كلمة وزير النقل خلال افتتاحه فعاليات سنة ثقافة امن الطيران المدني تونس2024
كلمة وزير النّقل، السيد ربيع المجيدي
في افتتاح فعاليات ” سنة ثقافة أمن الطيران المدني تونس 2024”
تونس، في 19 فيفري 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني أن أرحّب بكم جميعا في هذا اليوم الذي خصّص لتنظيم هذه الفعالية الهامة تحت شعار “سنة ثقافة أمن الطيران المدني تونس 2024”, وذلك بالتعاون بين وزارة النقل بتونس ووزارة النقل بالمملكة المتحدة، وهو ما يأصّل تقاليد العمل المشترك بين البلدين الصديقين، من أجل تعزيز أمن الطيران المدني والسعي المتواصل إلى مزيد التحسيس بأهمية دعم الفاعلين والعاملين في هذا المجال، خاصة بالمطارات التونسية، في إطار استراتيجية شاملة تراعي خصوصية هذا القطاع، وتأخد بعين الإعتبار التطوّر التكنولوجي والإبتكار والتجديد الحاصل خلال السنوات الأخيرة.
إنّ ثقافة أمن الطيران المدني لدينا، تتأسس على مقوّمين أساسيين: أولا إمتداد قطاع الطيران المدني إلى مجالات حيوية مختلفة، وارتباطه الوثيق بتطوير مؤشرات التنمية وبالحفاظ على الأرواح والممتلكات، الأمر الذي يستوجب الوعي المشترك والتحلّي بالجاهزية واكتساب القدرة على معالجة التحديات التي سبق أن تعرّض لها الطيران المدني، ولازال، في ظل التهديدات والمخاطر. وهنا أودّ أن أحيي كافة العاملين بمجال الطيران المدني في تونس، فهم مفخرة ومشهود لهم بالكفاءة والخبرة، وطنيا ودوليا، وبفضلهم بقيت تونس وجهة آمنة.
أمّا المقوّم الثاني فهو تاريخ تونس المبكر في مجال الطيران المدني، واسمحوا لي أن أذكّر بأنّه بتاريخ سنة 1913 حطّت أوّل طائرة ببلادنا قادمة من أوروبا وبذلك تكون تونس أول بلد إفريقي وصلته رحلة جوية واستقبل رحلات منتظمة، كما أنّ تونس بعثت أوّل شركة طيران لها منذ النصف الأول من القرن الماضي وتحديدا سنة 1948 وهي شركة الخطوط الجوية التونسية، أي بعد سنة واحدة فقط، من دخول اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي حيز التنفيذ، بالإضافة إلى بعث مدرسة الطيران المدني ببرج العامري منذ سنة 1958 ، كذلك كيف لنا أن ننسى السيدة علياء المنشاري ابنة الخطوط الجوية التونسية وهي اول امرأة عربية وافريقية تقود الطائرة .
حضرات السادة الوزراء
سعادة سفيرة المملكة المتحدة بتونس
السيدات والسادة الحضور
إنّ حماية الطيران المدني من أفعال التدخّل غير المشروع مسؤولية مشتركة بين مختلف الهياكل الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية تماشيا مع القواعد القياسية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي التي تدعم المبادرات الهادفة إلى نشر ثقافة أمن الطيران المدني وفقا للخطة العالمية لأمن الطيران التي اعتمدتها المنظمة منذ سنة 2017 والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق الهدف الأساسي المتمثّل في توحيد مجتمع أمن الطيران ودفعه إلى العمل في هذا الإتجاه سعيا إلى تحقيق النتائج الأساسية التالية:
تعزيز الوعي بالمخاطر والتصدّي لها،
توفير الثقافة الأمنية والقدرات البشريّة،
تحسين الموارد التكنولوجية والإبتكار،
تحسين الرقابة وضمان الجودة،
تعزيز التعاون والدعم.
وفي هذا السياق لا يفوتني أن أستعرض، برامج الوزارة ضمن الرؤية الإستراتيجية لقطاع النقل واللوجستية في أفق 2040، والرامية إلى تركيز منظومة طيران مدني شاملة الأبعاد من حيث الفاعلية وجاهزية البنية التحتية، ومراجعة مجلة الطيران المدني لجعلها أكثر ملاءمة مع متطلبات قطاع الطيران المدني على الصعيد الدولي، بما يوفّر كل الظروف الملائمة لتسيير هذه المرافق باعتبار بعدها السيادي في كنف الأمن والسلامـة، وبما يراعى جميع المتطلّبات الوطنية والمستجدات الدولية والقواعد القياسية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي
وأودّ أن أذكّر في هذا الخصوص، بالتوصيات المنبثقة عن الاجتماع السادس عشر للجنة الوطنية لأمن الطيران المدني، والمتعلقة بتوفير بيئة عمل عصرية تشتمل على كل الظروف الملائمة لكافة العاملين في مجال أمن وسلامة المطارات حتى تؤدّى مهامهم على الوجه الأكمل وبالأريحية المستوجبة ضمانا للنتائج المرجوّة، وبما يتماشى وسياق التهديدات والمخاطر التي يواجهها قطاع الطيران المدني.
كما كنا دعونا خلال هذا الإجتماع إلى اعتماد أساليب تصرّف جديدة ومتطورة وتمكّنه من انجاز الإستثمارات والمشاريع ذات الصلة بالطيران المدني والملاحة الجوية وتمكّن بلادنا من احترام التعهدات والإتفاقيات الدولية المبرمة في الغرض، هذا مع تركيز ميثاق الصحة والأمن والسلامة والمحافظة على البيئة وفقا للمعايير الدولية المعتمدة. وتدعيم العنصر البشري القادر على التحكم في التكنولوجيات الحديثة وعلى التجاوب الفوري والتدخّل الناجع والإستشراف بناء على التشخيص والتقييم والمراجعة الدورية لمختلف المسائل الفنية، فضلا عن تطوير آليات تبادل أفضل الخبرات والتجارب مع الشركاء الإقليميّين.
حضرات السادة الوزراء
سعادة سفيرة المملكة المتحدة بتونس
السيدات والسادة الحضور
أجدّد حرصي على أهمية التعاون المشترك بين جميع الهياكل الوطنية ومؤسسات النقل الجوّي وكافة المتدخلين بالمطارات الوطنية بما يزيد من دعم تونس كوجهة سياحية واستثمارية وتعليمية آمنة، مع التأكيد في هذا السياق على أهميّة الرّفع من مستوى التعاون بين وزارة النقل بتونس ووزارة النقل بالمملكة المتحدة بصفتها تجربة رائدة في المجال من أجل تعزيز حماية النقل الجوّي بين البلدين من خلال دعم آليات نشر ثقافة أمن الطيران المدني باعتبار أن الأمن مسؤولية إنسانية لا تستثني أحدا، وهو ما يتطلب تضامنا كونيا لتمكين كل الدّول خاصة منها الأقل نماء من اكتساب الإمكانيات الضرورية للقدرة على الإنخراط في مسار الرفع من مستوى الوعي وثقافة أمن الطيران المدني حيث لا يمكن أن ننسى أن النقل الجوي هو في حدّ ذاته آلية من آليات التقارب بين الشعوب والدول والحدّ من الفجوات والفوارق.
تغطية ومتابعة عبدالستار الهرمي