المنصف الأزعر، ممثل تلفزي، كاتب سيناريو ومسرحي تونسي
– المنصف الأزعر : ولد في 24 ماي 1942 – توفي في 25 نوفمبر 2018، (76 سنة).
– ولد وعاش طفولته في نهج المندرة بتونس العاصمة، وكانت أولى تجاربه المسرحية سنة 1959 من خلال عمل للهواة بعنوان “موتى بلا قبور” مقتبس عن جون بول سارتر.
– ورغم تخصصه في الهندسة المعمارية إلا أن عشقه للركح والفنون دفعه لخوض مغامرة التمثيل في المسرح وفي التلفزة، وخوض تجارب عديدة من أجل إثبات ذاته في الميدان وامتلاك القدرات وصقل موهبته، فتلقّي التكوين اللازم في الغرض لتوفير أفضل الظروف للنجاح في المغامرة وتحقيق الحلم وسافر في بداية الستينات إلى فرنسا وعاش بباريس سنوات، ثم انتقل إلى مدينة ليون حيث تلقى تكوينا خاصا في فنون التجسيد والتمثيل.
– كانت مسيرة الراحل حافلة بالمحطات الفنية والإبداعية المضيئة في المسرح والتلفزة سواء في التمثيل أو في كتابة الدراما.
– بعد عودته لتونس تولى إدارة فرقة المسرح بدار الثقافة ابن خلدون صحبة العديد من الأسماء الرائدة في المجال، وتوّج مجهود البدايات بجائزة أحسن ممثّل سنة 1968.
– شارك في أكثر من 50 عملا مسرحيا مثل “بابا وعندو بوه” و”الملائكة” و”الليل آه ياليل”… كما شارك في برنامج “نجوم الغد” (في بداية السبعينات) بأداء قصيدة حبيبها لعبد الحليم حافظ. وغنى في إحدى المسرحيات قصيدة “يا بحر قُلّي”.
– كان من الجيل الأول الذي أسس الدراما التونسية عندما انطلق بث التلفزة التونسية التي كانت تبث تمثيليات مباشرة على الهواء وقدم آنذاك “الزورق الصغير”، ومن أشهر أعماله في تلك الفترة “القرية المطوقة”.
– ويعدّ المنصف الأزعر كذلك من الكُتّاب المتميّزين للدراما التلفزية في أوج تألقها إذ ألّف عدة أعمال من أبرزها “شرع الحب” الذي وضع له النص والحوار وشارك في بطولته سنة 2005، إلى جانب أعمال أخرى مثل : مسلسل “غادة” للمخرج محمد الحاج سليمان، حيث جسّد فيه شخصية مركبة وبرهن فيها عن مقدرة كبيرة في أداء أدوار الشرّ، ومسلسل “العاصفة” لعبد القادر الجربي الذي كان فيه مقنعا في أداء الشخصية التونسية الطيّبة المُحبّة والصادقة، إضافة إلى عدة أدوار على غرار مسلسل “الحصاد” ومسلسل “آمال” الذي عوّل عليه لتحقيق نقلة نوعية في تجربته من خلال اقتحام تجربة مغامرة الإنتاج.
– كان المنصف الأزعر من ذلك الجيل الذي كان يمتلك موهبة وثقافة ومعرفة واحترام للفن إلى جانب حضور جميل بفضل ما كان يتمتع به من وسامة، إلاّ أنه لم يكن يتمتع (مثل أبناء جيله) بالإمكانيات والدعاية اللازمة خلافا لما يحظى به جيل اليوم من فرص الظهور والإنتشار وهو ما حال دونه ودون النجومية والإنتشار الواسع الجدير به.
– وفِي السنوات الأخيرة قلّ ظهوره واكتفى بانتاج بعض الأعمال المسرحية في شركته الخاصة التي أسسها. أما آخر عمل سينمائي له فكان شريط “تونس الليل” لإلياس بكّار.
– وجب التنويه أخيرا أن الراحل ألّف مسلسلا بعد الثورة، أراد من خلاله العودة إلى المشهد التلفزي والدرامي بعد غياب سنوات، ولكن لم يجد هذا المشروع طريقه للتنفيذ…
# أسامة الراعي#