“العطور والذكاء الاصطناعي: كيف تساعد الأبحاث العصبية والتكنولوجيا في صنع الروائح المثالية”
صناعة العطور، هذا الفن القديم الذي يعود إلى اليونان القديمة، قد شهد تحولًا كبيرًا في العصر الحديث. بدلاً من الاعتماد على المكونات التقليدية فحسب، أصبح صانعو العطور يلجؤون الآن إلى الذكاء الاصطناعي.
يتيح الذكاء الاصطناعي اليوم تصميم العطور لإثارة استجابات عاطفية محددة باستخدام ما يعرف بالروائح العصبية، وهي روائح يتم قياس تأثيرها على الأشخاص باستخدام البيانات الحيوية لإثارة مشاعر إيجابية مثل الهدوء، والنشوة، والاسترخاء.
باستخدام مكونات الروائح العصبية، يمكن للمبدعين في هذا المجال تطوير تركيبات مبتكرة تستند إلى دراسات الدماغ والاستجابة للعطور. هوغو فيريرا، باحث في معهد الفيزياء الحيوية والهندسة الطبية الحيوية في لشبونة، يقوم برسم خرائط لنشاط الدماغ واستجابته للعطور بهدف بناء قاعدة بيانات لخلايا الأعصاب. يؤكد فيريرا أن حاسة الشم هي حاسة متعددة التأثيرات تستند إلى أكثر من 400 عائلة جينية مختلفة لمستقبلات الشم، مما يسمح بإثارة مشاعر وذكريات متنوعة.
من الجدير بالذكر أن شركات التجميل وعلامات المستحضرات الجمالية بدأت تستثمر في الأبحاث والتكنولوجيا العصبية بهدف تحسين تصميم الروائح. فقد أبرمت لوريال شراكة مع شركة Emotiv لاستخدام تكنولوجيا تسمح للمتسوقين بمساعدة في اختيار الروائح. وتستخدم بويج تقنيات العطور الخوارزمية لتصنيع عطور فريدة تلبي توقعات العملاء.
فيما يخص صانعي العطور المتخصصين، يبتكرون تركيبات مخصصة للغاية تتناسب مع أذواق العملاء. يشير البعض إلى أن عالم العطور الشخصية يتيح للمستهلكين اكتشاف رائحة فريدة وشخصية.
بالرغم من التقدم في هذا المجال، يظل للرائحة سحرها الخاص وجاذبيتها. يشير البعض إلى أن تجربة اكتشاف عطر جديد عن طريق الصدفة تعد لحظة نادرة تستحق التجربة.
باختصار، الذكاء الاصطناعي والأبحاث العصبية تساهم في تطوير عالم العطور وتمكن صانعي العطور من تصميم روائح تثير مشاعر محددة بشكل مبتكر وفعال. هذه التطورات تعكس التزام الصناعة بتحسين تجربة المستهلك وتقديم منتجات تلبي توقعاته بشكل دقيق.