أبو القاسم محمد كرو : باحث وأديب تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 1 جويلية سنة : 1924، أبو القاسم محمد كرو، باحث وأديب تونسي، له فضل كبير على الثقافة الوطنية والعربية.

– أبو القاسم محمد كرو : ولد في 1 جويلية 1924 – توفي في 4 أفريل 2015 (91 سنة).
– ولد بمدينة قفصة التي أنجبت علماء في الدين واللغة من أمثال ابن منظور صاحب “لسان العرب” والتيفاشي القفصي وغيرهما. كما اشتهرت قفصة بنضالاتها السياسية والنقابية خلال الفترة الاستعمارية وبعدها.
– ومبكرا، تابع الفتى أبو القاسم ما كان يدور من حوله وهو صغير يتردد على الكتاتيب لحفظ القرآن من أحداث سياسية واجتماعية وغيرها، وكانت الحرب العالمية الثانية من أبرز الأحداث التي عاشها وهو طالب في فرع جامع الزيتونة بمسقط رأسه.

– عندما انتقل الى العاصمة لمواصلة تعليمه في جامع الزيتونة، انخرط في العديد من الجمعيات الثقافية مثل جمعية “الإخوان الزيتونيون”.

– في العاصمة تونس كان يعيش مثقف سوري يدعى يوسف بسام وكان يدير صحيفة اسمها “المرآة”، ويوم صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947، صدرت تلك الصحيفة وهي مجللة بالسواد. وعندما قرأ الشاب أبو القاسم العدد لم يتمالك نفسه من البكاء، بعدها قام ورفاقه الطلبة بتنظيم إضراب عام احتجاجا على المظلمة التي ألحقت بالشعب الفلسطيني. ولم يكتف بذلك، بل قرر الهجرة إلى الشرق حالما بأن يكون من بين المساهمين في تحرير فلسطين.

– وعندما انتشرت في أوساط الشباب التونسيين، وخاصة الشبان منهم، فكرة التطوع لمحاربة العدو الصهيو*ني، أخذت أفواج المتطوعين تتدفق باتجاه ليبيا مشيا على الأقدام ويدون جواز سفر. ومن بلدة جرجيس ركب الشاب أبو القاسم زورقا نقله إلى التراب الليبي. وبعد عناء طويل، وصل إلى مدينة بنغازي حيث مكنه الكاتب الكبير يحي حقي الذي كان يعمل آنذاك قنصلا من تأشيرة دخول إلى مصر.

– وفي القاهرة، اتصل بمكتب المغرب العربي الذي كان يجمع زعماء المقاومة من أمثال المغربي عبد الكريم الخطابي، والتونسي الحبيب بورقيبة وآخرين.

– وقد أشار أبو القاسم محمد كرو في مذكراته إلى أنه ارتبط بعلاقة وثيقة في القاهرة بالمناضل التونسي الكبير الحبيب ثامر الذي توفي بعد ذلك، وتحديدا عام 1949 في حادث طائرة فوق الأراضي الباكستانية. وهو الذي شجعه على مواصلة رحلته المشرقية باتجاه العراق.
– وعند وصوله إلى هناك، انتسب إلى دار المعلمين العليا لدراسة الأدب العربي. وفي ظرف زمني قصير، تمكن من التعرف على الحياة الثقافية في بغداد من خلال شعرائها الجدد الذين سيكونون من المشاهير في ما بعد مثل عبدالوهاب البياتي، نازك الملائكة، عبدالواحد لؤلؤة، عدنان ناجي، كاظم جواد، وبدر شاكر السياب الذي أهداه كل مجموعاته الصادرة حتى ذلك الوقت.

– في ما بعد وتحديدا بعد وفاة السياب، كتب عنه دراسة عنوانها “المغرب العربي في شعر بدر شاكر السياب”. ولكي يكون أكثر قربا من الأجواء الثقافية ببغداد، اختار أبو القاسم محمد كرّو أن يكون عضوا في البعض من النوادي والجمعيات. كما انتخب كاتبا عاما لجمعية الثقافة العربية التابعة لدار المعلمين. وفي المجلات نشر قصائد ومقالات بينها مقال عن والدة نازك الملائكة التي كانت شاعرة هي أيضا.

– وكان أبو القاسم محمد كرو من المساهمين في إقامة احتفالية تكريمية للرصافي. وفي بغداد أصدر كتابا حمل عنوان “ماي، شهر الدماء والدموع”. وهو كتاب نضالي سياسي روى فيه أحداثا مأساوية وقعت في بلدان المغرب العربي، تونس والجزائر والمغرب في الشهر المذكور، وفي سنوات مختلفة. من ذلك مثلا أن تونس احتلت في شهر ماي 1881، وتم خلع المنصف باي من قبل الفرنسيين في شهر ماي 1943، وصدر الظهير البربري في المغرب في ماي 1930، وتم الإعداد لاحتلال الجزائر في شهر ماي 1830، وفي ماي 1945 عرفت مدينة ستيف الجزائرية أحداثا دامية أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى.

– وفي 16 جوان 1952 غادر أبو القاسم محمد كرو بغداد مُنهيا فيها دراسته العالية، وتاركا خلفه سنوات طويلة حافلة بالنضالات السياسية الثقافية، وأصدقاء سيظلون أوفياء له، وبعد أسبوع أمضاه في دمشق، انتقل الى بيروت لإتمام زواجه من فتاة لبنانية كان قد تعرف عليها خلال سنوات الدراسة الجامعية.

– في الآن نفسه، أشرف على طباعة كتابه “الشابي ـ حياته وشعره” الذي سيظل مصدرا أساسيا للتعرف على مسيرة صاحب “أغاني الحياة” في مختلف جوانبها، كما أصدر كتابا آخر بعنوان “كفاح وحب”، وهو مجموعة من النصوص النثرية الشبيهة بقصائد النثر. وقد نوّه بهذا الكتاب نقاد معروفون من أمثال عيسى الناعوري، أحمد زكي أبو شادي، رضوان إبراهيم ومحمد المرزوقي.

– ومن القاهرة انتقل أبو القاسم محمد كرو وذلك بعد شهر واحد من حصول الثورة المصرية (1952) التي أطاحت بالنظام الملكي ، متوجها إلى طرابلس ليمضي فيها بضع سنوات مدرسا في مدارسها الإعدادية.

– بعد الاستقلال عاد كرّو إلى تونس وعمل في وزارات التربية والثقافة والخارجية، وأسس سلسلة “كتاب البعث”، الشبيه بسلسلة “اقرأ” في مصر. ومن خلال تلك السلسلة، تناول بالبحث العديد من القضايا السياسية والفكرية والاجتماعية، معرفا بالخصوص برموز الإصلاح في تونس من أمثال الطاهر الحداد الذي كتب عنه الكثير من الدراسات القيمة. غير أن التوجهات السياسية للنظام، والتي كانت معادية للاتجاهات القومية، سارعت بتعطيل تلك السلسلة.

– رغم ذلك لم ينقطع أبو القاسم محمد كرو حتى النفس الأخير من حياته عن النضال من أجل أفكاره، ومن أجل التعريف بالمجهولين وبالمظلومين من أهل الثقافة والفكر.
– وفي السنوات الأخيرة من حياته، صدرت عن دار المغرب العربي ببيروت ستة مجلدات احتوت على جميع مؤلفاته في جميع المجالات تاركا للمكتبة التونسية والعربية ما يساعد الباحثين والمؤرخين والأجيال القادمة على التعرف على صفحات مشرقة من التاريخ التونسي والعربي عموما.

– ترك كرّو أكثر من ستين كتابا في مختلف المجالات، وعشرين مخطوطا. وقد ترجمت بعض هذه الأعمال إلى اللغات الأنجليزية، الفرنسية والإسبانية، الروسية والألمانية.

– وله أكثر من مائة دراسة وبحث، نشرت في كتب مشتركة وفي المجلات التونسية والعربية. وفي رصيده حوالي ألف حديث إذاعي وألف مقالة منشورة في الصحف والمجلات التونسية والعربية.
– كما شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والثقافية والعلمية، وهي تزيد عن المائة.

– وتقديرا لجهوده النضالية والعلمية نال أبو القاسم محمد كرّو العديد من الجوائز وحظي بالتكريم في مناسبات كثيرة. فهو حاصل على وسام الجمهورية (الصنف الثالث)، وسام الاستحقاق الثقافي (الصنف الأول)، وسام الجمهورية (الصنف الثاني)، جائزة الدولة التقديرية في النقد، والجائزة المغاربية للثقافة، بالإضافة إلى جوائز وميداليات عديدة. كما تحصل في شهر جوان من سنة 2008 بمناسبة اليوم الوطني للثقافة على الصنف الأكبر من وسام الجمهورية التونسية.

– من مؤلفاته:
– ماي شهر الدماء والدموع في المغرب العربي – بغداد 1951
– الشابي: حياته وشعره – بيروت 1952
– كفاح وحب – بيروت 1952
– حصاد القلم – القاهرة 1954
– كفاح الشابي، أو الشعب والوطنية في شعره – بيروت 1954
– دفاعنا نحن – تونس 1955
– نداء للعمل – تونس 1955
– التعليم التونسي، بين الحاضر والمستقبل – تونس 1955
– شوقي وابن زيدون في نونيتيهما – تونس 1956
– العرب وابن خلدون – تونس 1956
– هيئة الأمم المتحدة – تونس 1956.
– صوت الجزائر – تونس 1956
– الشهيد أحمد رضا حوحو – تونس 1957
– الطاهر الحداد – تونس 1957
– حديث رمضان – تونس 1958
– شخصيات أدبية (من المشرق والمغرب) – تونس 1958
– خير الدين التونسي – تونس 1958
– هتاف للجمهورية – بيروت 1961
– آثار الشابي وصداه في الشرق – بيروت 1961
– كرباكة: شاعر الغناء والمسرح – تونس 1965
– دراسات عن الشابي – تونس 1966
– ابن هانئ الأندلسي – تونس 1967
– الشابي من خلال رسائله – بغداد 1970
– محمد الخضر حسين – تونس 1973
– عصر القيروان – تونس 1973.
– طريق النهضة – تونس 1989
– كلمات إلى الشباب – تونس 1989
– دراسات في التاريخ والتراث – تونس 1991
– من أعلام تونس في الثلث الأول من القرن العشرين – تونس 1991
– دراسات عن تاريخ قفصة وأعلامها – تونس 1991
– نثر الشابي ومواقفه من عصره – تونس 1994
– الشابي في مرآة معاصريه – بيروت 1994
– رسائل حول الشابي – بيروت 1994
– دليل الباحثين عن الشابي – بيروت 1994
– الشابي: صور وكلمات – بيروت 1994
– شعراء المغرب للشابي (تحقيق) – بيروت 1995
– حصاد الكفاح (3 جـ) – بيروت 1998
– أعلام منسيون – بيروت 1998
– شاعرات عراقيات – بيروت 1998
– في الشعر والشعراء – بيروت 1998.
– دفاعًا عن الثقافة العربية – بيروت 1998.
– مواقف إسلامية – بيروت 1998
– مدن وأعلام – بيروت 1998
– كتب ومؤلفون – بيروت 1998.
– محاضرات ومقالات لم تنشر – بيروت 1998
– قضايا وردود – بيروت 1998
– محطات في حياتي – بيروت 1998
– همس الحب (مع الترجمة الفرنسية) – بيروت
– عبقرية الحداد – بيروت 1999
– الشهيد الحبيب ثامر – سوسة 1999
– عبدالوهاب البياتي – سوسة 2000
– طه حسين والمغرب العربي – بيروت 2001.
– حوار وشعراء – بيروت 2001.
– سليمان الحرائري: (رائد تونسي) – بيروت 2001
– ابن منظور: مؤلف لسان العرب – بيروت 2002
– الأميرة نازلي فاضل: رائدة النهضة في مصر وتونس – بيروت 2002
– أبعاد الأب جان فونتان – بيروت 2002.
– أبحاث ومقالات – بيروت 2002
– أحمد التيفاشي القفصي – بيروت 2004
– شعراء قفصة الإسلامية – تونس 2004
– تراجم قصيرة – تونس 2004
– ذكرى ابن خلدون – تونس 2006
– مدن وأعلام تونسية (منقحة ومزيدة) – تونس 2007.

# أسامة الراعي #

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *