إختتام فعاليات المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات في دورته الثانية التي انتظمت بين 6 و 13 ماي في حلة جديدة ومضمون متنوع وثري
أسدل الستار مساء السبت الماضي على فعاليات المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات في دورته الثانية التي انتظمت بين 6 و 13 ماي في حلة جديدة قدمت مضمونا متنوعا جمع بين العروض السينمائية و الندوات و دروس السينما و حلقات النقاش و التكريمات و توزعت العروض بين فضاءات مدينة ياسمين الحمامات و حصن الحمامات و في الهواء الطلق على ساحل البحر و كانت لمختارات السينما التونسية موقعا مهما في البرمجة في الاحتفالات بمرور مائة السينما التونسية من ذلك أفلام في الذاكرة مثال خليفة الأقرع ،شمس الضباع، صمت القصور ،جحا ،ريح السد، السيدة، الهائمون ،رسائل من سجنان ،حبيبة مسيكة..
فرصة للتكريم و التلاقي و التفاعل بين الأجيال في المجال السينمائي:
وكانت للسينما العالمية الحضور الملفت في هذه الدورة من خلال سينما أمريكا اللاتينية تحت المجهر في برمجة نوعية.
ومن بين الدول المشاركة في المسابقة الدولية: فلسطين، فرنسا، ألمانيا ،تركيا، إيران، لبنان ، ،الأرجنتين، إيطاليا، مصر، الجزائر، سوريا، الشيلي ،البرازيل…
كما شهد حفل اختتام الدورة الثانية للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات حركية و حضورا مكثفا على مستوى السينمائيين الشباب و بعض الوجوه السينمائية التونسية و الأجنبية من ذلك الممثلة المصرية هالة صدقي و من تونس فريد بوغدير سلمى بكار محمد دمق…
و كانت فرصة للتكريم و التلاقي و التفاعل بين الأجيال في المجال السينمائي و بحضور السيدة وزيرة الثقافة تم التكريم وتوزيع جوائز المهرجان.
و لأول مرة تسند جائزة غاندي للسلام لفيلم من الشيلي بعنوان 1976
أما جائزة فيلم الموبايل هذه المسابقة التي شهدت مشاركة حوالي 90 فيلما لا يتجاوز الدقيقة كانت من نصيب فيلم قرار من تونس
بينما توجهت لجنة التحكيم بتنويه خاص لفيلم الجولة الأخيرة من ساحل العاج.
في حين تم إسناد جائزة المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات لحقوق الإنسان لفيلم النقابية Syndicaliste من فرنسا وتتناول أحداث العمل القصة الحقيقية لمورين كيرني، مندوبة نقابة الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل في شركة أريفا، بين الضحية والمشتبه بها يصور جون بول سالومي والذي شارك في كتابة سيناريو الفيلم بالتعاون مع فاديت دروار محطات من حياة مورين كيرني
وهي تعلن عن الفضيحة الكبرى للصناعة النووية بفرنسا.
هذا الفيلم (مدته 121 دقيقة) والمقتبس عن رواية النقابية لكارولين ميشال أغيري من إنتاج فرنسي ألماني و تجسد بطولته صاحبة مسيرة 50 سنة من السينما الممثلة إيزابيل أوبير وكل من غريغوري غادبوا، فرانسوا غزافيي
و بالنسبة لجوائز الأفلام القصيرة فتم التنويه الخاص لفريدة زروق مديرة تصوير فيلم طريق الكاف كما شمل التنويه الخاص الفيلم التركي Things unheard
أما جائزة أفضل فيلم قصير فهو من نصيب الفيلم الصومالي Will My parents Come tout See Me
فيلم تحت الشجرة لاريج السخيري من تونس يحرز على جائزة أفضل فيلم روائي طويل :
و بخصوص جائزة أفضل فيلم وثائقي فكانت مناصفة بين فيلم نرجعلك من تونس إخراج ياسين الرديسي و شريط ما بعد النهاية من لبنان إخراج نديم مشلاوي.
في حين تم توجيه تنويه خاص لفيلم OIANT من الأرجنتين إخراج Nacho Garassino
أما جوائز الأفلام الروائية الطويلة فقد أحرز فيلم تحت الشجرة لاريج السخيري من تونس على أفضل فيلم روائي طويل
و الجائزة الكبرى لأفضل إخراج فهي من نصيب لورا مورا عن فيلم The King Of The World من كولومبيا
و أسندت لجنة التحكيم جائزتها الكبرى لفيلم CLOSE من بلجيكا
و أفضل ممثلة لنفيساتو من بوركينا فاسو عن فيلم Sira سيرا
بينما تحصل سيد رجب من مصر على جائزة أفضل ممثل عن فيلم 19B
أفضل موسيقى لفيلم الأخيرة من الجزائر
جائزة أفضل سيناريو لفيلم حمى البحر المتوسط من فلسطين:
بينما أحرز فيلم حمى البحر المتوسط من فلسطين للمخرجة الفلسطينية مها حاج على جائزة أفضل سيناريو.وهو عمل روائي يطرح في 108 دقيقة قضية نفسية وتأثيرها على حياة الرجل الأربعيني وليد الذي يعاني من اكتئاب مزمن ويطمح ليكون كاتبا ويجسد بطولة هذا الفيلم كل من عامر حليحل، أشرف فرح، عنات حديد، سمير إلياس وسينثيا سليم.
وكان حضور الفنانة المصرية هالة صدقي ضيفة شرف المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات والمكرمة في حفل الختام أَضفى إشعاعا على فعاليات اليوم قبل الأخيرة من الدورة الثانية للمهرجان خاصة مع التفاعل الكبيرللنجمة العربية مع رواد مدينة ياسمين الحمامات ولقاءها مع ممثلي وسائل
الاعلام المواكبة للمهرجان.وكشفت هالة صدقي عن مدى اعتزازها بالتكريم من المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات ومن تونس البلد الذي تكن له الكثير من الحب والتقدير كما أقرت الفنانة المصرية خلال المؤتمر الإعلامي بأهمية السينما في تغيير المجتمع ودور الفن في توعية الأجيال الحالية والتي من منظورها تفتقر للثقافة ومن الضروي الاهتمام أكثر باليافعين والعمل على تطوير الانتاجات السينمائية والدرامية لتؤثر في وجدان ووعي هذا الجيل.واستعادت هالة صدقي الكثير من ذكرياتها خلال لقائها بالإعلام خاصة مع كبارالمخرجين والفنانين اللذين تعاملت معهم في مسيرتها على غرار يوسف شاهين،عاطف الطيب، أحمد زكي، محمد صبحي، صلاح السعدني، عادل إمام، يحي الفخراني وغيرهم.
تكريم رواد من السينما التونسية:
كما احتفى المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات ضمن برنامج تكريماته برائدة من رائدات السينما التونسية المخرجة والمنتجة سلمى بكار والتي كانت أولى أفلامها فاطمة 75 وتعتبر سلمى بكار
أول مخرجة تؤسس شركة انتاج وتعمل على تنفيذ أعمال صناع أفلام من زملائهاعلى غرار المخرج الراحل عبد اللطيف بن عمار. وتم بمناسبة تكريم مخرجة الجايدة، خشخاش وغيرها من الأعمال الفنية عرض فيلمها رقصة النار والذي يصور محطات من حياة الفنانة حبيبة مسيكة.
وتكريما للراحل هشام رستم شاهد جمهور المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات فيلم السيدة للمخرج محمد زرن وهو من الأفلام التونسية، التي كان لها نصيب كبير من الجماهيرية والاهتمام النقدي مع طرحه في قاعات السينما سنة 1996 والفيلم يصور أزمة إبداعية يمر بها رسام يدعى أمين ليكون لقاؤه بـنضال، مراهق من حي السيدة الشعبي نقطة الضوء نحو عالم جديد من الاكتشافات في ضاحية من ضواحي العاصمة المزدحمة بالنازحين الحالمين بواقع أفضل.
الجلسات الفكرية مساحة بارزة في برمجة أيام المهرجان:
وقد كان للجلسات الفكرية مساحة بارزة في برمجة أيام المهرجان. من ذلك مائدة مستديرة ناقشت
إمكانات إعادة جذب صناع الأفلام الأجانب لتصوير أعمالهم في تونس خاصة وأن هذا القطاع يعتبر واعدا اقتصاديا بفضل عددا من الأفلام العالمية المصورة في سنوات سابقة ببلادنا من بينها حرب النجوم ،المريض الانقليزي المتوج بــ 9 جوائز
كما تم عرض فيديو استعرض أهم مواقع تصوير الأفلام الأجنبية في تونس وعددها 12 موقعا يتوزعون على 9 جهات من ربوع تونس من بينها القيروان، نفطة وتطاوين، استضافت سينمائيين ونجوم عالميين لتصويرأفلام على غرارإنديانا جونزالمهمة المستحيلة.وطرح الحاضرون من متدخلين ومشاركين عدد من الإشكاليات أهمها ظروف التصوير في تونس وكل ما يتعلق بالجوانب الإدارية والتشريعية…
الورقة الفكرية الموالية اختارت تناول موضوع الموسيقى التصويرية للأفلام وحضيت هذه المائدة المستديرة باهتمام طلبة السينما، الذين حضروا بأعداد لافتة للنقاش والحوار بين المتحدثين والمختصين
في مجالات التأليف الموسيقي، الميكساج والمونتاج وشارك في هذه الجلسة؛ الورقة الفكرية الموالية ا تناول موضوع الموسيقى التصويرية للأفلام وحضيت هذه المائدة المستديرة باهتمام طلبة السينما، الذين حضروا بأعداد لافتة للنقاش والحوار بين المتحدثين والمختصين في مجالات التأليف الموسيقي، الميكساج والمونتاج وشارك في هذه الجلسة,وأدارتها الناقدة والصحفية شيراز بن مراد كل من الفرنسيين بياتريس ثيرت وجيروم ديامنت بيرغر، حمزة بوشناق وتقني الميكساج صابر القبلاوي.
وكان لأهمية الموسيقى في الفيلم باعتبارها لغة تعبير ثانية للمخرج أهم محاورالنقاش إلى جانب علاقة التأليف بمختلف عناصر الفيلم الأساسية من السيناريو،الصورة، المكساج، المونتاج، الصوت، الإضاءة وأداء الممثلين.وأكد المتدخلون أن العلاقة بين الموسيقي والمخرج لا تكون دائما ثابتة وفي اتجاه
واحد ومن الضروري أن يحصل مؤلف الموسيقى الأصلية للفيلم على مساحته وتكون له المبادرة في كثير من الأحيان ولعّل تحقق هذا الانسجام يكون دافعا لتعاون جديد ويمنح الفيلم جودة أكبر ومن التجارب العالمية المميزة عن علاقة الموسيقي بالمخرج تعاون المايسترو الإيطالي إنيو موريكوني مع المخرج العالمي سيرجيو ليون.
من جانب آخرتم تكريم فريد بوغدير عبر عرض فيلمه صيف حلق الوادي بحضور بطلتين من
فريق العمل وهما هيلين كاتزاراس ابنة جربة والرسامة التشكيلية ليزا سيرورذات الأصول التونسية كان ذلك الجانب الأبرز من احتفالات المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات بمئوية السينما التونسية في يومه السادس.
يوم سينماءات جنوب أمريكا الإبداعية:
اليوم السابع و قبل الأخير من المهرجان خصص للسينما اللاتينية وقدم الورقة المخرج الفنزويلي أتاهوالبا ليشي والذي يصف سينماءات جنوب أمريكا بالإبداعية، ذات أسلوب شخصي للغاية يغذيها التنوع الثقافي وانتشار اللغتين الاسبانية والبرتغالية في جنوب القارة الأمريكية. هذه السينما ذات
الطابع المتفرد البعيد عن اللعبة التجارية بدأت تجد طريقها لدور العرض بفضل إشعاعها العالمي في كبرى المهرجانات على غرار الفيلمين المبرمجين ، 1976 (شيلي) والفيلم الكولومبي ملوك العالم الحاصل على أهم جائزة في الدورة الأخيرة من مهرجان سان سيباستيان .
وعرض فيلم1976; ومدته 95 دقيقة عن سيناريو مخرجته مانويلا مارتيلي وأليخاندرا موفات ضمن المسابقة الرسمية للروائي الطويل ويروي العمل قصة كارمن التي تعمل على تجديد منزلها مستمتعة بحياتها الهادئة غير أن تلبيتها لطلب كاهن العائلة برعاية شاب حميه سرا يضع كارمن في مواجهة واقع اجتماعي وسياسي يحتد خلاله الاضطهاد والقمع. من بطولة ألين كوبنهايم، نيكولاس سيبولفيدا، هوغو ميدينا وأليخاندرو غويك…