محمد المالقي : أحد رواد القضاء في تونس.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

من مواليد هذا اليوم 25 أوت سنة : 1889 – محمد المالقي، أحد رواد القضاء التونسي في أواسط القرن العشرين.

  • محمد المالقي : ولد في 25 أوت 1889 – توفي في 27 أكتوبر 1980، (91 سنة).
  • ينحدر محمد المالقي من عائلة أندلسية الأصل ومن بيت علم ومجد وفضل، فوالده هو المحامي محمد الهادي المالقي العضو بمجلس جمعية الوكلاء والكاتب العام بها المكلّف بالقلم الفرنسي. وعميد عائلته هو الشيخ صالح المالقي شقيق الأستاذ الهادي وعمّ محمد المالقي، وهو القاضي وشيخ الجامع الأعظم.
  • ولد محمد المالقي بتونس العاصمة في 25 أوت 1889. وزاول دراسته بالمدرسة الصادقية ثمّ انتقل إلى معهد كارنو وفيه تخرّج، ثمّ انخرط في سلك الوظيف العدلي سنة 1909 كاتبا مترجما.
  • ترأس جمعية الترجي الرياضي التونسي بين سنتي 1919 و1923.
  • في عام 1922 دخل سلك القضاء وسمّي قاضيا بدائرة الاتهام. وارتقى في هذا السّلك فسمّي رئيسا لدائرة من دوائر الاستئناف المدني ثمّ الجناحي والدائرة الجنائية حتى أصبح رئيسا أوّل لدوائر الاستئناف، وعميد الرؤساء.
  • وفي 29 جويلية 1954 سمي رئيسا لدائرة التعقيب وكاهية رئيس محكمة التعقيب.
  • وفي هذه الفترة كلّف بإدارة شؤون وزارة العدل في حين كان زميله الرئيس محمد النيقرو رئيس القسم الأوّل مكلفا بالوزارة الكبرى.
  • وفي 15 نوفمبر 1958 سمّي رئيسا أوّل لمحكمة التعقيب، فخلف الرؤساء : عبد العزيز تاج ومحمد بوسن ومحمد القلعي وموسى الكاظم بن عاشور.
  • وبطلب منه أحيل على التقاعد بداية من 1 مارس 1959 وتفرّغ منذ ذلك الحين للتدريس والتأليف والنشاط الثقافي والعلمي. وقد سمّي رئيسا شرفيّا لمحكمة التعقيب بمقتضى الأمر عدد 48 لسنة 1959.
  • ومحمد المالقي هو الرئيس الخامس لجمعية قدماء تلامذة المدرسة الصادقية وذلك مدة سنتين (1932 و1933).
  • عُرِفَ محمد المالقي بالرئيس المالقي أي القاضي الذي يرأس الجلسات، ويصدر الأحكام، ويفصل النزاعات، ولم يشتهر أحد مثله في عصره بوظيفه وعرف بين الناس بخطّته كما اشتهر الرئيس محمد المالقي. فالقصر الملكي كان يعرفه، والصحف والمجلات تتسابق لنشر أخباره، ومعابر المحاكم كلّها لا تتحدّث إلا عن الرئيس المالقي. ومؤلفاته القانونية ظهرت في المكتبات فأكسبته شهرة أخرى وعرفت به قاضيا متضلّعا من القوانين يحبّه الناس ويسرّهم لقاؤه ويفرحون للتقاضي أمامه، فهو عادل في أحكامه، مجتهد في قضائه، منصف، خيّر، رجل الشارع في المنتديات والملتقيات وحتى في فندق الغلة ودكاكين التجارة، يعرف القاضي المالقي ويتطلّع إلى أحاديثه ومناقشاته وأسلوبه في كلامه وفي مخاطبته لكلّ الناس.
  • لكنّ قلّة قليلة من الناس كانت تعرف محمد المالقي أستاذا محاضرا بكليّة الحقوق، يضحّي براحته ووقته في سبيل إنارة الطريق أمام جموع غفيرة من الطلبة كانت تحضر دروسه وتستمع إليه وهو يشرح ما غمض من بنود القوانين ويعالج ما عسر فهمه من قواعد التشريع في مختلف موضوعاته بأسلوب سهل مبسط وبلغة تعتمد الافهام دون عسر.
  • وفي سنة 1966 عيّن محمد المالقي أوّل مدير عام لهذه المدرسة يساعده في تصريف الشؤون الإدارية كاتب عام هو الأستاذ الهادي بوسنّ. واستمرّ ذلك إلى أن صدر الأمر المؤرخ في 21 أوت 1972 والقاضي بإدماج تلك المدرسة في كلية الحقوق والعلوم السياسية. وهكذا ولدت مع المالقي هذه المؤسسة العتيدة المدرسة العليا للحقوق التي تخرّج فيها رجال أفذاذ، وفي آخر عهده أخذت عنها المشعل كلية الحقوق. وبذلك انتهت مهمّة محمّد المالقي الذي لازم مع ذلك مكتبه بكلية الآداب وناديه الذي كان يضمّ نخبة من أصدقائه وخلاّنه، وهم من خيرة العلماء المبرزين والقضاة الأجلاّء.
  • كان المالقي رجلا اجتماعيا دمث الأخلاق له علاقات طيبة متينة بفئات من مختلف أفراد المجتمع خاصة ممن لهم تأثير في سير دواليب الادارة، فكان يسخّر هذه العلاقات الانسانية لفائدة وطنه والمؤسسة القضائية التي كان رائدا من روّادها يعيش فيها منذ أوائل هذا القرن، ويشرف على تكوين الأجيال من رجالها وتخريجهم وتقلّدهم لأعلى الوظائف فيها، وكان يريد أن يرتفعوا بهذه المؤسسة وأنّ يحرسوها. – وفي مقدمة كتابه “محاضرات في شرح القانون المدني التونسي” يعرب عن عواطفه الجياشة إذ يقول: “لقد مرّت بالبلاد عصور ذابت فيها شخصيتها، وتعطّل تشريعها، وطبع بطابع أجنبي عنها لا يمتّ بصلة إلى طبيعة الشعب التونسي ومميّزاته، بل يعطي صورة لما كان يرزح تحته من أثقال يئنّ منها ويتوجّع…”.
  • توفي الرئيس محمد المالقي يوم 27 أكتوبر 1980.

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *