ذاكرة سياسية:فاضل الجمالي

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

 فاضل الجمالي ؟؟
صاحب الصورة .

عام 1954 ذهب #الحبيب #بورقيبة رئيس
” الحزب الدستوري” إلى نيويورك و حاول الدخول إلى مبنى الأمم المتحدة عسى أن يفلح في عرض قضية تونس أمام المجتمع الدولي إلا أن حرس المنظمة الدولية منعوه كونه لا يحمل صفة رسمية تخوله حضور اجتماعات الأمم المتحدة، حاول بورقيبة جاهداً إقناع الحراس السماح له بالدخول دون جدوى شاءت الصدفه ان تتزامن محاولة بورقيبة دخول مبنى الامم المتحدة مع وصول الوفد العراقي ?? برئاسة وزير الخارجية الدكتور #فاضل_الجمالي الذي تساءل ما يحدث فأخبروه أن رئيس الحزب الدستوري التونسي ?? الحبيب بو رقيبة يحاول الدخول إلى قاعة اجتماعات الأمم المتحدة إلا أنه مُنع كونه لا يحمل صفة رسمية.

فورا استدعى الدكتور فاضل الجمالي الحبيب بورقيبة و قال له “أنت ستدخل إلى مبنى الأمم المتحدة بصفتك عضوا في الوفد العراقي” و التفت الجمالي إلى أحد اعضاء الوفد ورفع شارة كتب عليها وفد العراق و وضعها على صدر الحبيب بورقيبة و قال له أنت الآن أحد أعضاء الوفد العراقي و لن يستطيع أحد أن يمنعك من الدخول إلى مبنى الأمم المتحدة،

دخل #بورقيبة مع الوفد العراقي و تحدث الجمالي أمام الأمم المتحدة بصفته رئيس الوفد العراقي و بعد فترة قليلة قال:

سأحيل الميكرفون إلى أخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس ?? الحرة، و هنا ساد الصمت في القاعة و غادر الوفد الفرنسي قاعة الاجتماعات إحتجاجا

إستلم بورقيبة الميكرفون و ألقى خطاباً حماسياً بطولياً نال إستحسان الحاضرين و إعجابهم و وقف الجميع يصفق و يحيي هذا البطل القومي، و بعد انتهاء خطابه توجه بورقيبة إلى الدكتور فاضل الجمالي و قال له :

” لا أنا و لا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا”.

بعد سنتين من هذه الحادثة أي في العام 1956 حصلت تونس على إستقلالها من الاستعمار الفرنسي بفضل كفاح شعبها بالدرجة الأولى و كذلك بدعم أشقائها و من ذلك المبادرة الجريئة و الشجاعة من الدكتور محمد فاضل الجمالي رحمه الله.

بعد سقوط الحكم الملكي في العراق ?? عام 1958 كان فاضل الجمالي أول رموز النظام الملكي يصدر بحقه عقوبة الإعدام . تدخل الرئيس بورقيبة على الفور مناشدا الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم العفو عن الدكتور فاضل الجمالي و السماح له بمغادرة العراق الي تونس و تبع ذلك مناشدات إقليمية دولية أخرى جميعها ترجو الإفراج عن الجمالي فإستجاب الرئيس قاسم و سمح بمغادرة فاضل الجمالي بغداد إلى تونس حيث رحب به الرئيس بورقيبة و فاءا لموقفه أعلاه

عند وصول فاضل الجمالي تونس إستقبله بورقيبة مرحبا و عرض عليه أن تمنحه الدولة التونسية راتبا فأبى الأخير إلا أن يكسب عيشه بمجهوده الذاتي فعمل أستاذا في إحدى الجامعات التونسية .

أطلق بورقيبة إسم فاضل الجمالي على أحد شوارع العاصمة التونسية. و عمل هناك بكل إحترام و تقدير حتى توفي فيها.

ملحوظة لافتة:
في عام 1995 و بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس الأمم المتحدة أرسلت دعوة لفاضل الجمالي لحضور الإحتفال بصفته أحد الموقعين على تأسيس الأمم المتحدة
رد الجمالي على الدعوة برسالة جاء فيها :
(إن الأمم المتحدة تُحاصر بلدي و تقتل الأطفال و العجز و تصنع الموت,، لن أحضر إحتفالها).

عبد المجيد دبار 

Loading