حمادي العقربي ???
2020-08-21
حمادي العقربي ???في ذمة الله
صاحب الجسم النحيف واللسان العفيف… صاحب القدمين المتمرّدتين على كلّ النواميس …هو ملك الكرة وصاحب الكعب العالي والنفيس…هو بشهادات من جاوروه لاعب استثنائي بكلّ المقاييس…أحلى ما في العقربي أسلوبه في مداعبة الكرة جميل…وهو على غرار نجم الفنّ النبيل محمد علي كلاي يمتع الجماهير ولا يبالي بقاموس الربح والخسارة… كان يراود الكرة علنا ويأمرها فتطيع… لم يحصل أبدا في الملاعب التونسية أو ربّما العالمية أن اجتمع الخصمان واتفقا على تشجيع نفس الألوان…لم يحصل أن صفّقت الجماهير للاعب فريق منافس كما حصل مع حمّادي العقربي… لم يحصل أن كان أيّ لاعب أهمّ عنوان في الميدان…أهمّ من الفوز والهزيمة وأهمّ من اللقب والغنيمة…فقط فعلها الساحر حمّادي العقربي الذي كان نجم الشبّاك ومحبوب كلّ البلاد والعباد.
ساحر الجيلين كما أطلق عليه كان بالفعل ساحرا لكنه بقي ساحر كلّ الأجيال بدليل تربّعه على عرش الذاكرة الرياضية التونسية إلى حدّ يومنا هذا والى حين يرث الله الأرض ومن عليها…أهدافه كانت استثنائية… تمريراته ماكرةمنقول وذكيّة ومراوغاته مزيج من التعالي والتكبر والسخرية…قد لا تفي كلّ هذه العبارات والكلمات لوصف ساحر الجيلين وإعطائه حقّ قدره لكنها على الأقلّ تحيي فينا بعض الحنين لتلك السنين التي كان فيها حمّادي العقربي مفجّر الآهات وملهم الرياضيين.(منقول)
ساحر الأجيال حمادي العقربي
ولد ساحر الأجيال حمادي العقربي يوم 20 مارس 1951 وسط مدينة صفاقس ومارس كرة القدم ببورة العلوش القريبة من ملعب الطيب المهيري وكان يجلس يوميا بإحدى المقاهي القريبة منها .
في سنة 1963 اكتشفه ممرن النادي الصفاقسي اليوغسلافي “ميلان كريستيك” رفقة صالح بسباس وحين تمت دعوته للالتحاق بصنف الأداني قاله عنه “كريستيك” “هذا الفتى مبدع وفنان ولا يحتاج لمن يعلمه فنون الكرة وشخصيا ليس لديّ ما أضيفه له”.
اعتزل اللعب رسميا يوم 20 ماي 1989 وعمره 38 سنة بعد مسيرة إمتدت على 26 سنة من العطاء فوق المستطيل الأخضر .
تعرض إلى إصابة حادة في بداية مسيرته الكروية سنة 1967 على مستوى العمود الفقري وخضع للعلاج سنة كاملة أجبرته على الانقطاع عن الدراسة وكادت تضع حدا لنشاطه الرياضي إضافة إلى إصابة على مستوى الكاحل وهي من الأسباب التي كانت وراء تجنب العقربي التمارين المرهقة والاندفاع البدني وميله للتعويل على الفنيات العالية. شارك العقربي في أول مباراة مع أكابر النادي الصفاقسي يوم 5 أفريل 1970 وهو اللاعب الوحيد الذي كانت تنطلق سيارة بلدية صفاقس بمكبرات الصوت قبل مباراة النادي الصفاقسي لتعلن للجمهور عن عودته للتشكيلة الأساسية.
سجل حافل
تحصل العقربي على الحذاء الذهبي في موسم 1974 – 1975 وعلى 3 بطولات مواسم 1970 – 1971 و1977 – 1978 و1982 – 1983 وكأس تونس سنة 1971 . وبالرغم أنه يشغل خطة متوسط ميدان هجومي إلا أن رصيده من الأهداف كبير وعادة ما يتجاوز 10 أهداف في كل موسم كروي . وهو صاحب أول هدف تونسي في تاريخ مسابقات الكؤوس الإفريقية للأندية عندما سجل هدف التعادل في مرمى الزمالك المصري في لقاء الإياب بصفاقس .
حرمه الحكم العربي الوسلاتي من هدف سجله في ملعب القيروان من وسط الميدان في مرمى الحارس طياش . وهو يتحدث عن أطرف حادثة له بملعب بنزرت قائلا “لقد تحصلت على الورقة الحمراء في ملعب بنزرت إلا أن جمهور النادي البنرزتي ثار ضد قرار الحكم وطالب بالعفوعني”.
العقربي والمنتخب الوطني
انضم العقربي للمنتخب الوطني منذ سنة 1971 وشارك بانتظام منذ مارس 1975 إلى نهاية سنة 1978 . وسجل عدة أهداف في مختلف المسابقات القارية والعالمية والودية وخاض حوالي 40 مباراة دولية في مختلف المسابقات .
احترافه
احترف العقربي مباشرة إثر عودته من الأرجنتين في النصر السعودي موسم 1978-1979 لكن رفض تجديد عقده وعاد إلى النادي الصفاقسي واحترف ثانية خلال موسم 1980-1981 مع فري العين الإماراتي وقاده لإحراز لقب دوري الإمارات للمرة الثانية في تاريخه. وعن الاحتراف يقول “لم أكن متحمسا للاحتراف خارج تونس وفكرت طويلا في خوض تجربة بعيدا عن فريقي . لا يهمني جمع المال بقدر ما يعنيني اللعب والفرجة لذلك كانت تجربتي الاحترافية قصيرة جدا خارج تونس “.
ذكريات المونديال
يؤكد العقربي أن ملحمة المنتخب التونسي في كأس العالم 1978 بالأرجنتين جاءت تتويجا لعمل متواصل امتد حوالي 4 سنوات . وترشحت تونس كممثل وحيد عن القارة السمراء على حساب منتخبات إفريقية قوية في تلك الفترة على غرار المغرب ومصر والجزائر ونيجيريا … وشارك العقربي في جميع مباريات المنتخب في نهائيات كأس العالم .
ذكريات الزمن الجميل
وعنها يتحدث باعتزاز قائلا ” نهائيات كأس العالم بالأرجنتين كانت قصة رائعة وجميلة للجميع، انطلقت منذ التحضيرات وأجواء السفر والإقامة ، لم نشعر بالوقت وتتالي الأحداث وكنا نتمنى أن تتوقف عجلة الزمن عن الدوران. لقد كسبنا الخبرة والتفاهم بين جميع اللاعبين فوق الميدان وخارجه وقدمنا لوحات فنية هي الأفضل من بين بقية المنتخبات وكنا نتمنى أن يمتد توقيت المباراة لساعات فقد كنا نشعر بنشوة وبرغبة في اللعب مصدرها الثقة في النفس والإمكانيات البدنية والفنية والذهنية”.
قدمنا تونس للعالم
ويواصل حديثه عن مساهمة منتخب الكرة في التعريف بتونس قائلا “البعض كان يعتقد أننا من أدغال إفريقيا لكن بعد مباراتنا أمام المكسيك إقتلعنا مساندة الجماهير العريضة وقدمنا تونس للعالم في صورة جميلة”.
فنان أبهر العالم
كتبت الصحافة العالمية عن العقربي أنه لاعب فنان أبهر عشاق الكرة في نهائيات كأس العالم وعن ذلك يقول ” لقد قدمت مردودا رائعا في جميع المباريات التي خضتها وتعتبر مباراتنا أمام بولونيا هي الأفضل بالنسبة لي، ولكن الحظ أدار لنا ظهره حين اصطدمت كرة تميم بالعارضة الأفقية وانهزمنا بهدف لصفر إثر هفوة فردية من الدفاع . أما بالنسبة لتلك المراوغة الشهيرة – التي سقط على إثرها ممرن المنتخب التونسي السابق البولوني “كاسبارجاك” فوق أرضية الميدان – فقد كانت عفوية واللقطات الفنية عادة ما تكون بنت لحظتها ولا يعرف سرها إلا صاحبها”.
دعواتكم لروحه بالرحمة والمغفرة ..اسعد الله روحه في قبره على مقدار ما اسعد قلوبنا في هاته الدنيا الفانية…
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3388648744532858&id=886044148126676