حكايات ناس بكري :القلب المشوم محروم…..
[ditty_news_ticker id="9266"]
يحكيو على راجل تزوج بنت عمو وجاب منها ولد سماه محمد….لكن المرا مرضت وتوفات ع النفاس بعيد الشر…. ولى خذا مرا اخرى …. جابت حتى هي طفل وسماوه حمد ….. لكن من اقدار الله يمرض البو ويموت و قعدوا الطفل والربيب في كفالة المرا …..
كبروا محمد وحمد ….وكانوا يحبوا بعضهم برشة…. وكانوا عمال يكبروا عمال يوليو يشبهوا لبعضهم أكثر وأكثر….و ولات ام حمد تحير بيناتهم …. وكانت ديما تحب تود ولدها بالحويجة البنينة اللحيمة الكبيرة والفرش المرتاح والمخدة الباهية …لكنها ما تنجمش تفرزهم من بعضهم …وزيد الاخوة فاهمين زورها وما يحبوش يبلولها ريقها …. تنادي يا حمد …يجاوبوها الاثنين ….تولي تسكت على روحها….ايا جاتها فكرة …. ولات قبل ما تنادي على حمد ولدها تعمل روحها داخت والا ترهوجت وباش تطيح ….يجي حمد يجري باش يشدها (اما محمد يقعد يخزر لها وما تتحركلو حتى شعرة خاطر فاهم كمباصها مليح )… وقتها تعرف اللي هو ولد كرشها … تحطلو اللحيمة الكبيرة قدامو …. لكن حمد يدور القصعة ويحطها قدام خوه محمد ويقعدوا يضحكوا عليها …..
تعدات سنين على هاك الحال والمرا زايدة في مكرها وحيلتها ….حتى فد محمد وكره البلاصة وقال لخوه ” انا ماعندي ما مقعدني في ه البلاد …لا ام حنينة ولا بو ….انت خويا وعزيز عليا لكن انت وراك ام تحن عليك ومهما نعمل مستحيل تحبني وتحسبني وليدها… خليني نمشي نلوج على رزقي في بلاد أخرى وانت ربي يونسك بامك….
وقبل ما يرحل خذا عرف والكلمة وغرسو قدام الدار وقال لخوه كان ريت العود أخضر معناها راني لاباس….وكان شفتو بدأ يشيح اعرف راني في محنة
ودع خوه وهز فرس وخمسة كلاب سلوقي متاعو ومشى….هايم على وجهو …. وفي ثنيتو تعدى على قداش من دوار شايح لايح….لا شجر لا ثمر…. يهز يديه ويبدأ يدعي بالمطر والرحمة للعباد والحيوانات والشجر….واممالي الدوار يقولوا امين…. ويوعدوه لوكان ربي يسمع منو ويستجيب لدعوة الغريب الا ما يعطيوه حويجة من كل رزيق …. يشكرهم محمد ويقصد ربي و يكمل ثنيتو….
بعد الدوار السادس وصل لدوار آخر امماليه حاطين قصاع كسكسي مزينة باللحم والعظم وبراشن تصيح في رأس الجبل …..وقاعدين قدام ديارهم حاطين اليد ع الخد …عزيهم يقبلوا العزاء حاشا السامعين….
قاللهم “السلام عليكم….ان شاء الله خير….شبيكم؟؟”
قالولو اللي ثمة عفريت بسبعة روس ساكن في رأس الجبل ومسكر عين الماء اللي تسقي الدوار متاعهم وقداش من دوار آخر في البلاد…. ولازم ليلة اللي تبان القمرة كاملة في السماء يقدمولو قربان : ماكلة باللحم و راس غنم وطفلة من بناتهم ياكلهم باش يعطيهم الامان وما يهبطلهمش لوطى…. و الليلة هذيكة القرعة جات على بنت شيخ القبيلة ….بنية صغيرة و مزيانة وفرد كعبة عند والديها…. غلى الدم في عروق محمد وما طاقش الغلب ….. خرج سيفو وهز كلابو وطلع للجبل يخلص الناس من ه الآفة قاتل والا مقتول….
كي وصل لقى غار وقدامو القرابين وفي وسطو الطفلة مكتفة….فكلها رباطها وخرجها البرا …وقعد يستنى في العفريت وقتاش يرجع لغارو ….. بعد مشوار يسمع في حسو جاي ….تخبالو وراء حجرة كبيرة فوق الغار ….هو قرب وهو زرزحها ودزها طاحت فوق رأس العفريت فشختهولو طروف طروف …..واطرشق الماء من تحت الحجرة وهبط ملون بدم العفريت…. هبط محمد الطفلة لأهل القبيلة … هللوا وكبروا وباسولو رأسو ورحمولو على والديه ….وشيخ القبيلة فرح بيه وكرمو وعرض عليه الزواج ببنتو جزاء لشجاعتو وقوتو…. وولى الفرح فرحين والسهرية سهريتين ….وتعداو سبعة ايامات بلياليها والناس تحتفل بالفرج والروى وعرس بنت الشيخ….
تزوج محمد وعاش عيشة الأعيان ….وكان مغروم بالمصيد ….كل عشية يهز مقرونو و كلابو ويركب فرسو ويمشي للجبل وما يروح كان مع المغارب…. حتى نهار ناداه الشيخ وقاللو” الأرض الكلها على ذمتك الا الغابة اللي مقابلة سانية الزيتون….رد بالك تدخلها راهو اللي داخلها مفقود…. “
سمع محمد الكلام وماعطاهش اهتمام ….وعشية مالعشيات اتفقلو يدخل الغابة هذيكة بالذات ويفهم سرها….ومن نهارتها ماعاودش ظهر….بكات مرتو وتشوات ونسيبو فركس عليه في كل مكان حتى يئس وعرف باللي كلاتو الغابة المسحورة ….
اما حمد فكان كل يوم يطل على هاك العريف يلقاه اخضر منعنع …يطمان قلبو ويرتاح…. لكن فمة نهار صبح شايح ….قلبو قالو اللي محمد خوه بيه حاجة…في الحين سرج الفرس وهز المقرون وشد الثنية يلوج.على خوه الوحيد وفكرو يهز ويجيب…..قلب حمد توغوغش على خوه ومخو حبس… قال توا نشد الثنية ونعرف قصة خويا شنية… بفرسو ومقرونو وزادو وزوادو شد طريق القبلة منين مشى خوه…. قعد يمشي ايامات وليالي وكان كل ما يتعدى على دوار يفرحو بيه امماليه ويقولولو”يا محمد يا ولدي وين حيك….ايجا خوذ رزقك يرحم بوك” ….كل دوار يسمع فيه نفس الكلام ونفس دعاء الخير والناس تعرضلو في الايمينات باش يقعد يفطر والا يتعشى ويبات…وكل واحد يوريه الرزيق اللي نذرو لمحمد : خيول واغنام وقمح وشعير وزيت زيتون وشي كبير ….. وكي يسألهم على محمد شكونو؟يقولولوا “هذا راجل طيب تعدى من هنا عندو مدة ودعا لنا بالمطر وربي سبحانو استجابلو ….واحنا خبينالو من كل رزق شوية على خاطر ولد حلال ووجهو مبروك علينا …. وراهو يشبهلك ياسر…. قاللهم اللي هو خوه التوأم محسوب … واللي هو انقطعت اخبار و ماشي يلوج عليه…. قعدوا يدعيولو بالسلامة والتوفيق وعرضولو جاه ربي يجيبلهم محمد كي يلقاه … وكمل ثنيتو هكاكة حتى وصل للدوار متاع العفريت ….ملي دخل لساحة القرية و شافوه الناس تلموا عليه بوس وتعنيق وفرحة بسي محمد فرحة كبيرة حتى وصل الخبر للشيخ ….ناداه للدار….هو دخل والشيخ شهق بالفرحة …. وبنتو جات تجري وتنادي محمد …. لكن كي ماجاوبهاش عرفت باللي هو خاطي…. وأطرشقت بالبكاء المغبونة…و تطرشق حتى هو بالدموع….
قالتلو انا بكيت على راجلي وسبب نجاتي مالموت…وانت علاش تبكي؟؟؟
قال لها وانا نبكي على خويا ريحة بابا وشطري الثاني….
بعد البكاء والنواح …مسح عينيه وحكى مع الشيخ واستفسرو وفهم باللي خوه في الغابة المسحورة ولازم يخلط عليه …يا اما يرجعوا سالمين والا يغبروا هوما الاثنين…
هز مقرونو وسيف الشيخ و ركب فرسو وقصد الغابة المسحورة….
هو دخللها و يشوف عقاب كبير يطير في السماء ويهبط حتى قريب يمس الأرض …..وكل مرة يقربلو حتى قريب يطيّحو من فوق الفرس …. صاح حمد ع العقاب وقالو”جيبلي خويا محمد في الحال ماكانش نحرقك انت والغابة متاعك….
قالو العقاب خوك وكلابو وفرسو مسيتهم بجناحي رديتهم حجر … كيما باش نردك انت توا …. اش جابك لارضي؟؟؟
وقعد العقاب يطير الفوووق ويهبط ويحاول يهفي على حمد بجناحو…. وحمد في كل مرة يهرب بيه في آخر لحظة …. وقت اللي تيقن باللي النسر تعب وفقد التركيز ….هو قريب يوصللو وهو يجبد السيف وينطرلو رأسو ….حتى دمو طش الشجر والحجر والتراب …. وتحولوا في لحظة لعباد دم ولحم…. هاك العباد اللي سحرهم هوما و خيولهم وصغارهم وكلابهم جرى فيهم الدم من جديد وحياو….. ومن بعيد لمح خوه محمد و كلابو وفرسو جايين يجريو …. حمل خوه وطير وحشة منو …. وحكالو على كل شي صار في غيابو ….ورجعو لدار الشيخ و تلاقى مرتو العزيزة ….وبعد الفراق و اليأس …نساو الهم ولاباس…..
وبعد مدة قال حمد لمحمد “هيا نجيبو أمنا المغبونة تعيش معانا في ه الخير وتونسنا”
و ماكانش محمد مالعاكسين …. شدوا طريق بلادهم وكل مرة يتعداو على دوار ….يستقبلوهم كالسلاطين ويعطيو محمد الرزق اللي وعدوه…. حتى وصل لدار بوه بقافلة تقول جاية من بلاد السند والهند : خيول وابل و غنم وافاح وقمح وشعير وحرير وزيت و كحل وحنة وعطور وبخور وقماش … بسم الله الحي الرزاق …. مشى يصفق في يديه روح بمال يغني المشتاق…..
وصلو لدار بوهم ….خرجت العجوزة تلقى الخيرات والنعيم …. قالت “يا حميدا وليدي …الشي هذا متاع شكون ؟؟؟”
تبسم حمد وقاللها ” والله ما نكسب فيه سبب يا امميمتي …الكلو متاع خويا محمد …..ومازال وراه خير كثير و مرا غنجة ودار وسانية وبير”
طاحت هاك المرا تتصكك باليد والساق حتى تعوجت وهز ربي أمانتو …..زااااايد ….القلب مشوم محروم…..
ولاو دفنوها ورجعوا منين جاو ….وخذا حمد حتى هو للات البنات …… وعاشوا الاخوة مرتاحين متهنيين …قلب واحد وكلمة وحدة للممات.
وحكايتنا طابة طابة والعام الجاي تجينا صابة