في ذكرى ميلاد لويس براي تظاهرات تؤكد ريادة تونس في التربية الخاصة و تأهيل المعوقين

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

في ذكرى ميلاد لويس براي أقامت المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ندوة ثقافية يوم 4 جانفي 2023 بمدينة الثقافة بتونس بإشراف الخبير والمستشار الفني و مؤسس الكتابة بطريقة برايل في تونس السيد محمد الراجحي و بحضور عديد الإطارات و الكفاءات و المختصين في مجال الإعاقة من بينهم السيد سيد سعد الخبير الدولي في مجال الإعاقة من جمهورية مصر ورئيس جمعية برايل للتربية والثقافة السيد محمد كمّون. كما شهد اللقاء حضورا واسعا لعدد من ممثلي منظمات تونسية و دولية العاملة منها في مجال حقوق الإنسان و حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة اضافة الى نشطاء من المجتمع المدني…
كانت هذه التظاهرة مناسبة لتقديم مداخلات و شهادات حول المساهمات لفائدة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة و التأكيد على أبعاد إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الاختياري و الهدف منها لتعزيز وحماية وكفالة تمتع جميع الأشخاص ذوي الإعاقة تمتعا كاملا على قدم المساواة مع الآخرين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية و تعزيز احترام كرامتهم المتأصلة و التأكيد على أغراض القناعة من ذلك الاتصال الذي يشمل اللغات و عرض النصوص و طريقة “براي” و الإتصال عن طريق اللمس وحروف الطباعة الكبيرة والوسائط المتعددة الميسورة للاستعمال

خدمات متنوعة لإدماج المكفوفين في الاقتصاد الوطني:

كما كان اللقاء فرصة لتكريم نخبة من الرواد الذين ساهموا في إعطاء دفع لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة و في مقدمتهم الأستاذ محمد الراجحي مستشار فني رئيس خبير الأمم المتحدة في التربية الخاصة والتأهيل المهني و الإجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، البالغ من العمر 99 سنة الذي حقق إنجازات في مجال النهوض التربوي و الإجتماعي و الإقتصادي للأشخاص المعوقين في سنة 1951 إلى سنة 2000 كما قدم مساهمات في مجالات التخطيط والتنفيذ و كذلك التنسيق للمشاريع الوطنية المتعددة الأغراض بهدف مقاومة أمراض العيون و إحداث شبكة من المؤسسات المختصة في التربية الخاصة والتأهيل المهني و كذلك خدمات متنوعة لإدماج المكفوفين في الاقتصاد الوطني من سنة 1951إلى سنة 1982
علما و انه قام بتعريف و نشر الأبجدية النقطية المعروفة بمنظومة لويس براي في سنة 1951 و تدريب للمكفوفين على حذقها و تعلمها باللغة العربية و الفرنسية و ذلك لأول مرة في البلاد التونسية.
إنه أعطى لتونس السبق التاريخي في مجال طباعة القرآن الكريم في العالم،ففي سنة 1975، فكر محمد الراجحي في الاستفادة من خبرته، وقرر أن يصل القرآن الكريم إلى مكفوفي العالم الإسلامي، وعمل على طبع ونشر القرآن الكريم بطريقة الأبجدية النقطية، وتوزيعه لأول مرة في العالم الإسلامي علاوة على الكتب المدرسية والثقافية بطريقة براي”.

أول تونسي من المبصرين يعمل على نقل طريقة كتابة “براي” إلى فاقدي البصر:

كما إن الأستاذ والمربي محمد الراجحي، هو مؤسس الاتحاد القومي للمكفوفين سنة 1956، وأول تونسي من المبصرين يعمل على نقل طريقة الكتابة البارزة أو كتابة “براي” إلى فاقدي البصر، إلى تونس، لتعلمها، وهو أول من قام بتعريب الأحرف بتقنية “براي”.
علما وإن لغة براي هي ليست لغة بمعنى الكلمة، وإنما هي طريقة للكتابة في تسهيل طرق القراءة لكلا من المكفوفين وضعاف البصر ،تخدم لغة براي المستخدمين في القراءة بفضل عرضها للحروف بالشكل التقليدي البارز. ويمكن الكتابة بطريقة بري مع القلم أو أدوات أخرى مثل طريقة براي المحمولة في تدوين الملاحظات، أو على جهاز الكمبيوتر الذي يطبع بشكل مزخرف
كما أن طريقة لغة براي هو نظام من النقاط البارزة التي يمكن قراءتها بالأصابع من قبل المكفوفين أو ضعاف البصر. المعلمين وأولياء الأمور وغيرهم ممن لا يعانون من ضعف البصر، يسهل عليهم قراءة لغة براي بعيونهم. طريقة براي هي ليست لغة بالمعنى الحرفي، بل هي الرمز الذي يساعد على قراءة العديد من اللغات مثل الإنجليزية والإسبانية والعربية والصينية، وعشرات من اللغات الأخرى، قد تكون مكتوبة ومقروءة. تستخدم طريقة براي للقراءة من قبل الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم في لغاتهم الأصلية، مما يوفر وسيلة للقراءة والكتابة لمحو أمية الجميع.
ثم أن أحرف البراي هي أحرف مستطيلة صغيرة تسمى بالخلايا التي تحتوي على المطبات الواضحة الصغيرة والتي تسمى بـ النقاط المثارة. تختلف الحروف الهجائية في لغة براي من لغة إلى لغة بإختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها. وعلاوة على ذلك، تأتي لغة براي في اللغة الإنجليزية بثلاثة مستويات من الترميز

لويس برايل أصيب بالعمى ، لكنه أظهر تفوقًا على إصابته وأحدث ثورة بابتكاره :

وقد تم اختراع طريقة براي في القرن التاسع عشر الميلادي عن طريق الفرنسي لويس برايل (4 جانفي 1809 – 6 جانفي 1852) والذي كان كفيفا بشكل تام ونهائي، فقد الأمل في جعله يرى بعدها . فكتابة براي، وهو نظام كتابة وقراءة عالمي يستخدمه الأشخاص المكفوفون، أو الذين يعانون من ضعف حاد في البصر.ورغم أن لويس برايل أصيب بالعمى ، لكنه أظهر تفوقًا على إصابته وأحدث ثورة بابتكاره نظام كتابة براي إذ تُقرأ بتمرير الأصابع على حروف مكتوبة بنتوءات بارزة (من واحد إلى ست نتوءات)، وقد تم تبني هذا النظام تقريبًا في كل اللغات المعروفة.
تبدأ رحلة برايل عندما كان عمره ثلاث سنوات عندما كان يلعب في محل والده في كوبفراي في فرنسا وهناك ما جرح عينيه بالصدفة. نقله والده على الفور إلى المشفى وتلقى أحسن علاج مناسب لحالته في هذا الوقت من الزمن ولكنه للأسف لم يكن كافٍ ليجعل الصغير يحتفظ بعينيه سلمية كما كانت. فقط أدت الإصابة إلى ضمور عصب العين وانتقل الضمور إلى عينه الأخرى وفقد الصغير البصر في هذه السن المبكرة ولكن من حكمة الخالق أن هذه الإصابة كانت السبب في أن تجعله من المشهورين ويساهم في حياته وبعد مماته في توفير طريقة للقراءة لكل المكفوفين في العالم.

إحترام الإختلاف بما فيه الإعاقة باعتبارها جزءا من التنوع البشري:

و للإشارة فإن المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة صاحبة المبادرة في تنظيم الندوة الثقافية في ذكرى ميلاد لويس براي ، أسسها مواطنون ومواطنات شبان ذوو المساواة في الفرص يؤمنون بعدة مبادئ منها إحترام الإختلاف بما فيه الإعاقة باعتبارها جزءا من التنوع البشري و حرية الاختيار و الاكتفاء الذاتي والاستقلالية واعتبار المواطنة الحقيقية من خلال الإدماج والمساهمة الفاعلة في المجتمع على جميع المستويات. وتعمل المنظمة على الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في تونس و توجيه المنهج مباشرة نحو مسألة الإعاقة وكذلك المتابعة والمساهمة في تنفيذ المعاهدة الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRDPH) التي صادقت عليها تونس في 2008.كما تهدف إلى تغيير النظرة الموجهة إلى الإعاقة بالاعتماد على منهج خيري وطبي بحت وصولا إلى منهج المساواة والحقوق .وتتمثل مبادئها وقيمها في:إحترام الكرامة الانسانية و الديمقراطية وتنمية معارف وإمكانيات الفرد والكل (أطفال وكهول…)

المساهمة الإيجابية لذوي الاعاقة في صنع القرار، وخاصة على المستوى المحلي:

وما فتئت تواصل المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة نضالاتها واتصالاتها
حيث استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، يوم 27 ديسمبر 2022 بقصر قرطاج، السيد يسري المزاتي، رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، والسيدة بوراوية العقربي، الكاتب العام للمنظمة.وذكّر رئيس الجمهورية، خلال هذا اللقاء، بالملتقيات التي تم تنظيمها وشارك فيها لإدراج حقوق ذوي الاعاقة في نصّ الدستور.
وأبرز رئيس الجمهورية أن النصوص لا تكفي وحدها بل لا طائل من ورائها إن لم تجد طريقها إلى التطبيق، وأن المؤسسات حين تنشأ يجب أن تحقق أهدافها.
وشدد رئيس الجمهورية، في هذا السياق، على أن ذوي الاعاقة يجب أن يكونوا مساهمين في صنع القرار، وخاصة على المستوى المحلي.
كما تم، بالمناسبة، إثارة قضايا تعليم ذوي الاعاقة إلى جانب تعيينهم في وظائف تؤخذ فيها بالاعتبار أوضاعهم الخصوصية.

جمعية إبصار تنظم ورشة حول كتابة البراي:

من جانب آخر نظمت جمعية إبصار لثقافة وترفيه ذوي الإعاقة البصرية بمناسبة اليوم العالمي لكتابة البراي تظاهرة ثقافية وتعريفية يوم 3 جانفي الجاري بخيمة تنشيطية بشارع بورقيبة بتونس من فقراتها ورشة حول كتابة البراي وهي الطريقة التعليمية للأشخاص من ذوي وذوات الإعاقة البصرية وهي تعتمد تقنيا على حاسة اللمس لحروف وأرقام وإشارات ورموز تكونها نقاط ستة تختلف عن بعضها بعدد النقاط ومكانها داخل المستطيل المكون للنقاط الستة وهي مرتفعة عن المستوى العادي للورقة التي يجب أن تكون من الورق من فئة 180غرام حتى لا تثقب أثناء الكتابة اليدوية وحتى تمكن من الكتابة على الصفحتين وهي كتابة لا يمكن تكبيرها او تصغيرها حتى يمكن تمرير السبابة عليها وهي كتابة لا يطبق عليها التزويق وتكتب من اليمين الى الشمال وتقرأ من اليسار لليمين في كل اللغات…

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *