيدة في مجالات متعددة تقدم الإضافة للمشاهد و تجعل منه وفيا لمتابعتها، فإننا نرى في المقابل هنا في بلادنا مشهدا إعلاميا بائسا و مخيبا للٱمال، الأولوية فيه لأشباه إعلاميين لا علاقة لهم بمهنة الصحافة و أخلاقياتها لا من قريب و لا من بعيد.
بالفعل، فقد تدنى المشهد الإعلامي بعد ” الثورة” إلى أسفل درجاته، لأسباب متعددة من بينها التطبيل لجهة سياسية معينة و ” صنع” نجوم في الفن و تقديم البرامج إلخ غلبت عليها التفاهة و استبلاه المشاهد.
تندرج هذه الصورة لإحدى الكرونيكورات بإحدى القنوات التلفزية الخاصة ضمن منظومة التفاهة و السقوط الإعلامي و الأخلاقي. فتقديم البرامج التلفزيونية له أخلاقياته و من بينها احترام المشاهد. و عندما يصبح العري المبالغ فيه طاغيا في بلاتوهات تلفزيوناتنا الخاصة فالأمر يتجاوز بكثير تقديم أطباق دسمة من الأخبار للمشاهدين إلى تقديم أطباق من ” اللحم الرخيص و النتن” لرفع نسب المشاهدة و بالتالي تصبح هذه التلفزيونات الخاصة مجرد دكاكين تعرض بضاعة عفنة لجني الأموال من المستشهرين و غيرهم لا أكثر و لا أقل.
تفتح هذه ” الدكاكين” الأبواب على مصراعيها لصاحبات الأفخاذ العارية و الشفاه و الصدور المنتفخة بالبوتوكس و توصدها في وجه إعلاميات و صحفيات مثقفات و محترفات بأتم معنى الكلمة لهن رصيد محترم من العمل الميداني موثق في سيرهن الذاتية، نرى البعض منهن في الإعلام العمومي، أما في الإعلام الخاص فلا مكان لهن، طالما لسن من ” شلة” فلان و لا يطبلن لزيد و لا لعمر و لا تستهويهن عمليات تكبير و تصغير الصدور و المؤخرات….
المدونة شيراز الجزيري