مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل الأعرق إفريقيا و عربيا يحتفل في دورته 35 حول “مسرح الطّفل والتّكنولوجيات الحديثة”
انطلقت الدورة 35 من مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل يوم 18 ديسمبر الجاري لتتواصل إلى 25 من نفس الشهر بكل من نابل و ياسمين الحمامات تحت سامي إشراف السيدة رئيسة الحكومة
و أشارت السيدة أمينة دشراوي مديرة المهرجان أن مهرجان نيابوليس و هو الاعرق إفريقيا و عربيا في اختصاص مسرح الطفل لا غير يبقى قبلة ثقافية و سياحية للمبدعين من كافة أنحاء العالم و موعدا سنويا ينتظره جمهور الأطفال و الكبار من شتى الاختصاصات و الشرائح الاجتماعية فالاشعاع الوطني و الدولى لمهرجان يعود تأسيسه إلى ثمانينات القرن الماضي يجعلنا أمام رهانات حقيقية أولها عودة مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل،بعد إنقطاع دام سنتين تحت تأثير الجائحة ليضيء شمعته الخامسة و الثلاثين بنسخة استثنائية بنابل و المدينة ياسمين الحمامات احتفالا بالطفل و الناشئة و قد اخترنا لهذه الدورة موضوع ” مسرح الطفل و التكنولوجيات الحديثة “
و أضافت أن الهدف الأسمى هو الحفاظ محاور المهرجان و تطويرها لوعينا بهذه المسؤولية فاهتمامنا بالجانب التكويني و الندوات الفكرية يخلق فرصا تفاعلية و يفتح باب النقاش في ما يخص الفنون الموجهة للطفل.
مهرجان نيابوليس الدوليّ منارة هامّة ومحطة سنويّة بارزة لتفعيل حق أطفالنا في الثّقافة:
من جانبها أفادت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ ، الدكتورة آمال بلحاج موسى، أنّ مهرجان نيابوليس الدوليّ يعدّ منارة هامّة ومحطة سنويّة بارزة لتفعيل حق أطفالنا في الثّقافة الّذي نصّت عليه الاتّفاقية الدّولية لحقوق الطّفل ومجلة حماية الطّفل، مؤكّدة حرصها على بذل كل الجهود لتأصيل الفعل الثقافي في مجال الطفولة باعتبار أنّ الطفل في تونس يعدّ الرأس المال الوطني الأساسي وأنّ الحقّ في الثّقافة هو من حقوق الطّفل الأساسية الّتي يكفلها دستور تونس الجديد وضمانه واجب على الدّولة. مبينة توجّه الوزارة الذي يعتمد على إدراج البعد الثقافي في مختلف برامجها واستراتيجيتها، وتثمين الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها الفعل المسرحي في نشر قيم المساواة ومناهضة العنف والتطرّف واحترام الحقوق وتعزيز التماسك الأسري والترابط بين الأجيال.
وأضافت أنّ الوزارة ارتأت إعطاء إشارة انطلاق شهر حماية الطفولة يوم 20 نوفمبر المنقضي عبر تنظيم عرض مسرحي بمدينة الثقافة بعنوان “صرخات مكتومة” حول حقوق الطفل أمّنه نادي أطفال قرمبالية، مشيرة إلى جهود الوزارة في ترسيخ البعد الثقافي في مؤسسات الطفولة سواء بمركبات ونوادي الطفولة أو المراكز المندمجة للشباب والطفولة وتوفير 532 نوادي أطفال بين نواد قارة وأخرى متنقلة تستهدف الأطفال في المناطق الحدوديّة النائية و290 ناد في القطاع الخاص.
المسرح وسيلة لنشر ثقافة تهتمّ بمقاومة السّلوكات المحفوفة بالمخاطر:
كما أعلنت الوزيرة عن الترفيع في قيمة الاعتمادات المرصودة لفائدة المهرجان في دورته القادمة باعتبار الأهميّة البالغة التي توليها الدولة للنهوض بمساهمة الثقافة في تكريس تربية الناشئة على قيم الحريّة والتعبير والإبداع، مبرزة الدور المحوري والهامّ للمسرح باعتباره وسيلة لنشر ثقافة تهتمّ بمقاومة السّلوكات المحفوفة بالمخاطر الّتي تواجهنا ولتمكين أطفالنا من آليات التّطور التّكنولوجي والتّوقي من مخاطره.
واعتبرت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أنّ موضوع الدّورة الحاليّة لمهرجان نيابوليس الدّولي لمسرح الطّفل حول “مسرح الطّفل والتّكنولوجيات الحديثة” يطرح مسألة ذات الأهميّة تخصّ جدلية مسايرة إيجابيات التّطور التّكنولوجي ومقاومة أخطاره، مؤكّدة أنّ حقّ الطّفل في الخصوصية واحترام معطياته الشّخصية وعدم التّشهير به حقوق لا يمكن التّضحية بها أمام التّطور الهائل للتّكنولوجيات الحديثة، وفسح المجال أمام أطفالنا للاستفادة من هذا التّطور التّكنولوجي دون مخاطر.
وتضمّن حفل الافتتاح فقرات موسيقية أمنها أطفال أكاديمية الموسيقى بصفاقس “أوزان” وتقديم برنامج الدورة الحالية . كما استحضر المنسق العام للمهرجان السيد نزار الشمنقي بعض الأرقام وذكر بأن هذه الدورة تتمحور حول تأثير التكنولوجيات الحديثة على الأطفال بين الإيجابيات والسلبيات وذلك في علاقة بمسرح الطفل. وفي ختام حفل الافتتاح تم تكريم ثلة من قدماء جمعية مهرجان نيابوليس الدّولي لمسرح الطّفل بنابل؛ السادة الكرام: حمادي الديماسي، راضي القلال. عبد الستار الأديب وفهري القماطي
برنامج حافل بالعروض المسرحية الموجّهة للأطفال و بمشاركات قيّمة من 14دولة :
وتتميّز الدّورة 35 لمهرجان نيابوليس الدّولي لمسرح الطّفل بنابل ببرنامج حافل بالعروض المسرحية الموجّهة للأطفال و بمشاركات قيّمة من تونس وقبرص والبرازيل وإسبانيا ولبنان ومصر والعراق وإيطاليا وكرواتيا والجزائر والإمارات وفرنسا وبلجيكا وسوريا.
هذا وخلال افتتاح فعاليات المهرجان بالتوازي بين مدينتي نابل وياسمين الحمامات . شهدت المدينتان أنشطة وعروضا متنوعة حيث احتضنت دار الثقافة بنابل العرض التونسي الأول ” مسرحية مارد بغداد التي انطلقت على الساعة الحادية عشر صباحا وامتدت حوالي ساعة بحضور أكثر من 120 طفل كانت سعادتهم غامرة بهذه الأنشطة الترفيهية. ازداد الإقبال وارتفع عدد الحضور في العرض التونسي الثاني ” مسرحية البجعات ” التي دام عرضها أكثر من ساعة وانتهت على الساعة الرابعة والنصف ليسدل الستار على فعاليات اليوم الأول بالنسبة لمدينة نابل والتي كانت موجهة للأطفال ذوي 5 سنوات فما فوق.
كما كان برنامج مدينة ياسمين الحمامات أيضا ثريا من حيث العروض اذ انطلقت مسرحية “غابة الموز ” صباحا بقاعة سينما الأوديسة ثم تلاها عرض مسرحي مسائي بعنوان ” مملكة الألوان ” قدمته فرقة جزائرية. كان الإقبال على العرضين محترما من طرف الأطفال أعمارهم من 6 و 7 سنوات . كذلك شهد نزل المدينة عرضا مسرحيا من لبنان برحبة ياسمين الحمامات وذلك قبل بداية برنامج ” أيام الخرافة ” التي كانت بنكهة مصرية من خلال خرافة ” البذرة المسحورة ” قبل أن يفسح المجال للحدث الرئيسي لهذا اليوم ألا وهو الافتتاح الرسمي للمهرجان بقاعة الأوديسة بالمدينة ياسمين الحمامات الذي نشطته المبدعة رباب سرايري.
أما في اليوم الثاني فانطلق التنشيط الخارجي منذ الثامنة صباحا من الجرة نابل حيث قدم الفنان فادي محواشي عرضا كوميديا تلاه عرض مسائي لنفس الفنان في الأحواش فيما أحيت فرقة الفنان وائل الساحلي عرضا موسيقيا في الأقواس.في حين قد تواصلت العروض بقاعة الثقافة نابل من خلال عرض صباحي من دولة العراق كان عنوانه ” الأيفون القصير” ثم المسرحية التونسية “عصفور الجنة ” في مساء نفس اليوم وشهد العرضان إقبالا كثيفا وأجواء رائعة بشبابيك مغلقة.
يذكر ان النقل من والى المدينة ياسمين الحمامات بواسطة الحافلات كان مجانيا ويتواصل كذلك خلال الثلاث أيام الأولى من الافتتاح. لمزيد دعم الحضور وتعزيز الجانب التواصلي، قامت اللجنة المنظمة للمهرجان بحملة لتوزيع المنشورات الاشهارية.
و بلغة الأرقام نشير إلى أن مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل في دورته 35 ، يتواصل 8 أيام بمشاركة 13 دولة و عرض 15 مسرحية تونسية و 14 عرض اجنبي و اقامة 5 تربصات و تشريك الأطفال في 5 ورشات في حين عدد الورشات المختصة 2 و عدد الفضاءات 5 و من المنتظر حضور 40 ألف متفرج عموما و 20 ألف بالقاعات أما عدد عروض الشارع فتبلغ 20 ؛ و من بين المحاضرات و الموائد المستديرة حول الفلسفة الموجهة للطفل بالتعاون مع معهد تونس للفلسفة، و ماستر كلاس حول الفنون مع الطلبة و المكونين بمساهمة فرنسية و محاضرة علمية حول المسرح الموجه للناشئة و التكنولوجيات الحديثة بمساهمة مشتركة من تونس ، الجزائر، المغرب، و العراق و تقديم كتاب للدكتور عدنان سلوم من الإمارات عنوانه فنون العرائس في ثقافة العرب و من بين الورشات: حول فلسفة توجيه للأطفال بإشراف مدربين من تونس و بينوكيو رقص مسرح من
ايطاليا ،و الدمية العلاجية من تونس و ورشة في الأداء المسرحي من التمثيل إلى اللاتمثيل و مسرح الإدماج من تونس كذلك مخبر الحسي تعالوا نتجلى مع العائلة من فرنسا بالإضافة إلى ورشة اللعب الافتراضي و اللعب الدرامي من العراق.