رضا ديكي : فنان تونسي.

شارك اصدقائك الفايسبوكيين

نوفي في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر من سنة : 2019 – رضا ديكي، فنان تونسي.

  • رضا بالحاج خليفة، الملقب بـ رضا ديكي فنان تونسي، ولد بمدينة قصر هلال، اكتسب لقب «ديكي» نسبة لأغنية الأطفال «ديكي ديكي أنت صديقي» التي أداها سنة 1978.
  • انطلقت مسيرة هذا الفنان الساخر في أواخر السبعينيات، وطيلة الرحلة حافظ على طابعه الغنائي التهكمي.
  • لم يكن يقتصر على ألوان موسيقية شرقية أو غربية بل كان يتنقّل بينها في قوالب نصوص كان يبدعها بشكل غريب، إذ لم تكن في غالبها من كتابته، وإنما هي تطويعاتُ نصوصٍ وألحان ومنطقه في فنّه بشكل عام.
  • بقي بعيدًا عن دوائر الثقافة الرسمية؛ رغم ذلك لم يكن رضا ديكي يشعر بأنه فنّان مهمّش، لوجود شعبية هائلة يتمتع بها لم يكن يحظى بها من يحضرون بشكل متواتر في وسائل الإعلام أو يصعدون على منصّات مهرجانات كثيرة.
  • وبقي الفنان رضا ديكي على مدار مسيرته عصياً على التصنيف، فمن جهة يصنّفه بعض النقاد على أنه فنان شعبي، باعتبار أنه نجح في الوصول إلى كافة الشرائح في تونس بأعمال فنية ذات طابع مغاير للسائد، ومن جهة أخرى يعتبره آخرون فناناً ملتزماً، لقرب مضامين أعماله من الأغاني الملتزمة ولتزامن شهرته مع فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أي الحقبة التي انتعشت فيها الأغنية الملتزمة خاصة في الأوساط الطلابية والعمالية.
  • وفي رصيد الفنان الراحل عدة أغان أبرزها، فضلاً عن “ديكي ديكي”، أغنية “أنا عندي رونديفو” (أي عندي موعد)، الأغنية الأكثر استماعاً لدى الجمهور، والتي قاومت الرقابة والإقصاء ولازالت تعيش منذ عقود طويلة وتتجدد مع مختلف الأجيال، وقد قام الفنان بإضفاء تعديلات طفيفة عليها ليجعلها تتواءم مع المتغيرات السياسية…
  • رابط الأغنية : https://youtu.be/nX9SC4MYwoQ
  • أغنية “كالزربوط”، وفيها يتغنى رضا ديكي بيوميات شاب كسول يعيش نفس التفاصيل ونفس العادات الصباحية، ويسلك نفس الطريق يومياً ويلامس نفس الحيطان، أحداث تتواتر بشكل روتيني عبثي، حتى أن هناك من يصفها بأنها أغنية العَبثيين الكسالى “كالزربوط اللي يدور بلاش خيوط”.
  • كما في رصيده أغان أخرى عديدة تميزت دائماً بطابعها الساخر، وهي “الكورة” و”لالاني” وغيرها، والتي تميزت جميعها بالتلميح الذكي لقضايا سياسية واجتماعية في خطوة تحسب له، لأنها وردت في حقبة تعد فيها مثل هذه الأعمال مجازفة حقيقية.
  • من أعماله أيضا السكاتش الشهير المعروف “يامي حل لي الباب” (أمي افتحي الباب)، الذي يتعلق بحوار يجري بين أم خرجت من البيت ونسيت المفتاح بداخله مع ابنها الصغير الذي لم يقدر أن يفتح لها الباب، لأن القفل كان عالياً، مما اضطره لترصيص الكراسي حتى يصل إلى قفل الباب.
  • بسبب هذا السكاتش اعتقل رضا ديكي وتم تعنيفه والتحقيق معه واتهامه بأنه ينتقد النظام بطريقة ساخرة، وأنه يريد تمرير رسالة مفادها أن باب الحرية في تونس موصد وليس من السهل فتحه..! كان هذا معطى رواه شقيقه في أحد الحوارات الصحفية، وكشف عن وجه آخر لرضا الديكي الفنان الذي ترفّع دائماً عن لعب دور الضحية وركوب موجة المناضلين التي سلكها الكثيرون في تونس بعد 14 جانفي 2011، عن غير وجه حق.
  • في ثمانينات القرن أصدر شريط كاسيت جمع فيه أشهر أعماله من أغاني وسكاتشات، وقد لقي رواجا كبيرا.
  • واجه في السنوات الأخيرة من حياته الحاجة والوحدة. وقد أنهت حياته حادثة اعتداء تعرّض لها في أحد أمسيات أيام رمضان 2019، بنهج ابن خلدون بالعاصمة، بينما كان متجهاً لجلب إفطاره من أحد المطاعم من قِبل كبش أقرن نطحه..!
  • أصيب في هذا الاعتداء بأربعة كسور وأضرار بليغة تطلبت نقله إلى المستشفى، بعد أن بقي لمدة ساعة ونصف ملقى في الطريق دون أن يسعفه أحد. وحين حل بمستشفى ببن عروس، بقي ثمانية أيام يتوجع من دون تدخل طبي لإجراء عملية جراحية، حتى قدم أخوه من فرنسا ليجده في وضعية مزرية، مما اضطره لنقله لمشفى آخر، وأطلق نداء عاجلاً لسلطة الإشراف، لتعلن وزارة الصحة متأخرة أنها ستتكفل بعلاجه، ولكنه رحل بالكثير من اليأس والشعور بالخذلان من بلد عاش في ذاكرة أجياله ولكنه لم ينصفه.

أسامة الراعي

Loading

أسامة الراعي

متحصل على : شهادة الأستاذية في التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *