بعد عروض لرؤوف ماهر ومرتضى و ” نوردو”…دفع جديد للفنانين الشبان خلال مهرجانات الصائفة الحالية، وصابر الرباعي يبدى تفاؤلا وتشجيعا خلال ندوة صحفية إثر حفله بالحمامات لدعمهم
مهرجانات الصائفة الحالية مثلت فرصة لإعطاء دفع جديد للفنانين الشبان ، من ذلك الفرصة التي منها مهرجان قرطاج الدولي في دورته 57 ،لأصوات واعدة حققت حضورا جماهيريا منقطع النظير وتذاكر نفذت قبل العروض بأيام ومدارج مزدحمة وتفاعل الجمهور الحاضر مع ما تم تقديمه .
هذا النجاح أشارت إليه عديد الشخصيات الفنية والإعلامية من ذلك ما ورد في الندوة الصحفية التي انعقدت مساء أمس إثر عرض صابر الرباعي بمهرجان الحمامات الدولي حيث أبدى تفاؤلا وتشجيعا للفنانين الشباب الذين أثروا سهرات مهرجانات صيفية مشيرا إلى إحتضان مسرح قرطاج لكل من رؤوف ماهر ، مرتضى الفتيتي و مروان الجبالي ” نوردو”…
عرض ” صنديدة ” المتميز لرؤوف ماهر يستقطب جمهورا غفيرا :
وبالعودة إلى عروضهم نلاحظ تميز وخصوصيات السهرات التي تم إحيائها من طرفهم بحضور جماهيري كبير؛ من ذلك فنان من طراز رفيع ، اعتمد هويته التونسية الجنوبية، وميزته اعتزازه بتراثه وتمسكه بجذوره، صفات أكدها رؤوف ماهر في عرضه ” صنديدة ” الذي استقطب جمهورا غفيرا . رؤوف ماهر كانت إطلالته بالبرنس الجنوبي و الشاشية التونسية، تقدمته مجموعته مرتدية كذلك الزي التقليدي الجنوبي، في إطار، حيث تم تزييّن ركح قرطاج بديكور بدوي انطلاقا من ” بيت الشعر ” وصولا الى القفة الجربية و المرقوم ، ورافقته طوال العرض فرق راقصة بملابس تقليدية ، إضافة الى مجموعة إحياء التراث بقصر الخراشفة ببني خداش، كذلك الكورال المتكوّن من المجموعة الصوتية حرايّر تونس بصفاقس،في لوحة فسيفسائية ذات طابع تقليدي محملة بنفحات الجنوب التونسي إمضاء الفنان أنور الشعافي في الإخراج . و قدّم رؤوف ماهر باقة من أجمل الأغاني مع حضور ركحي متميز على امتداد أكثر من ساعتين مبرهنا عن الجدارة باعتلاء الركح وبتعلق الجمهور الذي تفاعل معه، وشاركه الغناء والرقص بإستمرار وملأت الزغاريد أرجاء المسرح كما هزّ صوته القوّي المدارج حينما تغنّى بـالصنديدة متوجها للمرأة وللوطن وللأم وللأخت
ولأن العرض يحمل عنوان ” صنديدة ” أهدى رؤوف ماهر أغنية الى كل التونسيات، وقد زاد في روعة الأغنية اللوحات الراقصة التي رافقتها، والأزياء الموشحة بالعلم التونسي، اضافة الى صعود مجموعة من الفتيات الركح مرتديات لأزياء تعبر عن مهن معينة من الطبيبة الى المحامية وعون الأمن والمعلمة وغيرها من الإختصاصات التي تميزت فيها المرأة التونسية …
كما كرم رؤوف ماهر مجموعة من الفنانين والفنانات الذين رحلوا ،من بينهم فايزة المحرصي، ولطفي جرمانة، ومنيرة حمدي، وفاطمة بوساحة، وقاسم كافي …، وكلمسة وفاء منه لكل هؤلاء الذين غادرونا عرض صورهم وأسمائهم على شاشة عملاقة، حركة نالت كل الاعجاب والتقدير . دون أن ننسى لمسة الوفاء التي أهداها الى روح المطرب والملحن الليبي محمد حسن .
الفنان مرتضى يصف سهرته بليلة الجمهور:
وخلال السهرة المشتركة التي جمعت الفنان التونسي مرتضى الفتيتي والفنان المغربي دوزي ؛ ” ليلة الجمهور ” هكذا وصفها الفنان مرتضى الفتيتي الذي أطل بكامل أناقته مصحوبا بفرقته ومجموعة من الراقصين على درجة عالية من الحرفية والتناسق في الأداء وقد استهل مرتضى الجزء المخصص له من السهرة،على أنغام أغنية “أنا اللي بغيت ” ليؤكد ويثبت منذ الوهلة الأولى شعبيته وجماهيريته، حيث تجاوب معه الجمهور بشكل كبير وردّد معه كلمات الأغنية عن ظهر قلب. كما استقبل مرتضى على الركح فنان الراب سانفرا، الذي صاحبه في أداء أغنية ” شدّة وتزول ” ثم تواصلت سهرة مرتضى التي انتقل فيها من أغنية الى أخرى وقدم خلالها جديده الفني وهو عبارة عن أغنيتين الأولى” بورا بورا ” والثانية “ما علاباليش ” ومن ريبرتواره غنى الفتيتي ” 2000 كتاب “، وأغنية ” رايدة ” التي تجاوزت 20 مليون مشاهدة على قناته باليوتيوب، قبل أن يطلب من الجمهور انارة هواتفهم الجوالة على موسيقى ” آه يا ليل “…
فعلا أثبت مرتضى الفتيتي جدارته باعتلاء ركح مهرجان قرطاج الدولي وأنه فنان من طراز رفيع صنع لنفسه هوية فنية ، مثبتا أن للشباب مكانا على ركح قرطاج لو توفرت فيهم العزيمة والإصرار والاجتهاد وحبّ الفنّ والتجديد…
نوردو يقدم عملا فنيا متكاملا يجمع بين الموسيقى والغناء و الكوريغرافيا:
فنان آخر أثبت جدارته لإحياء سهرات متميزة في مجال اختصاصه الفني مروان الجبالي المعروف باسم ” نوردو “مغنّي وهوممثل وملحن وراقص أيضا، تلك هي الصفات التي اكتشفها جمهور الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي، الذي حضر السهرة بأعداد غفيرة حواليْ ساعتيْن، وتألف من مجموعة من الأغاني الخاصة بهذا الفنان الشاب الصاعد الذي اشتهر بأدائه الغنائي المتميّز، ولم يتوقف عند أسلوب موسيقي واحد، بل واظب على تطوير أدائه الغنائي وتنويعه، وهي أغان تصنّف ضمن نمط الأفرو بوب (الموسيقى الشعبية الإفريقية).موظفا طاقاته الصوتية والموسيقية، ليقدّم عملا فنيا متكاملا يجمع بين الموسيقى والغناء و الكوريغرافيا. كما توفّرت فيه جميع مقوّمات العرض المتكامل أبرزها العناصر السينوغرافيا. وصاحبته في هذا العمل مجموعة موسيقية تضمُ عازفين على الكمنجة والقيتار والباص والباتري إلى جانب آلات إيقاعية، بالإضافة إلى مجموعة من الراقصين عبّروا من خلال لوحاتهم الكوريغرافية عن مضمون الأغاني التي تنتصر للقيم الإنسانية الكونية السامية كالحرية والعدالة.كما تميز العرض بمؤثرات بصريّة وجمالية بدت متناسقة مع الموسيقى المقدّمة. وقد أدّى رفقة جمهوره “عربوش ” التي استهل بها الحفل واختتمه بها، إلى جانب باقة مختارة من أغانيه التي لاقت صدى جماهيريا واسعا على الأنترنت منها بالخصوص ” غريبة ” و “أنا والليل ” و “في الامان ” ودارو بينا ” و “ليّام ” و “يا دنيا “…هذا وقد بلغ إيقاع الحفل الذروة مع أغاني ” لا ماما ” و “شوك العديان ” و “عايش ليلي “. وتواصل العرض بنفس الحماس من البداية إلى النهاية، وسط نجاح جماهيري منقطع النظير ، ولعل هذه الأجواء هي التي جمعت الفنانين الشباب لتمكينهم من فرصة المشاركة في المهرجانات الدولية تمكنهم تدريجيا للعالمية والتعريف ونشر التراث الموسيقي التونسي الأصيل .
وخلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة، علّق نوردو على حفله في مهرجان قرطاج الدولي بالقول إن هذا الصعود على ركح المسرح الروماني بقرطاج لا يعني أن حلمه قد تحقق، ” بل يظلّ الحلم مستمرّا لاعتلاء هذا الركح ومصافحة الجمهور بأغانٍ أكثر نجاحا “.وأضاف إنه توقّع حضورا جماهيريا كبيرا للعرض لكن ليس إلى حدّ امتلاء جميع المقاعد واكتظاظ المدرّجات على آخرها.
ونفى نوردو في ختام الندوة الصحفية أيّ صلة لمهرجان قرطاج الدولي بالعطب الفني الذي طرأ على الصوت وجهاز المايكرفون خلال العرض، موضّحا أن مسؤولية العطب محمولة على عاتق الفريق التقني المرافق له.
وكانت تجربة المغني نوردو انطلقت سنة 2006 مع المجموعة التي حمل اسمها لاحقا. ورغم حلّ المجموعة ظل نوردو متمسكا بأحلامه الفنيّة. وفي سنة 2010 أدّى مع بلطي أغنية ” زوفري ” التي تعرضت ألى القرصنة، ورغم ذلك واصل مشواره فتعددت تجاربه وتنوعت. وكانت 2020 سنة فارقة في مسيرته، حيث حقّق نجاحا باهرا على الساحة الفنية بفضل أغنيته ” يا دنيا ” التي حصدت أكثر من 105 مليون مشاهدة و “عربوش التي شاهدها 187 مليون شخصا على يوتيوب.