إسناد جائزة « فاطمة الفهريّة من أجل النّهوض بالمرأة بضفّتي المتوسّط” تكريما للكفاءات المتميّزة في البلدان المتوسّطيّة في مجال تحقيق تكافؤ الفرص ودعم المبادرات النّسائيّة

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 

خلال موكب انتظم مساء أمس الاثنين 29 ماي بقصر النجمة الزهراء أعلنت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، السيدة آمال بلحاج موسى، أن جائزة « فاطمة الفهريّة من أجل النّهوض بالمرأة بضفّتي المتوسّط” أسندت في دورتها الرابعة تكريما إلى كل من السيّدة ماري لويز بريكا رئيسة منظّمة “eurochild” والرّئيسة السّابقة لجمهوريّة مالطا، والسيدة لطيفة الأخضر الأستاذة الجامعيّة ووزيرة الثّقافة سابقا، والسيّدة ربيعة جلطي، الأديبة والأكاديمية الجزائريّة والسيّدة زهرة سليم مستثمرة تونسيّة وباعثة مؤسّسة ناشئة، والسيّدة دليلة المفتاحي الممثّلة التونسيّة والمخرجة المسرحية والسيّدة روعة التّليلي الرّياضيّة التونسيّة. كما أعلنت الوزيرة بالمناسبة أنّ هذه الجائزة أسندت أيضا تكريما لروحي مناضلتين تونسيّتين تركتا بصمة في تاريخ تونس كل من الفقيدة ميّة الجريبي المناضلة والحقوقية النسويّة والفقيدة أحلام بالحاج الدكتورة والحقوقية والناشطة في المجتمع المدني اعترافا بنضالاتهما من أجل الارتقاء بحقوق المرأة والطّفل

تعزيز قدرات المرأة والبحث والإبداع والنساء اللاّتي حقّقن إنجازات أو تقلّدن مسؤوليّات مهمّة:

وللإشارة فإن جائزة فاطمة الفهريّة التي تسندها الوزارة بالشراكة مع الجامعة المركزيّة وجمعيّة برنامج المتوسّط ماد 21 تتنزل في إطار الحرص على تكريم الكفاءات المتميّزة في البلدان المتوسّطيّة الذين ساهموا وساهمن في تحقيق تكافؤ الفرص ودعم المبادرات النّسائيّة في كلّ المجالات، ولمن تألّق من الجنسين بضفّتي المتوسط في مجالات التمكين وتعزيز قدرات المرأة والبحث والإبداع والنساء اللاّتي حقّقن إنجازات أو تقلّدن مسؤوليّات مهمّة في المجتمع، إذ أنّ فاطمة الفهريّة تعدّ واحدة من الأعلام النّسائية التّونسيّة ممّن كان لهنّ الأثر الرّمزي في بناء التّاريخ والهويّة التّونسيّة المتفرّدة على غرار أروى القيروانيّة والجازية الهلاليّة وعزيزة عثمانة والسيّدة المنوبيّة. هذا وقد أقيم موكب إسناد الجائزة بحضور ممثلين عن رئاستي الجمهورية والحكومة وسفير مالطا وعدد هام من الشخصيات الوطنية والباحثين والأكاديميين والمبدعين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني.
علما وأن فاطمة بنت محمد الفِهْرية القُرَشية هي امرأة قيروانية مسلمة، لُقبت بأم البنين، تعود أصولها إلى ذرية عقبة بن نافع الفهري القرشي فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان. وهي شخصية تاريخية خالدة في ذاكرة مدينة القيروان وتونس، ومدينة فاس في المغرب، والتاريخ التونسي والمغربي، أسست مع شقيقتها مريم الفهرية جامعة القرويين في المغرب عام 859 م، وتُعد أول جامعة في العالم، توفيت فاطمة حوالي سنة 245ھ (878 م).
يُعتقد أن فاطمة الفِهرية قد وُلِدَت عام 800 ميلاديًا، وهاجرتْ من القيروان عاصمة إفريقية، إلى فاس عاصمة الأدارسية في المغرب الأقصى (المملكة المغربية حالياً). وأسستْ مسجدًا تحول تدريجيًا إلى جامعة تُدَرس العلوم بشتى أنواعِها، وتُخرِّجُ كبارَ العلماء، ووصل إشعاعها إلى أوروبا في القرون الوسطى. إذا ذُكرت فاس المدينة التاريخية التي أسسها إدريس الثاني في عهد الدولة الإدريسية، وذُكر جامع القرويين وجامعة القرويين نسبة إلى المهاجرين من القيروان، الذين سكنوا أحد أكبر أحياء فاس في أول عهدِها وهو عدوة القرويين. وكان من بين هؤلاء المهاجرين فاطمة بنت محمد الفهرية التي قدِمتْ من تونس إلى عاصمة الدولة الإدريسية مع والدها الفقيه القيرواني محمد بن عبد الله الفهري وأختِها مريم في أيام الأمير يحيي بن محمد بن إدريس. وقد نزحت فاطمة الفهرية مع العرب النازحين من مدينة القيروان موطنها الأصلي إلى أقصى المغرب ونزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين زمن حكم إدريس الثاني، حتى تزوجت هناك. ولم يمض زمن طويل حتى توفي والدها وزوجها فورثت عن والدها ثروة طائلة شاركتها فيها أخت لها هي مريم بنت محمد الفهري التي كانت تكنى بأم القاسم

تكريم أهم الأصوات النسائية في الشعر العربي الحديث والتاريخ المعاصر والفن الرابع :

ومن بين المكرمات أسندت جائزة فاطمة الفهرية للجزائرية المبدعة الأكاديمية د. ربيعة جلطي الزَرْهوني وهي كاتبة وشاعرة وروائية ومترجمة من مواليد الجزائر. نالت شهادة الدكتوراه في الأدب المغاربي الحديث، وهي حاليا أستاذة الأدب المعاصر بالجامعة المركزية في الجزائر العاصمة. لها العديد من المجموعات الشعرية. وتعتبر من أهم الأصوات النسائية في الشعر العربي الحديث في الجزائر، وإن كانت هي لا ترتضي بتصنيف الأدب إلى الذكوري والنسائي، والوحيدة تقريبا من بين شعراء جيل السبعينات التي بقيت تكتب وتنشر مجموعاتها الشعرية ومنها:”تضاريس لوجه غير باريسي”، 1981، و”التهمة” 1984، و”شجر الكلام” (1991م)، و”كيف الحال”(1996م)، و”حديث في السر”(2002م) و”من التي بالمرآة” 2003، و”حجر حائر” 2008، وغيرها من الدواوين، وترجم شعرها إلى الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي في ديوان، أما رشيد بوجدرة فترجم مجموعتها الأخيرة، وبعده اتجهت الأديبة والشاعرة إلى الكتابة السردية وأبدعت عددا من الروايات الجميلة ابتداء من رواية الّذروة” التي صدرت عام 2010.من أهم رواياتها: “الذروة”، 2010، و”نادي الصنوبر”،2012، و”عرش معشق”، 2014، و”حنين بالنعناع” 2015، و”عازب حي المرجان”، 2016، و”قوارير شارع جميلة بوحيرد”، 2018، و”قلب الملاك الآلي”، 2019، و”جلجامش والراقصة” 2021.

تكريم آخر شمل التكريم الأستاذة.لطيفة لخضر وهي من مواليد فيفري 1956 بمدينة جرجيس من ولاية مدنين، أستاذة جامعية مختصة فى التاريخ المعاصر، من أبرز إصداراتها الأدبية كتاب “امرأة اﻹجماع” و “الإسلام الطرقي”. درست بكل من جامعة الزيتونة من 1991 الى 1999 وبكلية العلوم الانسانية والاجتماعية منذ سنة 2000.هذا وقد شغلت منصب وزيرة الثقافة ومنصب نائبة لرئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.، وكانت عضوة مؤسسة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات…
دليلة مفتاحي،تم تكريمها وهي ممثلة ومخرجة مسرحية تونسية، كانت لها عدة مشاركات في عديد من المسلسلات والمسرحيات. كانت تجربة الاحتراف الأولى لدليلة مفتاحي مع الفرقة القارة بجندوبة، كان ذلك عام 1978، ثم انتقلت إلى المسرح الوطني التونسي مع المنصف السويسي، ثم تتالت التجارب مع المسرح العضوي ومع رجاء فرحات في الحمامات والفرقة البلدية، وبعض الشركات الخاصة.

التونسية التي خلدت اسمها في البارالمبياد هي الأخرى نالها شرف التكريم :

روعة التليلي.. التونسية التي خلدت اسمها في البارالمبياد هي الأخرى نالها شرف التكريم ففي مجال اختصاصها حطمت الرياضية التونسية البارلمبية، روعة التليلي، رقما قياسيا عالميا جديدا، بعدما أحرزت الميدالية الذهبية لدفع الجلة (أف 41)، ضمن الألعاب الأولمبية لأصحاب الهمم المقامة في طوكيو، وحققت روعة التليلي رمية قدرها 10.55 متر لتدعم مسيرتها الذهبية في الألعاب، بعدما كانت قد تُوجت بذهبية المسابقة في ثلاث الدورات البارالمبي
أحلام بالحاج (1964- 2023) هي طبيبة نفسيّة لأطفال وأستاذة مساعدة في الطب، معروفة عن نشاطها من أجل الديمقراطية في تونس. عملت مرتين رئيسةً للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومُ
ولدت أحلام بالحاج سنة 1964 في قربة على ساحل البحر المتوسط، في منطقة الرأس الطيب. كانت أثناء مراهقتها تنتمي لفريق ألعاب القوى الوطنية في الوثب الطويل وسباق 100 متر. في عام 1982، انتقلت إلى كلية الطب بتونس. وتابعت دراستها الطبية ثم تخصصت في الطب النفسي للأطفال.
هذا وقد تفاعلت الفقيدة بشكل انسانيّ عميق، بصفتها كرئيسة للجمعيّة التّونسيّة للطّبّ النّفسي للأطفال والمراهقين، مع مبادرة وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ في جوان 2022 بإمضاء اتفاقيّة شراكة بهدف إطلاق مشروع وطنيّ جديد، هو الأول من نوعه في تونس، لتكريس حق الأطفال ذوي طيف التوحد في التمتع بخدمات وبرامج الطفولة المبكرة الدامجة، وغادرتنا في مارس الماضي قبل معاينة باكورة ثمار هذه الاتّفاقية من خلال الإعلان عن أول دليل لدمج الأطفال ذوي طيف التوحّد في رياض الأطفال.

نضالات نسائية متميزة في المجال الحقوقي والسياسي :

كما تم تكريم الراحلة مية الجريبي التي ولدت في 29 جانفي 1960 ببوعرادة. وهي سياسية تونسية و الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي. زاولت مية تعليمها برادس حيث كانت تقطن ثم توجهت إلى كلية العلوم بصفاقس (1979 ـ 1983) و ناضلت في صفوف الإتحاد العام لطلبة تونس. انضمت إلى فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس في أوائل الثمانينات و شاركت أيضا في الجريدة الأسبوعية المستقلة “الرأي” و من ثم “الموقف”.في أوائل الثمانينات، أصبحت عضوا في مجموعة دراسة حول وضع المرأة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد وشاركت في الجمعية التونسية لمكافحة السرطان و اسست كذلك صحبة آخرين جمعية بحوث عن المرأة والتنمية.إثر عودتها إلى تونس سنة 1983، شاركت في تأسيس التجمع الإشتراكي التقدمي مع أحمد نجيب الشابي الذي تغير لاحقا ليصبح اسمه الحزب الديمقراطي التقدمي و انضمت إلى مكتبه السياسي سنة 1986 لتكون بذلك من النساء النادرات بمكتب الحزب.تم انتخابها سنة 2006 على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي خلفا لأحمد نجيب الشابي و أصبحت إثر ذلك أول امرأة تقود حزبا سياسيا في تونس والثانية في المغرب العربي على رأس حزب يتكون أساسا من رجال وفي 23 أكتوبر 2011 تم انتخابها على دائرة بن عروس في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وتوفيت في 19 ماي 2018، بمدينة رادس…

المرأة التّونسيّة دعامة أساسيّة لتأسيس شخصّيّة وطنيّة من أهمّ سماتها المساواة وتكافؤ الفرص:

هذا وخلال التكريم أكّدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن حرص الوزارة على مواصلة تحفيز الباحثات والمبدعات منهنّ في جميع المجالات من خلال إسناد جوائز خاصة لفائدتهنّ على غرار جائزة أفضل بحث علميّ نسائي وجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية التونسية.موضحة أنّ المرأة التّونسيّة كانت عبر جميع مراحل العمر وفي مختلف الحقب الزّمنيّة دعامة أساسيّة لتأسيس شخصّيّة وطنيّة من أهمّ سماتها المساواة وتكافؤ الفرص.مؤكدة أنّ هذا المسار ما فتئ يتعزز عبر التاريخ وصولا إلى تعيين السيدة نجلاء بودن أوّل رئيسة حكومة في العالم العربي تضمّ في تركيبة فريقها نسبة هامّة من النّساء . كما قدمت الوزيرة أبرز الاحصائيّات الوطنيّة الأخيرة التي تبيّن تفوّق الفتيات في كلّ مستويات النجاح والارتقاء المدرسيّ وأهمّية التّعليم في السّياسة التونسيّة ووعي النّساء والفتيات الرّاسخ بقيمة العلم والمعرفة كمصعد اجتماعي من ذلك نسبة 60تمدرس البنات اليوم في تونس التي بلغت 99،8% ، إلى جانب 55% نسبة الحضور النسائي في قطاع البحث العلمي وتصدر التونسيّات المرتبة الأولى ضمن قائمة الإفريقيّـات والعربيّات الرّائدات في مجال البحث العلمي حسب التّصنيف الصّادر عن منظّمة الأمم المتحدة للتّربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للعام 2020.

من جانبها أثنت المديرة العامّة للجامعة المركزيّة السيّدة حباب عجيمي على جهود الوزارة لدعم هذه المبادرات التي تلقي الضوء على نجاحات النساء، مؤكدة أن أهداف الجائزة تتقاطع مع شخصية فاطمة الفهرية ليكون التعليم أساس كل تقدم وازدهار للمجتمعات على مرّ التاريخ
وبدوره استعرض مؤسس برنامج المتوسّط 21، السيد محمد نذير عزيزة فلسفة ومبادئ الجمعية لإبراز إسهامات النساء ونجاحاتها في مختلف المجالات وتكافؤ الفرص بين النساء، مؤكدا أن الجائزة تعمل على دعم المبادرات الهادفة الى مشاركة النساء في مختلف المجالات في ضفتى المتوسط ودعم تكافؤ الفرص بين الجنسين.معبرا عن شكره لمجهودات الوزارة في إضفاء البريق الذي يليق بجائزة فاطمة الفهرية
برنامج ثري ومتنوع شهده فضاء بقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد بصفة موازية لموكب تكريم المتوجات من ذلك وصلات موسيقيّة قدمتها الفنانات درصاف الحمداني وشهرزاد هلال وليلى حجيّج وفقرة شعرية من تقديم الشاعر القدير محمّد الغزّي علاوة على بث ومضات توثيقيّة لفاطمة الفهريّة والمتوجات بالجائزة وتنظيم جولة على شرف الضيوف للمعرض الوطني للطوابع البريديّة “تونسيات 2022”

دورطلائعيّ تضطلع به تونس في محيطها الافريقي والمتوسطي والدولي في نشر قيم المساواة وتكافؤ الفرص:

من جانب آخر أعربت السيّدة ماري لويز بريكا Marie-Louise Preca رئيسة منظّمة أطفال المتوسط وشبكة أورو تشايلد Eurochild والرئيسة السابقة لدولة مالطا عن بالغ تقديرها للتجربة التونسيّة الرائدة في مجال الطفولة وتبنّي حقوقها الكونيّة والدور الطلائعيّ الذي تضطلع به تونس في محيطها الإفريقي والمتوسطي والدولي في نشر قيم المساواة وتكافؤ الفرص وتعزيز الدور الاجتماعيّ للدولة كما أعربت الضيفة عن رغبة منظمة أطفال المتوسط وشبكة أورو تشايلد في إقامة شراكة قويّة وفاعلة مع الوزارة لتنفيذ برامج تعاون ثنائي ومتعدّد الأطراف خدمة لقضايا الطفولة في تونس والمتوسط قصد تمكين الطفل وتعزيز مشاركته والاستفادة من تجربة تونس خاصّة بالنسبة لبرلمان الطفل الذي انطلق منذ 2004، مبيّنة تجربة بلادها في مجانيّة التربية ما قبل المدرسيّة وأثرها على الرفع في مشاركة النساء المالطيّات في الاقتصاد…كان ذلك لدى لدى استقبالها من قبل السيّدة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، وقد استعرضت الوزيرة بالمناسبة أبرز مشاريع الوزارة وبرامجها في مجال الطفولة التي تكرّس الدور الاجتماعي للدولة في الاستثمار في مجال الطفولة بصفة عامة والطفولة المبكرّة بصفة خاصّة على غرار تنفيذ برنامج “الروضة العموميّة” التي استقبلت خلال هذا العام 1700 طفلا في 30 روضة تمت إعادة توظيفها وبرنامج “روضتنا في حومتنا” الذي تم الترفيع في عدد الأطفال المستفيدين إلى عشرين ألف طفل تحقيقا لتكافؤ الفرص في المناطق ذات الأولويّة والحدوديّة والتي تشهد ضعفا في التغطية بالخدمات ما قبل المدرسيّة.

 

 

Loading

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *