إفتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس في الدورة الخامسة يكرم أطفال غزة
افتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس في الدورة الخامسة: يكرم أطفال غزة
افتتحت مساء السبت 03 فيفري 2024 بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس العاصمة الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، بحضور جماهير غفيرة ملأت ساحات مدينة الثقافة، ويتواصل المهرجان من 03 إلـى 10 فيفري 2024 وقد احتضن الفضاء الخارجي عروضا مخصصة للأطفال للعرائسي عياد بن معاقل، وعرضا موسيقيا لفنان الطفولة سامي دربز وعروضا تنشيطية مختلفة أبرزها عروض الدمى العملاقة التي جلبت إليها الأنظار واستوقفت الأطفال والعائلات أمام المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة الشاذلي القليبي وعرائس أخرى مختلفة الأحجام والألوان قد صنعتها أنامل مبدعين من مواد مختلفة: عرائس الخيط وعرائس قُدّت من الحلوى تشتهر بها جهة الوطن القبلي وعرائس من الطين صنعتها حرائر مدينة سجنان بولاية بنزرت، إلى جانب عرائس صُنعت من الورق والقماش زينت البهو الرئيسي لمدينة الثقافة واستهوت الأطفال للتسلّي بها. وهكذا كانت مميّزات الحفل الافتتاحي للدورة الخامسة من أيام قرطاج لفنون العرائس، وهي دورة انطلقت مساء السبت وتتواصل أشغالها إلى يوم 10 فيفري الحالي تحت شعار “ماريونات فن وحياة”. وتحمل اسم الفنان العرائسي الفقيد الأسعد محواشي (1960 – 2023). وقد تميّز اليوم الافتتاحي أيضا بتنظيم عروض تنشيطية متنوعة لفائدة الأطفال، فرسمت الابتسامة على محياهم ونثرت بينهم مشاعر الفرح والمرح، وهو موعد سنوي قار حافظت عليه أيام قرطاج لفنون العرائس منذ تأسيسها سنة 2018، إذ تحولت معه أروقة مدينة الثقافة إلى فضاء للاكتشاف ولقاء العارضين من فنانين وحرفيين مع جمهور من مختلف الأعمار توافد لاكتشاف عالم الماريونات وأعمال عرائسيين مبدعين من كل أنحاء العالم. كما اطّلع زوّار المعرض على ورشات حية في صنع الدمى. وتسجل هذه الدورة مشاركة حوالي 100 فنان عرائسي من 19 بلدا على رأسها ايطاليا ضيف شرف الدورة، إلى جانب دول أخرى هي تونس والعراق وسوريا والكويت والإمارات والسعودية واسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا واليونان وتشيكيا والمملكة المتحدة والنمسا والمجر وهولندا والبرتغال والبرازيل. ويقدّم المشاركون ما يناهز 55 عرضا عرائسيا منها مجموعة من العروض الموجهة لفائدة الكهول. وكانت عقدت إدارة أيام قرطاج لفنون العرائس ندوة صحفية، يوم الخميس غرة فيفري 2024 بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، كشفت خلالها عن محتوى هذه الدورة الخامسة. وقد أكدت مديرة الدورة السيدة منية المسعدي، وهي أيضا مديرة المركز الوطني لفن العرائس المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان، أن اختيار إيطاليا ضيف شرف، يعود إلى عراقة هذا البلد الأوروبي المجاور في مسرح العرائس وريادته في هذا المجال. وقالت إن هذه الدورة ستخرج من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الفضاءات بالعاصمة منها قاعة الفن الرابع ودار المسرحي (باردو) وقرية « س.و.س » قمرت. كما ستزور عروض المهرجان منطقة قلعة الأندلس التابعة لولاية أريانة إلى جانب مدينتيْ سليانة والقيروان وذلك في إطار دعم اللامركزية الثقافية. وفي حدود الساعة السادسة والنصف مساء، وفي ربط مباشر مع التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية انطلق الافتتاح الرسمي للمهرجان ونشطته عضو الهيئة المديرة لأيام قرطاج لفنون العرائس شاكرة الرماح، وقد استهل العرض بالنشيدين الرسميين التونسي والفلسطيني بحضور مجموعة من الأطفال يرتدون الزي العسكري ويحملون الأعلام التونسية، وافتتحت مديرة الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس السيدة منية عبيد المسعدي التظاهرة ملقية الكلمة الرسمية للمهرجان . وتفاعل معها الجمهور الحاضر بكثافة في مسرح الجهات بمدينة الثقافة، وقالت في مستهلها السيدة منية عبيد: “اليوم في افتتاح هذه الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس، تجمّع مئات الأطفال التونسيين حاملين الأعلام التونسية والفلسطينية، ومحرّكين إياها في وقفة تضامنية مع أطفال غزة والضفة الغربية، رافعين شعار “لا للإبادة الجماعية ولا لقتل الأطفال الأبرياء”.. اليوم أطفالنا وشعوبنا ليسوا عرائس ودمى تحرّكها أياد غادرة.. إلى أرواح الشهداء والمقاومة في غزة وفلسطين الأبية لكم من أطفال ورجال ونساء تونس ألف تحية.. إلى روح فقيد أيام قرطاج لفنون العرائس والمركز الوطني لفن العرائس، المرحوم الأسعد المحواشي مازلت حيا فينا وبيننا، بأعمالك وعرائسك مازلت المعلم الذي فارقنا وهو في أوج عطائه.. لروحك السلام سي لسعد هذه دورتك وهذا مهرجانك.” وأبرزت السيدة منية المسعدي أن المهرجان يواصل الحفاظ على شعاره الرسمي والرمزي “ماريونات فن وحياة” وقالت إن الدورة الخامسة فيها دعوة صارخة للحياة، ورحبت بضيف شرف المهرجان دولة إيطاليا في هذا العرس القرطاجني الذي ولد كبيرا وسيظل كبيرا لكونه الوحيد والأول من نوعه في العالم العربي وفي إفريقيا. وشهد فضاء مدينة الثقافة بالعاصمة إقبالا كبيرا للجمهور حيث غصت المدينة بالأولياء مصطحبين أبناءهم، لحضور مختلف فقرات حفل الافتتاح حيث تواصل لأكثر من خمس ساعات فتنوعت العروض الخارجية الموجهة للأطفال وكان مسك الختام مع عرض “لقاء” للفقيد الأسعد المحواشي، بعد ما قدم من عروض قياسية رائعة أبهرت الحضور الغفير. وجدير بالذكر أن حفل الافتتاح تضمن عروضا من تونس ومن ثلاثة عرائسيين حركت خلالها عروس الفلسطينية التي عرفت بأدائها للأغنية التراثية الفلسطينية “شدوا بعضكم يا أهل فلسطين” ومن بلدان أوروبية ألمانيا، و إسبانيا، والمجر. ونال حفل افتتاح أيام قرطاج لفنون العرائس إعجاب الحضور من تونس ومن ضيوف المهرجان من 17 بلدا وعبر الجميع عن إعجابه بالافتتاح الذي اعتبر أن يليق بأيام قرطاج لفنون العرائس.مدينة الثقافة. وفي في مسرح الجهات بمدينة الثقافة، أُقيم حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة بحضور وفود الدول المشاركة من فنانين عرائسيين وممثلي البعثات الديبلوماسية والقنصلية لهذه الدول وهي إيطاليا ضيف الشرف والعراق وسوريا والكويت والإمارات والسعودية واسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا واليونان وتشيكيا والمملكة المتحدة والنمسا والمجر وهولندا والبرتغال والبرازيل، إلى جانب تونس. وبعد الاستماع إلى أنغام النشيديْن الوطنييْن التونسي والفلسطيني رافقهما تجمّع مئات الأطفال حاملين الرايتيْن التونسية والفلسطينيّة كتأكيد على وقوف تونس الثابت مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ألقت مديرة المهرجان منية المسعدي، وهي أيضا مديرة المركز الوطني لفن العرائس المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان، كلمة بالمناسبة أكدت من خلالها على أن هذه الدورة الخامسة من أيام قرطاج لفنون العرائس تحمل رسائل المقاومة والصمود لدعم الفلسطينيين وأطفال فلسطين. وقالت إن معلّقة الدورة يكسوها اللون البنفسجي للتعبير عن الأمل والخيال والإبداع الحر، ويتوسّط المعلّقة الشخصية الرئيسية وهي عروسة خيط منحوتة من الخشب بشعر مجعد وابتسامة واسعة، تذكيرًا بالطفل الشهيد في غزة “يوسف”، الذي لازالت أمه تبحث عنه وتنادي “يوسف .. أبيضاني وشعره كيرلي أشقر حلو ؟”والذي اغتاله العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. وهذه العروسة تحرك خيوطها طيور الحمام البيض كرموز للسلام. وأفادت المسعدي أن حضور إيطاليا ضيف شرف المهرجان “دليل على أهمية الشراكة والتبادل الثقافي بين البلدين وتقديرا للتجربة الإيطالية الرائدة في مجال فنون العرائس وتثمينا للروابط الثقافية والتاريخية بين تونس وإيطاليا”. وكرّمت الهيئة المديرة للمهرجان الفنان المسرحي الفقيد الأسعد محواشي، وكذلك الكاتب والمؤلف والرسام المنصف الكاتب. وقد تمّ بالمناسبة استعراض المسيرة الإبداعية الزاخرة لهذيْن المكرّميْن وأعمالهما الموجهة للطفل. وتسجل هذه الدورة مشاركة حوالي 100 فنان عرائسي من 19 بلدا. ويقدّم المشاركون ما يناهز 55 عرضا عرائسيا منها مجموعة من العروض الموجهة لفائدة الكهول. وتسجّل تونس حضورها بتسعة أعمال هي “جلجامش” لعلي الناصر و”عصفور الجنة” لعياد بن معاقل و”عطر الفنون” لمحمد الصحبي بن حسين و”أصدقاء البحر” لجلال حمودي و”السحابة المفقودة” لحسام العابد و”لحن تاتو” لمحمد بن صالح العوادي و”لقاء” للفقيد الأسعد محواشي و”فيل – بوك” لحافظ خليفة و”الفراشة البيضاء” لوليد الخضراوي. وتقدم إيطاليا، الدولة ضيف الشرف، بدورها ثلاثة عروض موجهة لجميع الأعمار هي “طفولة أورلاندو” و”بينوكيو” و”الطهي بالأقدام”. كما تمّت برمجة 10 ورشات وثلاث “ماستر كلاس” لفائدة الطلبة المختصين في فنون العرائس والهواة. وتتمحور أشغال الورشات حول “صنع العرائس من بقايا النخلة” و”تصميم وصنع عرائس الطاولة” و”مسرح خيال الظل” و”عروسة القفاز للأطفال” و”عرائس الفم المتحرك” و”عروسة الفم المتحرك بتقنية اللولب” وغيرها وتتواصل العروض إلى يوم 10 من الشهر الحالي.