الكاتبة و الشاعرة الشابة أمل السبيعي تكتب : ” صورة و مرآة”
تأخذنا مسافات التفكير إلى طرق لا وضوح فيها هو حالنا حين تتركنا الأقدار على مشارف الحنين. في هذا الحجر الصحي نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد؛ تعلمنا العديد من الأشياء و راجعنا الكثير من العلاقات خوفا من الفقدان تارة و تحسبا للإنسحاب بأقل الأضرار طورا. قد تكون هذه فلسفة في زمن التيه و اللا رؤية حقيقية فكلها أضغاث تفكير.
ومن هنا يبدأ طرح موضوع فك التعلق و الصمت الرهيب؛ وهو من أكثر المواضيع عمقا في حياة العلاقات البشر ية بمختلف أطيافها و رمزياتها. قد يراودنا إحساس بالضياع. ما نلبث أن نداريه حتى لا نهزم أمامهم و تسقط الروح في متاهات الوجود. ولكن كن قويا حتى تهزم كل من حارب فيك الحلم و قدم حجج الوهم على طبق ذهبي. عاملهم باحترام حتى لا تفقد احترامك لذاتك و توازن روحك مع محيطك. و لا تتعلق بالحزن المفروض عليك و لا تترك حلما فيك كبر و شب على التحدي و المواجهة. أترك مسافة الأمان الفكري بينك و بينهم حتى لا تكون المشتبه الأول في عملية الإنسحاب من حياة من يريدون لك الغياب عن ذاتك و الإنسحاب منها. فكل العلاقات البشرية مبنية على أخذ و عطاء. و لذلك لا تعطي منك الكثير حتى لا تستنفذ ما بقى لك من عطاء نفسي و فكري و روحي. عامل من يكنون لك حب التملك و السيطرة بمفهوم مسافة الأمان توقيا من التصادم الفكري العقيم و دوامة الإحباط الراغبين في وضعك فيها؛ لذلك يكون فك التعلق بالتعلق بذاتك أكثر و تقوية العزيمة فيها للإستمرار و التقدم. و الصمت الرهيب هو في حد ذاته ردع لكل الموجات السلبية التي تعتريك تجاه موقف، كلمة أو حتى شخص بعينه. لا تجادل من لا يقوى على مجادلتك بطريقة بناءة تزيد فيك حالة الوعي و تغيرك للأفضل و تزيد من حب النجاح فيك. رهبة الصمت في نضجه ففي الغالب هو رد و جواب لكل موقف أو كلمة هدامة تستأصل الحلم و الأمل فيك.
احمي نفسك بنفسك فنحن في حاجة إلى تغيير رائع و حلم و أمل نابع من ذواتنا فالحياة مرآة في حد ذاتها و نحن حراس تلك المرآة لنحفط الحقيقة و العمق و الجوهر حتى تكون أرواحنا أجمل. (أمل السبيعي)