عائلة الوشتاتي … تستحق الدعم و الإهتمام ( 4 في العائلة حاملين لإعاقة )

شارك اصدقائك الفايسبوكيين
عميق هو ذلك الشعور بالانتماء إلى وطن أنت امتداد له وهو امتداد لهواجسك ولاحلامك، وطن يؤويك ويحتويك ولا يتركك وحيدا على قارعة الانتظار، وطن يعانق كرامتك وحريتك ويربّت على آمالك.
وكم هو موجع أن تحيا بين ثنايا وطن تلاحق فيه حقوقها ولا تلامسها ولا ذنب لك سوى أن الأقدار شاءت أن تلد حاملا لإعاقة في بلد مازلت فيه حقوق ذوي الإعاقة لم تبارح مكانها وإن لم تتوقف النضالات من أجلها.
وإذا كنت من العائلات محدودة الدخل، تلك التي تعجر أحيانا عن توفير قوت يومها فإن معانتها تتعمّق بحضور طفل من ذوي الإعاقة، ما بالك لو تعلّق الأمر بأربعة أطفال ولدين وبنتين يحملون نفس الإعاقة.
هي عائلة الوشتاتي التي لم ينفك أفرادها ينادون بتخصيص منح لهم تضمن لهم العيش الكريم وسط التغييرات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وفق حديث راضية الوشتاتي التي لم يخل صوتها من نبرات الأمل وهي تتحدّث عن عائلتها المبتسمة على الدوام رغم قساوة الواقع وسوداويته.
أم وأب في مواجهة يوميّ المتغيّر فيه يغزو الثابت، يرمقان أبناؤهما الأربع وقد تركت السنين آثارها على ملامحهم حتى بلغ أكبرهم سنته الخامسة والاربعسن وصغراهم  الرابعة والثلاثين والوضع على حاله لا يتغيّر.
مائة وثمانون دينارا، لو كتب بالارقام لكان وقعها أشد على النفس، هي كل “ثروة” العائلة التي منت بها عليهم الدولة شهريا منها قوتهم وعلاجهم ولا مجال هنا للحديث عن كماليات فحتّى الكراسي المتحرّكة يجود بها بعض المواطنين.
واليوم لا تطلب هذه العائلة شيئا سوى منح تساعدهم في مقارعة الحياة وتضمن لهم كرامتهم وهم لا ينفكون يوجهون النداءات ويرسلون الملفات لوزارة الشؤون الاجتماعية ولا يحضون بإجابة.
محاولات متكررة من أجل الحق في الحياة بكرامة وبحد أدنى من الضروريات، ولكن راضية الوشتاتي لم تيأس ومازالت تصدح بمطالبها ومازالت صوتا لأخويها واختها في انتظار نظرة ودّ من الدولة.
وهي تتحدّث عن وضعياتها وإخوتها وعن حرمانهم من التعليم وعن مجهوداتهم الخاصة للتعلّم، تتواتر في ذهنك صور وكلمات كثيرة  وتختلط كل المفاهيم وتنهمر الأسئلة دون انقطاع ولكنّك ترتب أفكارك على إيقاع إصرار راضية الوشتاتي وتمسّكها وأخواتها بطلب منحة تعينهم.
يسرى شيخاوي 
جريدة حقائق أون لاين

Loading